أحيت "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، (أمس) الثلاثاء، ذكرى الإسراء والمعراج باحتفال إنشادي في "قاعة الدكتور رمضان شلَح" في "مسجد ومجمع الفرقان" بمخيم برج البراجنة.
تخلل الاحتفال كلمة لمسؤول الساحة اللبنانية في "حركة الجهاد الإسلامي"، الشيخ علي أبو شاهين، قال في مستهلها: "نحتفل اليوم بمناسبة الاسراء والمعراج، هذه المناسبة العظيمة التي خلَدها الله تعالى في سورة الإسراء المباركة، التي كان لها الدلالات والإشارات واللطائف الكبرى، والتي أعدنا إكتشاف ارتباطها في صراعنا المعاصر مع العدو الصهيوني، فكانت كلمة السر والبوصلة ".
وأضاف: "الله سبحانه وتعالى حدَد لنا في سورة الإسراء جغرافية الصراع مع العدو وربط صراع الحق في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وأكد لنا على حتمية انتصار الأمة وتحرير فلسطين".
وأشار أبو شاهين إلى أن "عنوان الصراع لآخر الزمان هو صراع بين تمام الحق وتمام الباطل، وما نشهده اليوم في ربوع أرضنا المحتلة يشهد بصدق رسولنا الكريم، ويشهد بأن شعبنا لا زال صامدًا، مرابطًا، مجاهدًا، مقاومًا لا تضره إتفاقيات تطبيع من هنا، ولا خذلان متخاذلين من هناك، ولا أنظمة متعاونة مع العدو ولا جبن الجبناء".
ولفت إلى أن "الشعب الفلسطيني اليوم يسجَل أنبل مقاومة عرفها التاريخ، ويقدَم خيرة أبنائه دفاعًا عن شرف الأمة ومقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي أسرى بنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إليه، متمسكًا بكل أشكال المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلَحة، التي تشهد اليوم تصاعداً واضحاً في قلب الضفة المحتلة بعد أن ظنَ العدو والمتعاونون معه، الذين يتمسكون بالتنسيق الأمني، بأنهم استطاعوا قمع المقاومة، لتخرج لهم مقاومة أشد قوة وشراسة".
وأدان أبو شاهين محاولة الاغتيال الجبانة التي تعرض لها القائد المجاهد الشيخ خضر عدنان في نابلس، والتي كان يراد من ورائها إدخال أهلنا في الضفة المحتلة في فتنة داخلية لحرف المقاومة عن مسارها الصحيح"، مشيداً بروح المسؤولية العالية والحكمة التي تعاطى بها الشيخ عدنان من أجل درء الفتنة".
كما أدان "ملاحقة أجهزة أمن السلطة للمقاومين في الضفة المحتلة، متسائلاً عن مدى جدوى تلك الملاحقات والاعتقالات التي تضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية"، داعيًا إلى "وقف التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني والذي بات خنجرًا مسمومًا في ظهر الشعب الفلسطيني، والذي بات يكشف عدم الإحساس بالمسؤولية وغياب الحس الوطني والمستوى الذي انزلقت إليه السلطة".
وفي شأن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، دعا أبو شاهين وكالة "الأونروا" إلى تحسين أوضاعهم في مخيمات لبنان، والعمل على تقديم كافة أشكال الدعم والخدمات الصحية لمواجهة صعوبات الحياة".
وختم أبو شاهين كلامه، متوجهاً بالتحية لكل مجاهد في الضفة، من جبل النار والخليل وجبل صبيح، وأخص بالتحية مجاهدي "كتيبة جنين"، الذين يذيقون العدو بعض من بأسهم، والذين ارتقى منهم فجر أمس شهيدين: إبن سرايا القدس، الشهيد عبد الله الحصري والشهيد شادي نجم، في مواجهة بطولية مشرفة مع العدو في شوارع وأزقة جنين.
بدوره، تحدث مسؤول الدعوة في "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان، الشيخ الدكتور طارق رشيد، عن رحلة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج، والتي جاءت بعد أيام عصيبة عاشها الرسول بخسارة عمه أبو طالب.
وأشار إلى أن "هناك علاقة تاريخية وطيدة للمسجد الحرام بالمسجد الأقصى، حيث ربطهما الله بالزمان والمكان في سورة الإسراء، وأن تحرير القدس وفلسطين هو أمر مؤكد".
وأوضح الشيخ رشيد بأن القدس هي بوابة السماء، ونبينا محمد لم يعرج من مكة إلى السماء بل من القدس، لذلك فالقدس مباركة ببركة النبي الكريم".
وأضاف: "لذلك عيون أعداءنا الصهاينة على بيت المقدس، ولديهم أطماع في كافة مناطقنا العربية، ولاسيما في نجد والحجاز، ولا ينسوا هزيمة أجدادهم يهود خيبر في زمن نبينا محمد، ولا يزالوا يطمحون في العودة إليها".
وختم الشيخ رشيد كلامه، داعيًا شعوب الأمة إلى الصحوة الإسلامية والوحدة وتوجيه البوصلة نحو القدس، من أجل طرد الصهاينة منها ومن كل شبر من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق