بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 29 آذار / مارس 2022.
نتائج انتخابات المجالس المحلية التي جرت في الضفة الغربية تحمل اهمية سياسية كبيرة لقراءة المواقف السياسية الفلسطينية ومؤشرا مهما لقياس الرأي العام وخاصة في ظل تعطش المواطن الفلسطيني لإجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني وتشكل اهمية كبيرة وبالغة لأنها تؤكد مجددا على حرص ابناء الشعب الفلسطيني وحمايتهم للمشروع الوطني التحرري في ظل مواصلة تلك المؤامرات ومحاولات النيل من الارادة الوطنية والتشكيك في القدرة الفلسطينية على العمل من اجل انجاز الاهداف الوطنية المتكاملة والانطلاق نحو بناء الدولة الفلسطينية حيث كانت نتائج الانتخابات واضحة وتؤكد أن الشعب الفلسطيني يعي تماما خطورة السياسات التدميرية على القضية والمشروع الوطني الفلسطيني وتلك الاهداف المشبوه التي تحاول المساس بالمقدرات الفلسطينية والقرار الوطني الفلسطيني المستقل .
وجاءت نتائج الانتخابات المحلية للمرحلة الثانية والتي اشرفت عليها لجنة الانتخابات الفلسطينية حيث جرت في 50 هيئة محلية بالضفة وقد بلغت نسبة المشاركة العامة فيها 53.69% من أصحاب حق الاقتراع البالغ عددهم 715,413، وان عدد المقترعين الإجمالي وصل إلى 384 ألف حيث حملت الانتخابات المحلية رد واضح على حكومة الاحتلال وكل المشككين بقدرات منظمة التحرير وفصائلها والشعب الفلسطيني العظيم لتشكل هذه الانتخابات انتصارا كبيرا دفع ثمنه الشهداء والأسرى وأن هذا الانتصار هو انتصار للإرادة الفلسطينية التي تصدى لمؤامرات الاحتلال ومخططات تهويد القدس .
نجاح الانتخابات المحلية بمرحلتها الثانية يعد انتصارا لقيم الديمقراطية والحرية والتعددية والعدالة والحرص على حرية المواطنة واحترام الدستور الفلسطيني وأهمية الدور الكبير الذي قامت به لجنة الانتخابات والأجهزة الأمنية، والمواطنين الذين شاركوا بحرية ومسؤولية في اختيار ممثليهم في المجالس المحلية مما يؤكد الحرص الوطني على ضرورة انجاز المهام والواجبات الاساسية وخدمة المواطن والارتقاء بمستوى العمل المحلي وفقا لبرنامج انتخابي واضح ويعكس مدى اهمية العمل على توفير مستلزمات ومتطلبات الحياة المدنية وفقا لمتطلبات وخصوصية الواقع المحلي في مختلف مدون وقرى ومخيمات الضفة الغربية .
وفي ظل تلك التجربة الرائدة التي تم انجازها لا بد من الجميع احترام التوجه الوطني وضرورة التحلى بالروح الديمقراطية وتقبل النتائج التي أفرزتها الصناديق والعمل على مساعدة الكتل الفائزة في تحمل الأعباء والمسؤوليات لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين وأهمية التكافل الاجتماعي للخروج من الازمات المحلية التي تتراكم في ظل العدوان اليومي وسياسة الفصل العنصري وممارسات الاستيطان والتهويد الاسرائيلية والتوسع بالمستوطنات على حساب المدن والقرى الفلسطينية .
الاصرار على اهمية إجراء الانتخابات المحلية كان نابع من المسؤولية الوطنية تجاه المواطنين واحترام حقوق المواطنة وأهمية قيام المواطن في ممارسة حقه الانتخابي لاختيار من يمثله بحرية وفقا للدستور الفلسطيني وخاصة في ظل تعثر اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية، وبكل تأكيد نتطلع الي ان تنجح الجهود الوطنية التي تبذلها الفصائل الفلسطينية من اجل الوصول الي التوافق الوطني الفلسطيني والعمل على إجراء الانتخابات في قطاع غزة لتمكين المواطنين هناك من ممارسة حقهم الديمقراطي في اختيار ممثليهم في المجالس المحلية.
اجراء الانتخابات المحلية بداية موفقة ومهمة على طريق اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية حيث بات من المهم ان تقوم مؤسسات المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الاوروبي بالتدخل لإزالة العراقيل التي تضعها حكومة الاحتلال الاسرائيلي أمام حق المواطنين في مدينة القدس في ممارسة حقهم في اختيار ممثليهم وفقا للقانون الانتخابي لدولة فلسطين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق