بيان صادر عن قيادة حركة فتح في الساحة اللبنانية
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن، وفي كل بقاع الأرض...
ويا جميع الأوفياء والمخلصين لفلسطين وأرضها وأهلها، ومقدساتها..
في يوم الشهيد الذي نعتز به، والذي حمل واحتضن ذكرياتنا عندما ودَّعنا وما زلنا نوّدعُ آباءَنا، وأبناءنا، ونساءنا، وكل أحبائنا، ونحن ما زلنا نحمل في ذاكرتنا هذه الرموز المضيئة، وهذا التاريخ الناصع والمشرّف، فالتاريخُ الذي كان شاهداً على مسيرة آبائنا وأجدادنا، ما زلنا نتمسك به لأنه جزء من وجداننا وضميرنا وقناعاتنا الوطنية.
ومنذ انطلاقة ثورتنا المعاصرة فقد أضاءت ضمائرَ شعبنا، وشكَّلت ينبوعاً من الوفاء والعطاء والإنتماء، لفلسطين ولحماية المقدسات، واحتفاؤنا بهذه الذكرى إنما هو إصرار على التمسك بما أمرنا به الله من الجهاد، والدفاع عن المقدسات.
في هذه الذكرى نؤكد تصميمنا وإصرارنا على الجهاد، ومواصلة محاربة الأعداء الذين يعملون على إحتلال أرضنا، وتشريدنا من ديارنا المقدسة أرض الرباط، والجهاد.
ونحن متمسكون بمقدساتنا، وترابنا، ومصرون على مواصلة المسيرة، وتوحيد الجهود الفلسطينية، وإسقاط كافة المشاريع الرامية إلى إجهاض ثورتنا.
في هذه الذكرى المجيدة الشاهدة على كفاحنا المتواصل، فإننا نجدد الوعد والعهد لقوافل الشهداء، ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني، وأمتنا العربية والإسلامية المؤمنين بمواجهة الإحتلال، وتحرير المقدسات فأننا لن نتخلى عن أهدافنا الوطنية والفلسطينية والجهادية، وسندافع عن أرضنا، وشعبنا تحت الاحتلال مهما كانت التكلفة والأثمان باهظة، لأن فلسطين وقياداتها التاريخية ظلت دائماً تُعدُّ العدة على أرض فلسطين جيلاً بعد جيل، وقبل إنطلاقة الثورة تقدمَ صفوفَ القتال أبطالٌ يشهد لهم التاريخ أمثال عبد القادر الحسيني، والحاج أمين الحسيني، وياسر عرفات وآخرون.
إن شعبنا كان وما زال جاهزاً للمقاومة والمشاركة. الفلسطينيون صمدوا في معركة القسطل الملاصقة للقدس، ولم تتدخل جيوش عربية في تلك المعركة، والجانب الصهيوني أصَّر على التوغل في مدينة القدس وأطرافها لفرض السيطرة ولم يكن هناك تدخل عربي في هذه المعارك، وهذا الذي ألقي الحمل الثقيل على عاتق الفلسطيني، لأنه لم تكن هناك تعليمات واضحة بالدعم العربي ضد الاحتلال الصهيوني، وهذا ما سهَّل مهمة جيش العدو وقدراته على اختراق الجبهة العربية الفلسطينية التي فقدت القدرة على السيطرة وخاصة في منطقة القدس.
يا جماهير شعبنا العربي والفلسطيني في الوطن العربي، نؤكد لكم بأننا لن نتنازل عن حقوقنا وثوابتنا وأراضينا المقدسة، فنحن ما زلنا متمسكين بالأهداف والمبادئ التي أقسمنا عليها، ومهما طالت حالة اللجوء والتشرد والمعاناة، فإن فلسطين الوطن ستبقى هي القبلةُ الثانيةُ لنا، ولن ننحرف عنها ففيها المقدسات وفيها صلَّى الأنبياء، وفيها أرض الإسراء والمعراج، وفيها مهد المسيح، وكنيسة القيامة. ومسجد خليل الرحمن.
نقول للعالم كل العالم بأننا لسنا ممن يبيعون الأرض لأن الأرض هي الشرف والكرامة والعرض، وعلى من يصرُّ ويخطط من أجل تشريدنا خارج أرضنا، وتمزيق فلسطين من أجل استيطانها، واستعمارها، واعتبارها أرضاً للاستيطان والاستعمار، ولخدمة الأهداف الصهيونية و لتحقيق الهدف الاستراتيجي وهو ((حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل)). وهذا ما تحلم به الحركة الصهيونية العالمية، وخاصة الكيان الصهيوني.
نحن قي حركة فتح عندما انطلقنا أقسمنا على طردِ الاحتلال، وتحرير المقدسات، وعودة اللاجئين إلى أرضنا المقدسة، وهذا عهدٌ علينا، وعلى الأجيال إلى أن يتحقق الوعدُ الإلهي بتحرير القدس ورفع علم فلسطين فوق الأراضي الفلسطينية.
المجد والعزة لقوافل الشهداء .
والنصر لأسرانا البواسل.
والشفاء لجرحانا الذين كتبوا النصر ببنادقهم.
قيادة حركة فتح – إعلام الساحة اللبنانية
7/1/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق