النشرة
أكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان المساعي التي تقوم بها حركة "أمل" بتكليف من رئيسها نبيه بري بشكل اساسي واربعة فصائل فلسطينية (حركة الجهاد الاسلامي، القيادة العامة، الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية) لم تتوقف، وهي تمضي قدما ولكن ببطء شديد لطي صفحة الخلافات بين حركتي "فتح" و"حماس"، على خلفية أحداث مخيم "برج الشمالي" في منطقة صور، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، وصولا الى عقد اجتماع لــ"هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في لبنان، التي تعتبر المرجعية السياسية والامنية والاجتماعية للمخيمات.
واوضحت ان المساعي نجحت في وقف الحملات الاعلامية وتبريد الاحتقان الشعبي وتخفيف التوتر، والاهم تذليل غالبيّة العقبات التي كانت تحول دون انعقاد "الهيئة" وابرزها موافقة "فتح" على تسليم كل المتّهمين في حادث اطلاق النار، حيث إستمعت الاجهزة الامنية الى افادتهم وجرى اطلاق سراحهم، بينما بقيت عقبة واحدة تتمثل بمطالبة حركة "حماس" باستبدال عناصر موقع "الامن الوطني الفلسطيني" برئاسة العميد طلال العبد قاسم،قرب جبانة المخيم، حيث قاعة "الشهيد عمر عبد الكريم" بعناصر من قوة مشتركة فلسطينية وهو ما لم يحصل بعد، علىاعتبار ان تواجدهم كان منذ بناء القاعة التي تقام فيها مناسبات العزاء.
ويؤكد عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" المهندس بسام كجك الذي يواكب المساعي الى جانب مسؤول الملف الفلسطيني في الحركة عضوالمكتب السياسي محمد الجباوي لـ"النشرة"، ان الاجواء ايجابية "ونحن نمضي قدما في تهيئتها لعقد اجتماع ناجح بعيدا عن اي توتر، والسبب الذي يحول دون عقده الى الان هو سفر عدد من المسؤولين وعلى رأسهم السفير الفلسطيني اشرف دبور، او اصابة عدد آخر بفيروس "كورونا""، مشيرا الى "اننا عقدنا سلسلة اجتماعات فردية مع حركتي فتح" و"حماس" من جهة، ومع الفصائل الاربعة وقوى سياسية من جهة اخرى، والجميع حريص على أمن واستقرارالمخيم ووأد اي فتنة او توتير خاصة في هذه المرحلة الصعبة".
ويتوقع ان يوضع اجتماع "الهيئة" على نار حامية وسريعا، بعد التطور الامني الاخير الذي تمثل باعلان وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي، عن إحباط شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ثلاث عمليات تفجير كانت ستستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت على يد شبكة مرتبطة بتنظيم "داعش" وتوقيف بعض اعضائها من مخيم عين الحلوة، ما شكل مفاجأة بين الصدمة والتضخيم، سيما وان القوى الفلسطينية الوطنية منها والاسلامية نجحت الحفاظ على موقفها الحيادي في الازمة اللبنانية وعدم التدخل او الانحياز لطرف ضد آخر، مؤكدة حرصها على أمن واستقرار لبنان وسلمه الاهلي وهي على تنسيق دائم مع القوى السياسية والامنية والعسكرية اللبنانية.
وابلغ مسؤول فلسطيني رفيع المستوى "النشرة"، ان "التجربة الماضية اثتبت ان الفلسطيني لم يكن عنصرا للتوتير او بندقية للايجار او خنجرا في الخاصرة اللبنانية، بل كان عاملاللأمن والاستقرار"، مشددا "اننا نلتزم بذات الموقف-الحياد الايجابي، ونرفض استخدام المخيمات في اي صراع او خلاف"، موضحا "اننا لا نريد العودة الى الوراء بعدما انتقلنا الى مرحلة جديدةمن التعاون في معالجة القضايا والمشاكل الحياتية والانسانية والمدنية التي تساهم في قطع الطريق على اي استغلال للحاجة المعيشية بهدف التخريب الامني، وقد جاءت زيارة رئيس "لجنةالحوار اللبناني" الفلسطيني الدكتور باسل الحسن، على رأس وفد من ممثلي وزارات الخدمات وخاصة الصحة، التربية، العملوالشؤون الاجتماعية الى عين الحلوة خطوة في هذا الاتجاه".
اضافة الى التطور الامني، فان ما يستدعي عقد اجتماع لـ"الهيئة" وبالحاح، العنصر الخدماتي وتحديدا الضغط على وكالة "الاونروا" للقيام بواجباتها ومسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين المقيمين والنازحين، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة بدءا من خطة طوارئ إغاثية لتأمين المساعدات المالية والغذائية في ظل الأزمة الاقتصادية اللبنانية،ناهيك عن حلّ المشكلات المتراكمة في المجالات التربوية والصحية والاجتماعية، واستكمال إعادة الاعمار ودفع التعويضات في مخيم نهر البارد، والتراجع الفوري عن قرار تقليص المساعداتالمالية للنازحين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان، الذين ينفذون اعتصامامفتوحا امام مقرها الرئيسي في بيروت منذ اكثر من شهر.
ويؤكد عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية" عدنان يوسف "ابو النايف" انه"لم يعد جائزا الاكتفاء بالتوصيف، بل نحن مدعوون جميعا الى حركة شعبية تضع جميع المرجعيات امام مسؤولياتها لجهة العمل الجاد من اجل خطة اقتصادية توفر الحماية لشعبنا، داعيا "وكالة الغوث الى اعتماد خطة طوارئ اغاثية، الى جانب مواصلة الجهود لسد العجز في الموازنة العامة"، مشددا "حرص شعبنا على تعزيز الامن والاستقرار في مخيماتنا وتطوير العلاقات الايجابية مع محيطها، داعيا جميع الفصائل الى اعلاء شأن المصلحة الوطنية".
وبانتظار عودة السفير دبور خلال ايام بعد مشاركته في اجتماع "المجلس المركزي الفلسطيني" ولقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعددا من المسؤولين في رام الله، والقائد الوطني فاروق القومي "ابو اللطف" في عمان، كررت فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" على لسان أكثر من مسؤول فيها حريصة على العمل المشترك، بينما شدد "تحالف القوى الفلسطينية" في اجتماعه الاخير على التزام العمل المشترك وضرورة قيام هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان بواجباتها ومسؤولياتها من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المخيمات والجوار اللبناني الشقيق، ومتابعة قضايا الأمن الاجتماعي والمطلبي لجماهير شعبنا الفلسطيني في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وخاصة في الظروف الاقتصادية والمعيشية والصحية الصعبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق