وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
في ظل الأيام الصعبة والشتاء القارس يعاني أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان من أزمة تدفئة في كل المقايس وعلى كافة الأصعدة، ولَدتها أزمة إقتصادية خانقة وغير مسبوقة، أدت لارتفاعٍ مخيفٍ في أسعار السلع المتنوعة وأجهزة التدفئة الكهربائية عشرات الأضعاف، مترافقةً مع ارتفاع أسعار المحروقات وبدورها فواتير كهرباء الاشتراك والمياه والانترنت وغيرها.
في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في العاصمة بيروت، يعاني الأهالي من أزمة تدفئة قاسية جدًا، فلا سخان ولا مدافئ كهربائية في البيوت .. فالكهرباء شبه معدومة، والكثير منهم أضطروا لإلغاء اشتراكاتهم بالمولدات الرديفة بسبب عدم قدرتهم على دفع تسعيرتها المرتفعة، التي تجاوزت المليون ليرة لـ 2.5 أمبير.
مدفأة الغاز والكاز تغيب عن منازل اللاجئين هذا الشتاء أيضًا، بسبب ارتفاع أسعار المحروقات. كل ذلك دفع الأهالي لإستخدام الفحم كوسيلة بديلة للتدفئة، من أجل مواجهة برد الشتاء القارس وخطر تفشي وباء كورونا.
"وكالة القدس للأنباء" جالت في المخيم، واستوقفت بعض الأهالي وذلك للوقوف على آرائهم حول أزمة التدفئة المستجدة.
فأكدت الحاجة أم عبد الله عطعوط (65 عاماً)، بأن الوضع كارثي ويزداد صعوبة علينا هذا الشتاء، وتقول: "أنا مريضة بالروماتزم وما فيني أتحمل البرد بدون تدفئة، اشتراك الكهرباء 2.5 أمبير لا يفي بالغرض ولا يمكننا إشغال المدفئة الكهربائية".
وأضافت: "لجأت للبديل لحتى أدفي رجلي ومفاصلي، عم ندفى على كانون الفحم، ونتحمل ريحته المزعجة، ونتقشف فيهم على يومين".
وتابعت:" هذا حالنا مجبورين إنه نشتري كيلو الفحم المغشوش لحتى ندفى.. عم نشتريه اليوم بـ 40 ألف ليرة، بكرا ما منعرف أديش منشتريه؟".
ودعت الحاجة أم عبد الله في ختام حديثها لوكالتنا، "الأونروا" إلى الالتفات إلى معاناة اللاجئين في المخيمات بأن ترأف لحال الأطفال وكبار السن الذين لا يقووا على تحمل برودة الشتاء، وذلك بالعمل على الإغاثة وتأمين الكهرباء ووسائل التدفئة للمخيمات.
أما النازح الفلسطيني من سوريا إلى مخيم برج البراجنة، أبو أحمد سخنيني (60 عامًا)، وهو يعاني من مرض القلب وترقق العظام، فناشد عبر "وكالة القدس للأنباء" الجهات الفلسطينية المعنية بالضغط على الأونروا، من أجل حثها على تأمين وسائل التدفئة لأسرته التي تعاني من مشاكل صحية.
وقال: "ليس في جيبي ثمن ربطة خبز، فكيف لي أن أشتري كيلو فحم؟".
وأضاف: "عم بنام بغرفة وحدة لحتى ندفى، كيلو الفحم بنشتري بالأسبوع مرة واحدة، وأنا مريض بالقلب والفحم غير صحي بالنسبة لي".
وختم: "للأسف الأونروا تخلَت عنا وقلَصت خدماتها الإغاثية ودفع بدل إيواء، ونحنا مقصرين بدفع إيجار البيت لثلاثة أشهر، ومشكور صاحب البيت إنه صابر علينا، ولكن على الأونروا الالتفات لمعاناتنا وحل مشاكلنا".
ويبقى السؤال يراود أهالي المخيمات، ماذا لو فقد البديل؟ فأسعار الفحم بارتفاع جنوني مستمر، حيث وصل سعر الكيلو إلى 70 ألف ليرة حتى الآن، وقد يصبح حتى الفحم بعيداً عن متناول أيديهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق