بقلم : سري القدوة
الاثنين 7 شباط / فبراير 2022.
تمكنت الدول الصديقة من ايقاف منح دولة الاحتلال عضو مراقب في قمة السنغال الافريقية حيث جاء ذلك بعد جهود قيمة ومهمة للدول العربية الممثلة في القمة الافريقية ويعد هذا الانتصار الجديد خطوة هامة على طريق التصدي للاحتلال ومخططاته التصفوية القائمة على ممارسة العنصرية في فلسطين وقد علقت قمة الاتحاد الأفريقي قرار منح صفة مراقب لدولة الاحتلال حيث تم اعتماده بالإجماع من قبل قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي يشمل تعليق القرار وإنشاء لجنة من 7 رؤساء دول أفريقية لتقديم توصية لقمة الاتحاد الأفريقي والتي تظل القضية قيد نظرها .
ويعد هذا الموقف منسجما مع التوجه العربي وطبيعة الظروف التي تعمل بها الدبلوماسية العربية وخاصة بعد صدور التقرير الدولي الخاص بمنظمة العفو الدولية والتي اعتبرت فيه دولة الاحتلال قائمة على ممارسة نهج نظام الفصل العنصري الذي يعتمد على قمع الفلسطينيين والهيمنة عليهم من خلال سياسات تتسم بالتمييز المجحف فيما يخص الأراضي الفلسطينية ووضعها القانوني والدولي باعتبارها اراضي محتلة تستولي عليها دولة الاحتلال العسكري وتسيطر على مواردها الطبيعية.
الخطوة التي تم اتخاذها من قبل قادة الاتحاد الافريقي بسحب وتجميد ورفض قبول عضوية دولة الاحتلال تعد خطوة ايجابية وهامة وفاعلة وفي الاتجاه الصحيح ويجب الاستمرار في حصار الاحتلال ومواصلة فضح تلك الجرائم ولا يجب أن يتم مكافئته على تعميق الاحتلال العسكري للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة عام 1967، وخلق نظام قائم على الاحتلال العسكري والنظام الامني ومنظومة القضاء العسكري الذي ينسجم مع سياسات الفصل العنصري وممارسة اعمال ارهاب الدولة المنظم المنافي للقانون والتشريع الدولي وبالتالي فرض احتلال قائم على القوة المطلقة والذي يهدف الى خلق موجة أخرى من تهجير ابناء الشعب الفلسطيني عن اراضيهم ضمن سياسة سرقة الارض الفلسطينية وتهويدها .
تمارس حكومة الاحتلال سياسات الاستيطان التي تصنفها الامم المتحدة بالعدوان والاحتلال وهي قائمة على القوة العسكرية واستمرارها ببناء مستعمرات استيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومما لا شك فيه بان الدول الافريقية ساهمت بشكل كبير في إرساء وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين إفريقيا والعالم العربي وستواصل جهودها من أجل الاستمرار في تقوية التضامن لصالح جميع شعوب المنطقة والاستمرار في دعم الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني والعمل على اهمية تكثيف جهود الاتحاد الإفريقي للتواصل مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية من أجل بلورة موقف دولي يدعم المطالبة بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ولا يمكن السكوت على هذا القرار الذي يمثل ضربة قاسية للجهود الدولية .
طالما ناضلت دول افريقيا ضد العنصرية والقهر والاستعباد ووقف ابطال افريقيا في وجه الظلم والاستعمار وعملوا بكل بطولة من اجل نيل الاستقرار وتحقيق الحرية لشعوبهم عبر مسيرات كفاحية امتدت عبر التاريخ لتناضل أفريقيا ضد الاستعمار والعنصرية، ولطالما وقف الاتحاد الافريقي وأدان السياسات والممارسات الإسرائيلية التمييزية ومن خلال تلك المكانة، لا بد من الاتحاد الافريقي اتخاذ موقف واضح بشان ادانة ارتكاب دولة الاحتلال الاسرائيلي لجريمتي الاضطهاد والفصل العنصري ومطالبتها إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للقانون والتشريعات الدولية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق