بقلم د. وسيم وني/ مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان
من أكثر القضايا التي أثرت بالقضية الفلسطينية وبالمشهد الفلسطيني ورسمت ملامحه وكان لها الأثر الكبير على شعبنا الفلسطيني وعائلاتهم هي قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال ، فأسرانا البواسِل هم بصدق مشعل نور نستضيء به بالكفاح والتضحية ، وأيقونة لروح الإنتماء والوطنية، وقيمة مُثلى في التضامن والإيثار، وقدوة في العزيمة والإرادة، ونموذج يُحتذى به في الصبر والتفاؤل، وسفراء للمبادئ والمُثل العليا ...في كل زمان ومكان .
معاناة أسرانا البواسل في سجون الاحتلال هي وصمة عار على جبين الإنسانية ، سواء على المستوى المعيشي أو الصحي أو حتى عمليات القمع التي يتعرضون لها من قبل قوات القمع الوحشية المخصصة للسجون وبالذات ضد أسرانا القابعين خلف القضبان والذين يواجهون التي كل ذلك بصدورهم العارية ومؤمنين كل الايمان بقضية شعبنا الفلسطيني وبأن التضحية بحريتهم من أجل فلسطين هي الطريق نحو دحر الإحتلال وإحقاق الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقد دفع أسرى الحرية جراء ذلك ثمناً غالياً، واستطاعوا من خلال نضالاتهم تحقيق الكثير من المكتسبات التي انتزعوها من الإحتلال انتزاعاً وليس طوعاً، غير أن الإحتلال يستغل أية أوضاع أو ظروف غير مواتية بالنسبة للوضع الفلسطيني الداخلي لتصعيد هجمته ضد الحركة الأسيرة في محاولة يائسة للنيل من مكتسباتهم التي حققوها بتضحيات جسام أدت الى استشهاد عدد من أسرى الحرية الى جانب إصابة العديد منهم بأمراض جراء الاضرابات التي خاضوها من أجل إنتزاع هذه الحقوق، خاصة الإضراب عن الطعام والذي أمتد لعشرات الأيام.
وفي هذه الأيام صعدت إدارات السجون من هجمتها الشرسة على الأسرى وبتهديدهم بعمليات قمع واسعة من قبل قوات قمع السجون المسماة «النحشون» حيث تنتشر هذه القوات في السجون في محاولة لإرهاب الأسرى وكسر إرادتهم، وهذه القوات على أهبة الاستعداد للقيام بعمليات قمع واعتداءات على الأسرى في كافة سجون الاحتلال، الأمر الذي دعا أسرانا البواسل الى القيام باجراءات احتجاجية على اجراءات واستفزازات ادارات السجون والمتمثلة بتقليص ساعات النزهة (الفورة) الى جانب اجراءات اخرى هدفها استفزاز الاسرى تمهيداً لقمعهم ومحاولة جديدة للنيل من الانجازات والمكتسبات التي حققوها عبر مراحل نضالهم والتي كسرو فيها جبروت الإحتلال .
وأخيراً فإن أسرانا البواسل بأمس الحاجة في هذه الأيام لأوسع حملة تضامن مع قضيتهم وعدم تركهم وحدهم في مواجهة سجان لا يعرف الرحمة ومساندتهم في خطواتهم النضالية من أجل الحفاظ على مكتسباتهم ولمنع قوات الإحتلال من مواصلة عمليات التنكيل بهم مستغلين بذلك جائحة كورونا والحروب في المنطقة العربية بهدف غض الطرف عن ممارسات الإحتلال سواء على الأسرى و على أرضنا ومقدساتنا وشعبنا .
ولذلك فإن أسرانا البواسل بحاجة لدعم لا متناهي والوقوف إلى جانبهم ، فالقادم ضد الأسرى خطير وإذا لم يتم التحرك على المستويين العربي والدولي من خلال العمل الضاغط الميداني من أجل إطلاق سراحهم وتبيض السجون، فإن معاناتهم ستتفاقم أكثر فأكثر فالأسرى يستحقون الكثير منا، فهم طليعة متقدمة من شعبنا ساهموا ويساهمون في النضال الوطني وفي بناء الوطن وتحرير فلسطين كل فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق