وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
تلقي العواصف الثلجية التي تضرب لبنان كل عام عادةً، بثقلها على منازل اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة، وسوء البنى التحتية وتصدع جدرانها وأسقفها، والتي تحوّل مياه الأمطار الغزيرة إلى فيضانات وسيول جارفة تغمر الشوارع والأزقة الضيقة وعشرات المنازل الأرضية والدكاكين بالإضافة إلى إقفال المدارس والمؤسسات العامة في داخلها.
هذا العام تأتي العاصفتين “HIBA” وياسمين، وما يرافقهما من أمطار غزيرة ورياح شديدة البرودة بشكل إستثنائي، واللاجئون الفلسطينيون يعانون من أوضاع معيشية صعبة للغاية، سببتها الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، وتفاقم الأزمة وغلاء أسعار المحروقات والكهرباء وأجهزة التدفئة الكهربائية والألبسة الشتوية وغيرها، ما إضطر البعض إلى اللجوء لطرق التدفئة البدائية البديلة علهم يفلحون في تخفيف برودة الشتاء القارس.
في هذا السياق ،يقوم اللاجئ الفلسطيني أبو علي بسيونة يوميًا، بجمع قطع خشب أثاث المنازل وبعض الكرتون وإشعالها في "كانونٍ الفحم" الصغير، من أجل تدفئة أطفاله، وتسخين الماء والقهوة والشاي، بسبب إضطراره لقطع خط إشتراك الكهرباء لعدم تمكنه من دفع تسعيرتها المرتفعة.
ويشير أبو علي الذي يبلغ من العمر (45 عاماً) وهو متزوج ولديه أربعة أطفال، ويعمل في محل لبيع الدجاج في سوق صبرا، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إلى أن "الأزمة الاقتصادية أثرت سلباً على عملي، فكثيرًا من الأحيان أبقى في المنزل دون عمل حتى يطلب مني صاحب المحل، لأن ذبح الدجاج لا يحصل كل يوم كما كان الحال ما قبل الأزمة".
ويضيف: "كل شيء تغير عن قبل، والوضع المعيشي بالنسبة إلى المتزوج صعب جدًا، يا دوب عم نطعمي أطفالنا، نحن بأمس الحاجة للمساعدة الغذائية والكسوة والكهرباء والمياه، ومواد التدفئة من أجل أطفالنا، والأونروا للأسف ما عم تنظر إلى معاناتنا".
ويؤكد بأن "الكثير من الأهالي أصبحوا يجمعون خشب أثاث المنزل لتدفئة أطفالهم أو لبيعها من أجل تأمين لقمة العيش لهم".
ومع تفاقم أزمة الكهرباء وارتفاع تسعيرة قارورة الغاز التي لامست الأربعمئة ألف ليرة، لجأ البعض إلى استخدام "بابور الكاز" من أجل طهي الطعام، باعتبار الكاز أقل تكلفة وأكثر توفيرًا.
وتحتفظ الحاجة أم محمد علي ببابور الكاز على "السدّة" ولم تستعمله منذ زمنٍ بعيد، إلا أن غلاء المعيشة إضطرها لاستخدامه من جديد.
وتقول بابتسامة عريضة:"بالرغم من أوضاعنا السيئة، إلا أننا إشتقنا لسماع صوت البابور، الذي يعطي الدفء والونس في فصل الشتاء".
وتدعو أم محمد في ختام حديثها لوكالتنا الفصائل للضغط على "الأونروا" ودفعها لتقديم الخدمات بكل أشكالها للاجئي المخيمات، التي أصبحت أوضاعهم أكثر سوءاً مع مرور الوقت.
وفي إشارة أخرى، وبسبب غلاء الملابس الشتوية في محلات بيع الثياب، يضطر الأهالي إلى خياطة ملابس أطفالهم، ورثي الثياب القديمة منها، أو من خلال التكافل الاجتماعي يقوم أصحاب الخير بتأمينها عبر "غروبات" مواقع التواصل الاجتماعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق