مازن كريّم - قدس برس
لم تجد عائلة فلسطينية نزحت من مخيمات الشتات في سوريا، إلى مخيم نهر البارد شمال لبنان، بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة، سِوى العراء ملجأً، بعدما توالت عليها نكبات اللجوء والفقر.
وفي مقطع فيديو تداوله ناشطون؛ ظهرت "العائلة وهي تستغيث بحثاً عن معين، بعد أن انتهى بها المطاف بلا منزل، بسبب عجزها عن دفع الإيجار".
وقال مسؤول ملف "الأونروا" في حركة "الجهاد الإسلامي" بلبنان، جهاد محمد، إن "ما حصل من إخلاء للعائلة الفلسطينية، يضع الجميع أمام تحديات جديدة إزاء المخاطر التي ستترتب على النازحين الفلسطينيين من سوريا، جرّاء إيقاف إدارة وكالة الأونروا في لبنان المساعدة المالية الشهرية".
وأعرب عن تخوفه من أن يؤدي قرار "الأونروا" إلى "أزمة داخل المجتمع الفلسطيني، بحيث نجد المزيد من العائلات بلا مأوى، لعدم قدرتها على دفع قيمة الإيجار، في ظل واقع اقتصادي ومالي صعب".
وأضاف "محمد" لـ"قدس برس" أن "الواقع الحالي لا يمس أهلنا النازحين من سوريا فقط، بل بات ينسحب على اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان".
ودعا المسؤول في حركة الجهاد، وكالة "الأونروا" إلى التراجع عن القرار، محملاً إياها "كامل المسؤولية تجاه أي ضرر يلحق بأبناء شعبنا الفلسطيني المقيمين في لبنان".
تهديد مقومات الصمود
من جهته؛ انتقد مدير منظمة "ثابت" لحق العودة في لبنان، سامي حمود، قرار وكالة الأونروا خفض المساعدة النقدية الشهرية للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، قائلًا إنها "انعكست سلباً على واقع العائلات، التي أصبحت مهددة بإخلاء المنازل؛ لعدم قدرتها على دفع قيمة الإيجار".
وأكد لـ"قدس برس" أن القرار "سيزيد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة جدا، ما يجعل تلك العائلات بلا مقومات صمود، ولا مأوى".
وطالب "حمود" الوكالة بـ"زيادة حجم مساعداتها الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، والعمل على توفير التمويل اللازم لتغطية احتياجاتهم الأساسية".
من جانبه؛ جدد الناطق الإعلامي باسم لجنة فلسطينيي سوريا في لبنان، محيي الدين أبو إسلام، مطالبته للقوى الفلسطينية، بمساندة تحركهم، والضغط على "الأونروا" للتراجع عن قرارها، محذراً من أن يكون القرار مقدمة "لإيقاف خدمات الأونروا لكافة أبناء الشعب الفلسطيني".
ودعا في حديثه لـ"قدس برس" الدول المانحة والأمم المتحدة، إلى "إيجاد دعم دائم للأونروا، وحل جذري يحفظ كرامة اللاجئين الفلسطينيين".
ووفقاً لإحصائيات "الأونروا"؛ فقد "وصل عدد اللاجئين الفلسطينيين - السوريين في لبنان إلى حوالي 27 ألف لاجئ، حتى العام 2020، يعيش معظمهم بالمخيمات والقرى، في ظروف إنسانية واجتماعية صعبة".
وقررت وكالة "الأونروا" تقليص مساعداتها المالية النقدية للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، ابتداء من مطلع العام الحالي، وذلك بالتوقف عن دفع 100 دولار أمريكي لكل عائلة كبدل إيواء شهري، وتقليص المخصصات الفردية من 27 دولاراً إلى 25، على أن تقوم بدفع مبلغ تكميلي لكل عائلة قيمته 150 دولار، على دفعتين، خلال العام نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق