بقلم : سري القدوة
السبت 26 آذار / مارس 2022.
اقتحام مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال الاسرائيلي وتنفيذ جولات استفزازية وأدائهم للطقوس التلمودية في باحاته فيما منعت شرطة الاحتلال المصلين من الاقتراب من المنطقة الشرقية للأقصى التي يؤدي فيها المستوطنون طقوسهم العنصرية يشكل جريمة نكراء تستهدف تعريض المسجد الأقصى للتهويد من خلال الاصرار على اعلان الحرب الدينية لتغيير الأمر الواقع بالأقصى ومحاولة تقسيمه زمانيًّا .
بينما شرعت قوات الاحتلال بتجريف مساحات واسعة من أراضي قلقيلية الواقعة قرب المنطقة الصناعية لمستوطنة "ألفيه منشه"، وتعود ملكيتها لمواطنين من بلدات وقرى عزون، وكفر ثلث، وحبلة جنوبا، كما هدمت قوات الاحتلال مسكنين قرب قرية العوجا شمال مدينة أريحا حيث قامت جرافات الاحتلال بهدم مسكنين مكونين من الطوب ومسقوفان بالصفيح في تجمع عرب الكعابنة غرب قرية العوجا، ويقطن بهما 12 فردا، وذلك بحجة عدم الترخيص، كما هدمت ايضا قوات الاحتلال مسكنين في منطقة المعرجات غرب مدينة أريحا، ويضمان 12 فردا، ودمرت وحدات الطاقة الشمسية فيهما بحجة عدم الترخيص .
ما آلات اليه الاوضاع داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ادى الى توفير الحماية والغطاء الكامل للمستوطنين بشن حربهم وممارسة قمعهم وتنكيلهم وسرقتهم للأراضي الفلسطينية وقيامهم بحرب استعمارية شرسة ومفتوحة ضد الفلسطينيين وأرضهم ومستقبلهم السياسي حيث تهدف إجراءات الاحتلال على الارض تكريس وتعميق الاستيطان وإحلال المستوطنين اليهود مكان أصحاب الأرض الاصليين في مسلسل استمر وتواصل منذ النكبة الي هذا اليوم ضمن منهج يعتمد على التصعيد والقمع والتنكيل بالشعب الفلسطيني ليشمل كل المدن الفلسطينية ويتسع يوما بعد الاخر عبر الاستهداف المباشر لقمع مسيرات التضامن الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة والاستهداف المباشر للصحافيين الفلسطينيين من اجل اسكات الحق والصوت الفلسطيني .
سلطات الاحتلال والتي تواصل تمردها على القانون الدولي وتتصرف بأنها فوق القانون وتستهتر بالإدانات والمواقف الدولية الرافضة للاستيطان، والداعية لاستعادة الأفق السياسي لحل الصراع، وتحاول إغلاق الباب نهائيا أمام أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية، وان كل ذلك يجري بغطاء كامل من حكومة الاحتلال الاسرائيلي ومنظومتها القضائية .
ممارسات الاحتلال العنصرية تجاه ابناء الشعب الفلسطيني بالأراضي المحتلة وعمليات القمع والتنكيل المتواصلة حيث لا يكاد يمر أسبوع دون أن يجبر الاحتلال عائلة على هدم منزلها ليشردها على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يكتفي ببيانات الإدانة لعمليات التهجير القسري والتطهير العرقي التي يتعرض لها المقدسيين على يد الاحتلال في خرق فاضح لكل القوانين والتشريعات الدولية .
الاحتلال يتبع سياسة استعمارية ممنهجة ضمن مخططاته الاستيطانية والتي باتت تشكل خطورة بالغة على مستقبل الشعب الفلسطيني وتواجده بالأراضي الفلسطينية المحتلة والتي الي اقتلاعه من ارضه وخاصة في ظل هذه الظروف الدولية المعقدة حيث تهدف تلك المخططات في المحصلة النهائية الي حرمان اصحاب الارض الاصليين من ممارسة حقوقهم وحصرهم في مناطق معزولة وحرمانهم من التوسع العمراني بل سيجبرهم على الهجرة قسراً من ارضهم من أجل الحصول على السكن وخاصة ابناء الشعب الفلسطيني في القدس الشريف حيث يواصل المقدسيين صمودهم في وجه مخططات الاحتلال ولن يتخلوا عن منازلهم وأراضيهم وسيواصلون الدفاع عنها ولن يسمحوا للاحتلال بتكرار مأساة النكبة، وبات من الاهمية ان يقوم المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف عمليات الهدم وتوسيع الاستيطان ومحاسبة مرتكبيها باعتبارها جريمة ترقى لجرائم الحرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق