القدس العربي- عبد معروف
10-03-2022
10-03-2022
بيروت- “القدس العربي”: تزداد أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مأساوية، ما يهدد بالمزيد من الأزمات الإنسانية، بالتزامن مع الانهيار العام الذي يتعرض له لبنان، وإخفاق المجتمع الدولي في معالجة قضاياهم المعيشية، والفشل بإيجاد الحلول العادلة وفي مقدمتها حقهم بالعودة إلى وطنهم.
حول الأوضاع المعيشية والإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وموقع قضيتهم في إطار القضية الفلسطينية، “القدس العربي” التقت القيادي الفلسطيني مروان عبد العال، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان وأجرت معه هذا الحوار:
كيف يمكن توصيف واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟
إذا أردت أن أوصف واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يمكن القول إنهم أمام أزمة حقيقية، أزمة وجود، وهذا جراء السياسات والظروف التي يمرون بها والتطورات التي يشهدها لبنان وتشهدها المنطقة والعالم، لذلك، فهذا الوجود أصبح معرضا للتناقص والنزف، ويتعرض لمحاولات في إطار مخطط لدفع اللاجئين الفلسطينيين للهجرة من لبنان، والبحث عن أماكن لجوء في دول أخرى، ولا يمكن فصل ذلك عن السياسات والمخططات التي تُتبع من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وهذا الأمر يأتي بشكل متتابع من خلال تقليص خدمات وكالة “الأونروا” وبؤس السياسات اللبنانية المتعاقبة والتي هي أصلا قد أسست لهذا البؤس.
في نفس الوقت، هناك المسؤوليات الوطنية ودور منظمة التحرير الفلسطينية، المسؤولة عن قضايا اللاجئين، وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات، وحين نتحدث عن سبب المعاناة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني إن كانت وجودا أو شتاتا أو إعادة إنتاج الشتات، فإن جذر المشكلة الأهم هو الاحتلال الإسرائيلي، وأيضا فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل لقضية اللاجئين، وبالتالي المشكلة التي أصبح لها 74 عاما، هي ناتجة عن اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وبالتالي تظهر محاولة لتحميل المسؤولية للدول المضيفة أكثر من تحميلها لإسرائيل، وإبعاد النظر عن أن أسباب شقاء الفلسطينيين هي إسرائيل.
هل كانت القوى والفصائل الفلسطينية تراهن على المجتمع الدولي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني أم كان لديها خيارات أخرى؟
في الأساس المشروع الوطني الفلسطيني قائم على قاعدة حق العودة. وفكرة التحرير كانت تسبق فكرة الاستقلال. ما جرى هو الانشغال بفكرة الاستقلال كبديل لفكرة التحرير، وأن المسائل ممكن أن تأتي من خلال إيجاد حلول للقضية الفلسطينية، والوضع الفلسطيني اليوم أمام مأزق حقيقي، وقد اتضحت معالمه بشكل واضح. إن أي آفاق لإيجاد حل حتى لو كان كما طرح في الحل المرحلي الذي يتحدث عن إقامة دولة في الضفة وغزة، والقدس الشرقية عاصمة، وحق العودة وحل الدولتين، أعتقد أن هذا الطرح وصل إلى طريق مسدود، يجب أن تدرس جيدا حين تم طرح “القدس عاصمة، إقامة دولة، حق العودة”.
ويمكن القول هنا، أن فكرة حل الدولتين لم تكن مشروعا فلسطينيا، هي مشروع تمت زراعته على الكثير من الألسن وعلى أكثر من محور، وقد استغل كعنوان لتقدم إسرائيل وتوسعها ولكي تبني المزيد من المستوطنات واحتلال الأرض تحت عنوان حل الدولتين، ولكن هذا الحل أيضا يبدو أنه مستحيلا.
وكان الشهيد غسان كنفاني قد تحدث في بداية عام 1970 عن هذا المشروع، حين قال إن الهدف هو ضرب القضية الاجماعية للشعب الفلسطيني، هناك مسؤولية على المجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني لأن هناك من يريد تحميل الدول المضيفة مشكلة الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يعمل فيه المجتمع الدولي على تقليص خدمات الأونروا، ولكن الحقيقة، لا يمكن عودة اللاجئين الفلسطينيين بل ومن المستحيل عودة اللاجئين الفلسطينيين دون تدمير مشروع الكيان الصهيوني بما أن القضية الأساس هي العودة، والحديث عن تحسين خدمات الدول المضيفة للشعب الفلسطيني ما هو إلا مراوغة ونوع من الخديعة. في قضية اللاجئين الفلسطينين، علينا الإبقاء على الشاهد (المخيمات) الرئيسي للجريمة الأساس، رغم محاولات البعض دفن هذا الشاهد، وقد حاولوا تشويه صورة المخيمات عن طريق تحويلها إلى بؤر أمنية وإرهابية لينفوا عن أنفسهم العار التاريخي.
ما هي مظاهر ومعالم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟
هناك محاولات جادة لإعادة إنتاج اللاجئ الفلسطيني في لبنان مرة أخرة كلاجئ بصورة أكثر تشويها، تفاقم من معاناته ومأساته، عدد كبير من الأجيال القديمة من الفلسطينيين عاشوا النكبة يتحدثون عن تفاصيل هذه النكبة مع الأجيال الصاعدة بكل حرقة وقهر بطريقة جعلت كافة مكونات الشعب الفلسطيني تشعر باستمرار النكبة وأيضا الصراع مستمر، وهذا زاد للعدو الصهيوني. وبذلك أصبحت اللوحة أكثر وضوحا بمن يريد إجبار الضحية على الاعتراف بالاحتلال، وأن ينسى الفلسطيني حقه ويوافق على إلغاء هويته. لكن ورغم هذه المحاولات، فالقضية أصبحت معاشة من خلال الصور والمعاناة التي تراها داخل المخيمات. الأجيال الصاعدة داخل فلسطين تثبت من خلال معاركها الحية والكبرى مع الاحتلال الصهيوني أن المسألة هي صراع موضوعي.
كلما يقتلع الاحتلال شجرة زيتون، ترى العشرات من الشباب الفلسطيني يقف في مواجهة الاحتلال للدفاع عن الأرض والهوية والكرامة في الداخل وفي الشتات. وحتى من راهن على زوال هذه القضية، فإن المعركة الأخيرة (سيف القدس) جعلت إسرائيل تقف أمام شعب ند.
لا شك بأن القوى السياسية الفلسطينية قوى مأزومة، وهذا يبرز من خلال القرارات السياسية والقيادة السياسية وأيضا على مستوى القرار السياسي، هناك أزمة حقيقية داخل بنية وسياسة الحركة الوطنية الفلسطينية، ثقافة وذهنية أوسلو ما زالت موجودة، وخلق آليات تدمير على الأرض، وهناك من يحاول أن يتجاوزها. والحقيقة أن من تجاوزها هو الشعب الفلسطيني. هناك سطحية في تفكير بعض الأشخاص المقربين من المجتمع الفلسطيني والذي كان يتحدث عن عدم معرفته بمدى عدائية إسرائيل للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، في حين أن الدكتور جورج حبش كان دائما يقول للمراهنين على حلول التسوية: “أنتم لا تعرفون جذرية المشروع الصهيوني إلى أي درجة”.
ما العمل للخروج من هذه الأزمة؟
الجبهة الشعية لتحرير فلسطين لديها رؤيتها للحل والخروج من المأزق الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية ومنها قضية اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في لبنان، وتعتقد الجبهة أن هناك مسائل كثيرة يجب إعادة تأصيلها وتحديثها وتجديدها في الصراع، والقوى السياسية التي لديها قراءة كاملة لموضوعية وطبيعة هذا الصراع عليها تجديد نفسها، وأن هذا العدو لا يمكن أن يدرك حجم ما يرتكبه الآن من عنصرية ومن عدوانية ضد الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن يُردع بغير المقاومة، وهذه تجربة الشعوب ونحن لا نخاف من طرحها، فكرة مقاومة الشعوب للمحتل فكرة أزلية محقة رغم الاتهامات بأن المقاوم إرهابي ومخرب، فحين احتل هتلر أوروبا اعتبر الآخرين مخربين.
هل يمكن المراهنة على القوى الفلسطينية الحالية التي أشرت إلى أنها مأزومة ومفككة؟
هذا السؤال برسم القوى نفسها، لا يمكن ولادة أي بديل ديمقراطي وطني مقاوم بالمعنى التحرري الا من خارج السلطة، لأن اتفاق أوسلو هو نقيض المشروع الوطني الفلسطيني، بالتالي ولادة أي بديل يجب أن يكون بديل وطني، لأن الشعب الفلسطيني في مرحلة تحرر وطني لذلك يجب أن يكون هناك رافعة وطنية كبيرة.
وأذكر هنا ما جرى خلال لقاء بين عبد الحميد المهدي والدكتور جورج حبش، أكد المهدي خلال اللقاء على أمرين مهمين: عندما كنا في مرحلة الثورة الجزائرية، أخذنا على عاتقنا أولا إذا بدأنا المفاوضات مع الجانب الفرنسي لا نقترب من خيار السلاح، والثاني لو عرض علينا أن نقيم سلطة في المناطق المحررة، لا يمكن فعل ذلك قبل تحرير كامل الوطن، وإلا بعد خروج الاحتلال واستقلال الجزائر كاملة، لأنه في حال تركنا السلاح فسيستقوي الاحتلال على الثورة الجزائرية وتصبح الثورة أضعف في المواجهة وفي المفاوضات، وأيضا إذا أقمنا سلطة في المناطق المحررة، سوف نشغل أنفسنا والشعب بقضايا السلطة ونختلف على شكلها ومهامها، وهذا خطأ كبير ارتكبته الفصائل الفلسطينية، وقد برز ذلك من خلال استبدال مشروع منظمة التحرير كحركة تحرر وطني إلى مشروع سلطة رغم وجود قوة وتصاعد العدوان.
ورغم ذلك، فإن الجبهة الشعبية تدعو دائما إلى الوحدة الوطنية حتى مع أطراف السلطة؟
نعم هذا صحيح، موضوع الوحدة هو الهدف والشعب الفلسطيني ميال للوحدة خاصة ضمن الظروف التي عاشها بعيدا عن أرضه، عنصر الوحدة أمر وجداني بالنسبة للاجئ الفلسطيني، ولابد من التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مرحلة التحرر الوطني لمواجهة الاحتلال.
حول الأوضاع المعيشية والإنسانية التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وموقع قضيتهم في إطار القضية الفلسطينية، “القدس العربي” التقت القيادي الفلسطيني مروان عبد العال، مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان وأجرت معه هذا الحوار:
كيف يمكن توصيف واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟
إذا أردت أن أوصف واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يمكن القول إنهم أمام أزمة حقيقية، أزمة وجود، وهذا جراء السياسات والظروف التي يمرون بها والتطورات التي يشهدها لبنان وتشهدها المنطقة والعالم، لذلك، فهذا الوجود أصبح معرضا للتناقص والنزف، ويتعرض لمحاولات في إطار مخطط لدفع اللاجئين الفلسطينيين للهجرة من لبنان، والبحث عن أماكن لجوء في دول أخرى، ولا يمكن فصل ذلك عن السياسات والمخططات التي تُتبع من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وهذا الأمر يأتي بشكل متتابع من خلال تقليص خدمات وكالة “الأونروا” وبؤس السياسات اللبنانية المتعاقبة والتي هي أصلا قد أسست لهذا البؤس.
في نفس الوقت، هناك المسؤوليات الوطنية ودور منظمة التحرير الفلسطينية، المسؤولة عن قضايا اللاجئين، وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات، وحين نتحدث عن سبب المعاناة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني إن كانت وجودا أو شتاتا أو إعادة إنتاج الشتات، فإن جذر المشكلة الأهم هو الاحتلال الإسرائيلي، وأيضا فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل لقضية اللاجئين، وبالتالي المشكلة التي أصبح لها 74 عاما، هي ناتجة عن اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وبالتالي تظهر محاولة لتحميل المسؤولية للدول المضيفة أكثر من تحميلها لإسرائيل، وإبعاد النظر عن أن أسباب شقاء الفلسطينيين هي إسرائيل.
هل كانت القوى والفصائل الفلسطينية تراهن على المجتمع الدولي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني أم كان لديها خيارات أخرى؟
في الأساس المشروع الوطني الفلسطيني قائم على قاعدة حق العودة. وفكرة التحرير كانت تسبق فكرة الاستقلال. ما جرى هو الانشغال بفكرة الاستقلال كبديل لفكرة التحرير، وأن المسائل ممكن أن تأتي من خلال إيجاد حلول للقضية الفلسطينية، والوضع الفلسطيني اليوم أمام مأزق حقيقي، وقد اتضحت معالمه بشكل واضح. إن أي آفاق لإيجاد حل حتى لو كان كما طرح في الحل المرحلي الذي يتحدث عن إقامة دولة في الضفة وغزة، والقدس الشرقية عاصمة، وحق العودة وحل الدولتين، أعتقد أن هذا الطرح وصل إلى طريق مسدود، يجب أن تدرس جيدا حين تم طرح “القدس عاصمة، إقامة دولة، حق العودة”.
ويمكن القول هنا، أن فكرة حل الدولتين لم تكن مشروعا فلسطينيا، هي مشروع تمت زراعته على الكثير من الألسن وعلى أكثر من محور، وقد استغل كعنوان لتقدم إسرائيل وتوسعها ولكي تبني المزيد من المستوطنات واحتلال الأرض تحت عنوان حل الدولتين، ولكن هذا الحل أيضا يبدو أنه مستحيلا.
وكان الشهيد غسان كنفاني قد تحدث في بداية عام 1970 عن هذا المشروع، حين قال إن الهدف هو ضرب القضية الاجماعية للشعب الفلسطيني، هناك مسؤولية على المجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني لأن هناك من يريد تحميل الدول المضيفة مشكلة الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يعمل فيه المجتمع الدولي على تقليص خدمات الأونروا، ولكن الحقيقة، لا يمكن عودة اللاجئين الفلسطينيين بل ومن المستحيل عودة اللاجئين الفلسطينيين دون تدمير مشروع الكيان الصهيوني بما أن القضية الأساس هي العودة، والحديث عن تحسين خدمات الدول المضيفة للشعب الفلسطيني ما هو إلا مراوغة ونوع من الخديعة. في قضية اللاجئين الفلسطينين، علينا الإبقاء على الشاهد (المخيمات) الرئيسي للجريمة الأساس، رغم محاولات البعض دفن هذا الشاهد، وقد حاولوا تشويه صورة المخيمات عن طريق تحويلها إلى بؤر أمنية وإرهابية لينفوا عن أنفسهم العار التاريخي.
ما هي مظاهر ومعالم معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟
هناك محاولات جادة لإعادة إنتاج اللاجئ الفلسطيني في لبنان مرة أخرة كلاجئ بصورة أكثر تشويها، تفاقم من معاناته ومأساته، عدد كبير من الأجيال القديمة من الفلسطينيين عاشوا النكبة يتحدثون عن تفاصيل هذه النكبة مع الأجيال الصاعدة بكل حرقة وقهر بطريقة جعلت كافة مكونات الشعب الفلسطيني تشعر باستمرار النكبة وأيضا الصراع مستمر، وهذا زاد للعدو الصهيوني. وبذلك أصبحت اللوحة أكثر وضوحا بمن يريد إجبار الضحية على الاعتراف بالاحتلال، وأن ينسى الفلسطيني حقه ويوافق على إلغاء هويته. لكن ورغم هذه المحاولات، فالقضية أصبحت معاشة من خلال الصور والمعاناة التي تراها داخل المخيمات. الأجيال الصاعدة داخل فلسطين تثبت من خلال معاركها الحية والكبرى مع الاحتلال الصهيوني أن المسألة هي صراع موضوعي.
كلما يقتلع الاحتلال شجرة زيتون، ترى العشرات من الشباب الفلسطيني يقف في مواجهة الاحتلال للدفاع عن الأرض والهوية والكرامة في الداخل وفي الشتات. وحتى من راهن على زوال هذه القضية، فإن المعركة الأخيرة (سيف القدس) جعلت إسرائيل تقف أمام شعب ند.
لا شك بأن القوى السياسية الفلسطينية قوى مأزومة، وهذا يبرز من خلال القرارات السياسية والقيادة السياسية وأيضا على مستوى القرار السياسي، هناك أزمة حقيقية داخل بنية وسياسة الحركة الوطنية الفلسطينية، ثقافة وذهنية أوسلو ما زالت موجودة، وخلق آليات تدمير على الأرض، وهناك من يحاول أن يتجاوزها. والحقيقة أن من تجاوزها هو الشعب الفلسطيني. هناك سطحية في تفكير بعض الأشخاص المقربين من المجتمع الفلسطيني والذي كان يتحدث عن عدم معرفته بمدى عدائية إسرائيل للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، في حين أن الدكتور جورج حبش كان دائما يقول للمراهنين على حلول التسوية: “أنتم لا تعرفون جذرية المشروع الصهيوني إلى أي درجة”.
ما العمل للخروج من هذه الأزمة؟
الجبهة الشعية لتحرير فلسطين لديها رؤيتها للحل والخروج من المأزق الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية ومنها قضية اللاجئين الفلسطينيين وخاصة في لبنان، وتعتقد الجبهة أن هناك مسائل كثيرة يجب إعادة تأصيلها وتحديثها وتجديدها في الصراع، والقوى السياسية التي لديها قراءة كاملة لموضوعية وطبيعة هذا الصراع عليها تجديد نفسها، وأن هذا العدو لا يمكن أن يدرك حجم ما يرتكبه الآن من عنصرية ومن عدوانية ضد الشعب الفلسطيني، لا يمكن أن يُردع بغير المقاومة، وهذه تجربة الشعوب ونحن لا نخاف من طرحها، فكرة مقاومة الشعوب للمحتل فكرة أزلية محقة رغم الاتهامات بأن المقاوم إرهابي ومخرب، فحين احتل هتلر أوروبا اعتبر الآخرين مخربين.
هل يمكن المراهنة على القوى الفلسطينية الحالية التي أشرت إلى أنها مأزومة ومفككة؟
هذا السؤال برسم القوى نفسها، لا يمكن ولادة أي بديل ديمقراطي وطني مقاوم بالمعنى التحرري الا من خارج السلطة، لأن اتفاق أوسلو هو نقيض المشروع الوطني الفلسطيني، بالتالي ولادة أي بديل يجب أن يكون بديل وطني، لأن الشعب الفلسطيني في مرحلة تحرر وطني لذلك يجب أن يكون هناك رافعة وطنية كبيرة.
وأذكر هنا ما جرى خلال لقاء بين عبد الحميد المهدي والدكتور جورج حبش، أكد المهدي خلال اللقاء على أمرين مهمين: عندما كنا في مرحلة الثورة الجزائرية، أخذنا على عاتقنا أولا إذا بدأنا المفاوضات مع الجانب الفرنسي لا نقترب من خيار السلاح، والثاني لو عرض علينا أن نقيم سلطة في المناطق المحررة، لا يمكن فعل ذلك قبل تحرير كامل الوطن، وإلا بعد خروج الاحتلال واستقلال الجزائر كاملة، لأنه في حال تركنا السلاح فسيستقوي الاحتلال على الثورة الجزائرية وتصبح الثورة أضعف في المواجهة وفي المفاوضات، وأيضا إذا أقمنا سلطة في المناطق المحررة، سوف نشغل أنفسنا والشعب بقضايا السلطة ونختلف على شكلها ومهامها، وهذا خطأ كبير ارتكبته الفصائل الفلسطينية، وقد برز ذلك من خلال استبدال مشروع منظمة التحرير كحركة تحرر وطني إلى مشروع سلطة رغم وجود قوة وتصاعد العدوان.
ورغم ذلك، فإن الجبهة الشعبية تدعو دائما إلى الوحدة الوطنية حتى مع أطراف السلطة؟
نعم هذا صحيح، موضوع الوحدة هو الهدف والشعب الفلسطيني ميال للوحدة خاصة ضمن الظروف التي عاشها بعيدا عن أرضه، عنصر الوحدة أمر وجداني بالنسبة للاجئ الفلسطيني، ولابد من التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية في مرحلة التحرر الوطني لمواجهة الاحتلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق