بقلم : سري القدوة
الاربعاء 30 آذار / مارس 2022.
في زيارة هامة لمدينة رام الله قام بها جلالة الملك عبد الله الثاني، يرافقه سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ليؤكد ومن جديد على الدور الاردني التاريخي في دعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل التحرر والانعتاق من الاحتلال الغاشم وتأتي هذه الزيارة الي وطنه فلسطين لتحمل مشاعر الحب والوفاء ولتؤكد للجميع بان فعلا الأردن وفلسطين واحدة، والمصلحة واحدة والهموم واحدة والآمال واحدة، فهذه الزيارة التاريخية الهامة تحمل مشاعر التضامن بين الشعبين وتعبر عن عزيمة وإرادة الفعل الاردني تجاه الحقوق الفلسطينية التاريخية الشرعية ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .
الشعب الفلسطيني بجميع اطيافه السياسية والاجتماعية يرحب بضيف فلسطين الكبير الملك عبد اله الثاني وسمو ولي العهد حيث كانت زيارته لفلسطين شرف كبير لكل فلسطيني، والموقف الأردني من القضية الفلسطينية هو موقف فلسطيني بامتياز وداعم للحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطيني وتأتي هذه الزيارة في نطاق بحث القضايا والتشاور المستمر بين فلسطين والأردن وأهمية ايجاد حل عادل وشامل ودائم ضمن عملية السلام على أساس حل الدولتين يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية ولا يمكن ان تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية .
المواقف الاردنية كانت دوما مشرفة تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني يحمل مشاعر الحب والوفاء للأردن وينظر بأهمية كبيرة لهذه الزيارة والتي تأتي في نطاق التباحث والتشاور بين فلسطين والأردن ولا سيما في ظل مواصلة العدوان الاسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني وما يشهده العالم من متغيرات سياسية وانعكاسها على القضية الفلسطينية وأهمية قيام المجتمع الدولي بإطلاق عملية السلام ودعم قيام الدولة الفلسطينية في اطار القرارات التي صدرت عن الامم المتحدة والسعى الدؤوب الى انهاء الاحتلال ووقف ممارسات الاستيطان وسياسة التهويد القائمة في القدس التي تستهدف تهويد المسجد الاقصى المبارك وضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية، خاصة في القدس والحرم الشريف، والتي تعيق فرص تحقيق السلام الشامل الدائم في المنطقة .
ما من شك بان هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية تطلب ضرورة الحذر واليقظة أمام مخططات الاحتلال، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه المخططات ووضع حد لممارسات حكومة الاحتلال المتطرفة والتي يقودها المستوطنتين وما تشهده الأراضي الفلسطينية من ممارسات وانتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا وإضافة للتوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة .
وإمام تلك التحديات بات من المهم العمل مع الاردن وتوحيد المنطلقات والثوابت الاساسية تجاه القدس ووضعها السياسي وتفعيل جهودها المستمرة للحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، وحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، بموجب الوصاية الهاشمية عليها ورفض القرارات الاستفزازية التي اتخذتها حكومة الاحتلال وخاصة بما يتعلق بالسماح للمستوطنين وتركهم يقتحمون ويستبحون ساحات المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك .
لا يمكن استمرار الصمت على مثل هذه الممارسات التي تؤدي الي ارتفاع مستويات عنف المستوطنين وزيادة التوتر الامر الذي يتطلب تدخل المجتمع الدولي بكافة مؤسساته لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وفقًا للالتزامات بموجب القانون الدولي وأنه بات من الضروري منع المزيد من أعمال العنف وعدم ترك الاحتلال يمارس سياسته العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني فلا بد من العمل على انهاء هذا الاحتلال الذي يعبث فسادا في الارض .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق