بقلم : سري القدوة
الحميس 16 شباط / فبراير 2022.
ما يحدث الآن في حي الشيـخ جـراح بالقــدس من تنفيذ لقرار مصادرة منزل عائلة سالم وإعلان المــتطرف "بن غفير" افتتاح مكتب على أرض المنزل الذي تم الاستيلاء عليه تحت حماية قوات الاحتلال، يأتي في إطار تهــويد المدينة المقدسة وطمس هويتها واستمرار الاحتلال الاسرائيلي الغاصب في تغيير الطابع العربي والإسلامي للقدس، وقد يؤدي إلى تصعيد على غرار ما حدث في مايو الماضي، وقد ينذر بتفجير حربٍ طاحنة بين العرب واليهود، وتحويل الصراع من صراع سياسي إلى ديني وهذا ما يمكن ان نحذر منه العالم، حيث يتطلب العمل على وقف تلك الجرائم العنصرية وإرهاب المستوطنين باستهداف المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف المدعوم من قبل حكومة التطرف العنصري الاسرائيلية، وان استمرار تلك العمليات يعني الخوض في بداية حرب دينية شاملة يتحمل العالم أجمع نتائجها وتبعاتها، وهذا الامر بات واضحا ضمن مخطط حكومة الاحتلال وما تسعى اليه خلال السنوات الاخيرة وبات واقعاً ملموساً في ظل المتغيرات المتسارعة على الأرض والتطورات السياسية الإقليمية والدولية .
وتشكل تبعات تلك السياسة العنصرية في القدس المحتلة وما يتم اقترافه من اعتداءات منظمة من قبل المجموعات الارهابية التي يقودها المستوطنين لتشكل البداية لحقبة جديدة سياسياً، رسمتها حكومة التطرف الاسرائيلي بكل دقة وبدأت فرض واقع جديد على الفلسطينيين بعد ان أحكمت سيطرتها بشكل أكبر على المدينة المقدسة، ومضت في تنفيذ مشروعها التهويدي بشكل أوسع، وأبرز خطوطه كانت محاولاتها المستمرة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى بحسب الاتفاقيات السابقة مع دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن منذ احتلال المدينة عام 1967، وفرضت من خلاله وجوداً مستمراً لأفراد الشرطة الإسرائيلية في محيط الحرم، وما زال يسبب توتراً شديداً واستفزازاً للفلسطينيين، كما سبب الخوف من التقسيم الزمني للحرم بين المسلمين واليهود ضغطاً وجعل الأجواء مشحونة باستمرار، تخللتها جولات من الاضطراب والعنف بحق المؤمنين والزوار من غير اليهود، بخاصة عندما تفرض السلطات الإسرائيلية قيوداً على الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً عند دخول الحرم للصلاة فيه، وعند فتح باب المغاربة أمام دخول المستوطنين والزوار اليهود .
لم تتوقف حكومة الاحتلال عند هذا الحد بل استغلت كل الوسائل المتاحة والفرص المواتية لاستفزاز مشاعر الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، وحولت ردود فعلهم على اعتداءات المستوطنين الوحشية على أنها فعل تخريبي مدمر بحد ذاته، وتعمل الحكومة الإسرائيلية من خلال توفير الحماية للمستوطنين في العبث والتخريب في المدينة المقدسة وتدعم انشطه التطرف الاسرائيلي التي تعزز ارهاب الدولة المنظم بحق ابناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة .
وتدفع وسائل الاعلام الاسرائيلية وعناصر قيادية في حكومة التطرف والمستوطنين باتجاه تحويل الصراع السياسي الي حرباً دينية متطرفة، ولطالما ربطت وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية خلال السنوات الماضية مقاومة الفلسطينيين للاحتلال ومحاربتهم الاستيطان والاستعمار الصهيوني بالحرب على الإرهاب وأصبح البديل لواقع الفلسطينيين من أصحاب الأرض ومن لهم كامل الحق بتقرير مصيرهم تحويلهم الى مخربين متطرفين يضمرون كراهية دينية للآخر .
لا بد من المجتمع الدولي الذي يرى ما يحدث الان امام عدسات الكاميرات وما تتمكن وسائل الاعلام من نقله لطبيعة الاحداث الجارية في القدس المحتلة وتحديدا في حي الشيخ جراح التدخل العاجل لوضع حد لما يجرى وان وأن يتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بإجبار الاحتلال على وقف اعتداءاته قبل فوات الأوان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق