إحياءً للذكرى 47 لاستشهاد المناضل معروف سعد الذي قدم حياته دفاعاً عن حقوق الناس، لبى الآلاف من أبناء مدينة صيدا وسائر المناطق اللبنانية دعوة اللجنة الوطنية لتكريم الشهيد، وشاركوا في مسيرة الوفاء للشهيد معروف سعد انطلاقاً من محلة البوابة الفوقا في صيدا.
المسيرة التي انطلقت من أمام النصب التذكاري للشهيد عند البوابة الفوقا، جابت شارع رياض الصلح، مروراً بساحة النجمة "ميدان جمال عبد الناصر" بالقرب من المكان الذي أصيب فيه الشهيد برصاصات الغدر يوم 26 شباط 1975، وأكملت طريقها لتنتهي في شارع الأوقاف حيث ألقى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد كلمة للمناسبة.
مسيرة الوفاء شارك فيها الآلاف من أبناء صيدا والجنوب وإقليم الخروب، ومن أبناء المخيمات الفلسطينية، ومن مختلف المناطق اللبنانية. وقد رفع المشاركون في التظاهرة الأعلام اللبنانية والفلسطينية، ورايات التنظيم الشعبي الناصري، وصور الشهيد معروف سعد، إضافة إلى شعارات تشيد بنضالاته، وتستذكر بطولاته، وتؤكد المضي على نهجه الوطني العروبي والشعبي والتقدمي التغييري.
كما وضعت الوفود المشاركة أكاليل الزهر على النصب التذكاري للشهيد عربون وفاء لنضالاته.
إلى جانب أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد تقدم المسيرة:
وفد من بلدية صيدا، وفد من غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب ، وفد جمعية تجار صيدا، وفد من نقابة صيادي الأسماك في صيدا، وفد من اتحاد نقابات عمال فلسطين – فرع لبنان، ووفود من رؤساء بلديات ومخاتير صيدا وشرقها والزهراني والجنوب، وغيرهم من الفاعليات وقادة الأحزاب في صيدا والجنوب وإقليم الخروب وبقية المناطق اللبنانية، إضافة الى وفود من الجمعيات الأهلية في صيدا والجوار، ووفود من ثوار الانتفاضة في صيدا والمناطق المجاورة، ووفود شبابية، ووفد من طلاب مركز مدى التابع لمؤسسة الشهيد معروف سعد.
فضلاً عن مسؤولين ووفود من القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وشخصيات اجتماعية ودينية ونقابية واقتصادية وتربوية ونسائية وشبابية، ووفود من الأحياء الشعبية ومن المناطق كافة، ومن القوى الوطنية التقدمية، وفروع وقطاعات التنظيم الشعبي الناصري.
كما سار في مقدمة المسيرة ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو فصائل التحالف الوطني الفلسطيني، واتحاد نقابات عمال فلسطين، ووفد من حركة أنصار الله.
ومشى في الطليعة الجمعيات الإسعافية، يتقدمها الانقاذ الشعبي في مؤسسة الشهيد معروف سعد، جمعية الشفاء للخدمات الطبية، جمعية النداء الإنساني، جمعية ألفة، الدفاع المدني الفلسطيني، الدفاع المدني في الكشاف العربي، وفد من فوج أطفائية صيدا القديمة، ووفد من أطفائية مدينة صيدا.
كما سارت الفرق الكشفية التي ضمت: الكشاف العربي، الكشاف المسلم، كشاف الغد، كشاف الجراح، كشاف ناشط، جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية.
وكانت للأمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد كلمة في نهاية مسيرة الوفاء للمناضل معروف سعد في الذكرى 47 لاستشهاده استذكر فيها نضالات الشهيد، ودفاعه عن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي. ودعا سعد إلى التمسك بهوية لبنان الوطنية الجامعة، وبالدعوة للتغيير.
وحيا سعد خلال كلمته انتفاضة 17 تشرين الوطنية، كما حيا الثوار والجيل الجديد الذي سيكون على موعد مع محطة مهمة، وهي الانتخابات التي دعاهم للمشاركة فيها لتكون فرصة للتغيير وفرض مسارات جديدة تنقذ لبنان وتؤسس للدولة العصرية اللاطائفية العادلة المنيعة.
ومما جاء في كلمته:
أدعوكم للوقوف دقيقة صمت تحيةً لروح المناضل الأستاذ توفيق عسيران (أبو عزيز)... رفيق درب معروف سعد،ومنظّم مناسبات ذكرى استشهاده على مدى سنوات طويلة.
أرحّب بكم جميعاً في الذكرى 47 لاستشهاد معروف سعد...عاماً بعد عام يزداد معروف سعد حضوراً ...كأن شهادته عصيّة على تقادم الأزمان ...وكأن فواجع حاضرنا ترديه شهيداً كلّ يوم ...حضورٌ وشهادة تحملها الأجيال جيلاً بعد جيل حبّاً والتزاماً ووفاء.
وقال سعد:
حبّكم لمعروف استثنائي، التزامكم بنهجه استثنائي، ووفاؤكم لتضحياته استثنائي ...فالتحية للأحبة، والتحية للمناضلين، والتحية للأوفياء ...هو معروف، هو الإنسان، هو إبن الشعب، هو الوطني، هو العربي، هو المقاوم، هو التّقدّمي ... قاتل الاستعمار، وقاتل الصهيونية ... تصدّى للطائفية، ودافع عن الوحدة الوطنية والسّلم الأهلي... رفض الظلم والقهر، وانحاز لحقوق الناس ...هو الشهيد الحاضر أبداً، وهو منارة النضال ...التحية لروحه الطاهرة.
بتقاسم المغانم وبالمحاصصة الطائفية ...وبالتبعية لدولٍ...وبالفساد وبنهب مقدّرات البلد ...وبالاستهتار بمصالح البلاد والعباد ...تداولت منظومة الخراب والانهيار السّلطة على مدى سنوات.
ماذا كانت النتيجة؟
إفلاس وانهيارات ومآس اجتماعية ومخاطر من كلّ نوع ...هي منظومة العار الوطني، ومنظومة السقوط الأخلاقي ...هي المجرمة التي لا تخجل من جرائمها ...ليس من أقدارنا ذلّ السؤال وبطاقة الإعاشة ...ليس من قدرنا الفقر وجوع الأطفال ...ولا حتماً على المريض أن يموت حسيراً على أبواب المستشفى، او بحثاً عن حبّة دواء ...ولا لزاماً على الناس التسليم بسرقة مدّخراتها وشقا عمرها.. ...ولا أولادنا محكومون بالتجهيل، وترك المدارس والجامعات من عوزٍ وفاقة ...وليس من أقدار الشباب البطالة والهجرة والضياع ...ولا من أقدار الناس أن يشتهوا غذاءً لا يقدرون على شرائه ...وليس لنا أن نخضع قهراً لبطش فواتير المولّدات لأن ثمة من سرق كهرباء الدولة ...بالسلبطة والخداع يحمّلون الشعب فواتير فسادهم ونهبهم، لمقدّرات البلد.
الموازنة وخطة التعافي ليس فيهما شيئ للنّاس ...ليس فيهما إلا ضرائب ورسوم أعباء مالية جديدة هي فوق طاقة الاحتمال...الهدف تحميل الشعب كل الخسائر ...المنظومة الحاكمة لا ترى الحلول إلا على حساب الشعب ...وهي تسعى لإنقاذ نفسها، لا إنقاذ لبنان وشعب لبنان ...منظومة العار الوطني سلاحها الطائفية والمذهبية، وطعن الوحدة الوطنية، وتهديد الشعب بسلمه الأهلي ...ولاءاتها لكل خارج على حساب لبنان وسيادة شعبه فوق أرضه ...هذا بعضٌ من كثير... والمآسي مع المنظومة الحاكمة إلى ازدياد ...لا رهان على هذه المنظومة، بل نضال متواصل لإسقاط ما تبقّى لها من شرعيةٍ هشّة ...نحن لن نسكت، ولن نسامح، وسنحاسب.
وأضاف سعد:
17 تشرين انتفاضة وطنية كادت أن تكون ثورة ...كسبُها الأهم أنها أدخلت الجيل الجديد إلى صلب الحياة العامة بعد طول تهميش ...17 تشرين هي الدماء الجديدة التي ضخّت في شرايين حياتنا السياسية ...جيل الغضب، جيل 17 تشرين على موعد مع محطة مهمة.
الانتخابات فرصة لتقويض شرعيات تآكلت ، وتثبيت أخرى اكتسبت شرعية شعبية في ساحات النضال وميادين النضال ..لتكن الانتخابات فرصة لفرض مسارات جديدة تنقذ لبنان، وتؤسس للدولة العصرية اللاطائفية العادلة والمنيعة ...كما كنا دائماً في صلب المعارك الوطنية والسياسية والاجتماعية على مدى عقود ...سنكون في الانتخابات القادمة على نقيض قوى السلطة.
لبنان معرّض للتفكك وللمزيد من الانهيارات ...لبنان يحتاج لتأكيد هويته الوطنية الجامعة ...لبنان يحتاج لتأكيد عروبته التي بدونها لا مستقبل للبنان الواحد الموحّد ...حاجة لبنان للتغيير في السياسات والمسارات والرجال باتت ملحّة.. نعم، قادرون على انتزاع الحقوق، وقادرون على المحاسبة ....شعبنا يمتلك من الطاقات ما يمكّنه من إنقاذ لبنان والنهوض به.
لفلسطين مكانة خاصة في مسيرة معروف سعد ...هي قضية شعب يواجه الاحتلال والعدوان والعنصرية ...شعب لبنان والشعوب العربية عندما يقفون الى جانب الشعب العربي الفلسطيني، ويرفضون كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، إنما يعبّرون عن صدق انتمائهم العربي، ويعبّرون عن وحدة نضال الشعوب العربية ضد العنصرية والاستبداد والقهر ...فالتحية لشعب فلسطين.
وختم سعد بالقول:
عهدي لكم أن نسير على نهج معروف سعد... نهج الحرية والوحدة الوطنية ...نهج حقوق الناس ...نهج الكرامة الوطنية والكرامة الإنسانية ...
كما كان لعريف الاحتفال طلال أرقه دان كلمة، قال فيها:
معروف سعد، والشوق اليك يزيد والحاجة الى وقفاتك تزيد ، كلما طال الزمن عن لحظة استشهادك ترانا نؤوب اليك، نستلهم منك الدروس والعبر، كيف لا وانت رمز التضحية والنضال ، وانت انت يا من كنت الى جانب الفقراء والكادحين والصيادين على مر حياتك العابقة بالبذل والعطاء، نحن اليك ونحن نعيش حالة من البؤس والهلاك والموت البطيء، بعد ان انهكتنا طغمة حاكمة اغرقت البلاد في المديونية و الفساد والمحاصصات، كل الطبقة السياسية تآمرت على الفقراء والكادحين وعموم اللبنانيين حتى اغرقتهم في العتمة والجهالة والطائفية والتعصب، لكننا نعدك يا معروف ان حساب هؤلاء آت ، سندك عروش طواغيتهم وسنهدم هيكل الفساد فوق رؤوسهم وسنبني فوق انقاض دولة المحاصصة والسمسرات والصفقات دولة جديدة اساسها العدل والحق والقانون، الدولة التي حلمت بها والتي ناضلت من اجلها حتى آخر رمق من حياتك، نعدك اننا سنجدد العهد مع الاخ القائد اسامة سعد في المغركة الانتخابية في ايار، ويوم الاستحقاق بات قريبا وقريبا جدا، سنزلزل الارض تحت اقدام كل من عاث في الارض فسادا، كل من نهب المال العام وبنى امبراطوريته على حساب دم الفقراء وعرقهم وحلمهم بالمستقبل المشرق الواعد، وان غدا لناظره قريب.
وبعد انتهاء المسيرة توجه المشاركون يتقدمهم الدكتور أسامة سعد إلى جبانة صيدا القديمة حيث زاروا ضريح المناضل معروف سعد وقرأوا الفاتحة إجلالاً لروحه.
كما استقبل سعد في مكتبه الوفود والشخصيات التي حضرت إحياءً لذكرى الشهيد معروف سعد، من بينها: الدكتور عبد الرحمن البزري، المهندس نبيل الزعتري، السيد محمد زيدان، الدكتور محمد صنديد، وفد من حركة الانتفاضة الفلسطينية، ووفود شعبية.
وتلقى رسائل للمناسبة، من بينها: رسالة من عبد الحكيم جمال عبد الناصر، ومعن بشور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق