معاناة أسرنا البواسل وسيرةُ حياتهم المقفلة بين جدران المعتَقلات، وظلمات الزنازين، وأنماط التعذيب النازي المصحوب بالصراخ الدامي، والأطراف النازفة تعبيرٌ مكشوف عن السلوك الصهيوني المفعم بالمفاهيم النازية، والانتقام من الشعوب المعذَّبة، ومن المعتقلين الذين حُرموا من كل ما يمنح معني الحياة، فأبناء شعبنا المعتقلون هم المعذبون، والمحرومون من كل الحقوق البشرية، هم في رحلة عذاب، وتألُّم ، وحرمان حتى من رؤية الأهل والأبناء، ومحرومون من ابسط الحقوق البشرية ، وبالتالي فمنهم من صمد ، وتألَّم، وحُرم من العلاج، والصورة الأبشع التي تمثل الطموحات الصهيونية بأن يكون المعتقل الفلسطيني بعد الضرب والشبح والعذاب والألم الصارخ قد شاهد كل أشكال العذاب النازي والحرمان من أبسط الحقوق المتعارف عليها. جدران الزنازين تصرخُ وتنادي أين أنتم يا أمة الإسلام والعرب؟!
أين أنتم يا عشاق الحرية، أين أنتم أيها الأحرار في كل مكان من أنحاء العالم، إنَّ شعبنا الفلسطيني هو الذي خاض معارك الحرية والكرامة والتحرير مع كل شعوب الأرض التي كانت معذَّبة.
إن شعبنا الفلسطيني بعد أن اكتسبتم الحرية في دول العالم تذكَّروا بأنه لا حرية للعالم وشعوبه طالما شعب فلسطين ما زالت حريته مصادرة بين قيود الصهيونية، وهمجية النازية، وخناجر عبث العابثين الذين باعوا كلَّ ما تبقى من قيم الأخلاق والدين والمبادئ.
إنَّ لكل أسير قصة مؤلمة، وحكاية عذاب لها أول ولكن حتى الآن ليس لها آخر، ومسلسل العذاب والتعذيب مستمِرُّ طالما القضية الفلسطينية يستفردُ بها الاحتلال الصهيوني، ويحاصر أهل الوطن في قراهم ، ومدنهم ، وأَحيائهم، وفي شوارعهم ، وشل حركتهم، وفرض الحصار الأمني عليهم وعلى جامعاتهم ، ومدارسهم ، وأسواقهم.
إننا اليوم يا جماهير شعبنا في الخارج والداخل نرفع صوتنا هنا في لبنان لنذكِّر بضرورة الإفراج عن الأسرى الأبطال، فهم القلب النابض في شعبنا المكافح، ونخص اليوم بالذكر الأسير هشام أبو هواش الذي استمر إضرابه عن الطعام لما يزيد على مئة وخمسين بوماً وهو نموذج وطني صلب، بصموده أشعلَ إرادة الأسرى وإيمانهم المطلق ، كما أنه حرَّك الأطر الشعبية التي انتفضت وعبَّر عن غضبها وإصرارها على دعم ومساندة الأسرى وذويهم .
هذه الصرخة المدوية من المعتقلات كان لها انعكاساتٌ دوليةٌ وخاصة في أوروبا. وأمثال هؤلاء الأسرى ذوي الانتماء الوطني و الإرادة الصلبة أفشلوا كافة الادعاءات الصهيونية، وأزالوا تأثيرات الإعلام النازي الذي كان مركَّزاً على تشويه صورة الأسير كمناضل وطني صاحب قضية.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح من أجل الحرية والنصر.
إن طموحنا الأكبر والاهم على طريق انجاز حرية الأسرى هو أن نجسِّد كشعب فلسطيني بكل قواه السياسية والوطنية والنقابية والاجتماعية الإرادةَ الصلبة المتحصِّنة بالإيمان الكامل بالله وبالنصر المؤزر، والثقة المطلقة لأننا شعب الجبارين.
وبأننا نحن الذين اختارنا الله سبحانه لنحرس أرضنا المقدَّسة والمباركة، فنحن حماةُ القدس والأقصى ، ونحن سنبقى على العهد والوعد.
من هذا المنطلق الإيماني والوطني والديني نؤكد لأهلنا في كل بقاع الأرض ، وخاصة الأرض المباركة بأن علينا وعلى كل عشاق الأقصى والخليل وكنيسة القيامة والمهد ، وعلى كل ابناء فلسطين بأنه ليس أمامنا من خيار في المستقبل القادم إلاَّ أن نتوحَّد حول شعار الوحدة الوطنية الفلسطينية، وأن نعاهد الأقصى، والإسراء والمعراج ، وأرض ميلاد المسيح عليه السلام ، فهي أرض الأنبياء.
أنَّ المحتلِّ لأرضنا، والذي هجَّر شعبنا، وارتكب المجازر بحق أهلنا، مازال ينكِّل بأسرانا، ويقتل جرحانا، ويبطشُ بأبناء شعبنا في كل الأراضي المحتلة.
أنَّ هذا الواقع المؤلم، الذي ينزفُ دماً، وينكِّلُ بالمدنيين يعني بالنسبة لنا أنه لا خيار أمامنا كشعب فلسطيني سوى أن نقسم على ضرورة إنجاز وحدتنا الوطنية، وأن نرصَّ صفوفنا، وأن نجعل تحرير أرضنا همَّنا الأكبر، وأن نكون على قلب رجلٍ واحد.وعلينا أن نتذكَّر بأن الله سبحانه قد اختارنا حراساً لهذه الأرض المقدسة، وهذا خيارنا بإذن الله والنصر قادم مهما طال الزمن.
فنحن منذ انطلاقتنا قلنا وإنها لثورة حتى النصر، منذ انطلاقة الثورة في 1/1/1965 بقيادة الرمز ياسر عرفات، واستمرار الثورة بقيادة الرئيس محمود عباس، ومعنا كل أهلنا، وأبناء شعبنا، وعشاق فلسطين والقدس في كل الربوع الطاهرة.
وأنها لثورة حتى النصر
28/1/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق