وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
المسحراتي عامر عكر، لاجئ فلسطيني من مدينة حيفا المحتلة ، يوقظ الأهالي للسحور في مخيم شاتيلا منذ أكثر من ثلاثين عاماً، قضاها متنقلاً بطبلته وصوته الشجي في حواري وأزقة المخيم الضيقة.
عرفه الأهالي بلقب الشيخ عامر، رجل في الخمسينات من عمره، اتسم بحبه مساعدة الناس بالأفراح والمآتم ومجالس العزاء داخل المخيم، ولكن لسحور شهر رمضان ميزته ورونقه الخاص في حضرة المسحراتي عامر في عقول الأهالي، حيث بات يعتبر حالة رمضانية مؤثرة تزيَن سحورهم، وكيف لا وقد اعتادوا على سماع قرع طبلته وصداح صوته بالأناشيد الدينية الرمضانية، والدعاء للمجاهدين بالنصر والصلاة بالقدس والعودة إلى فلسطين.
يقول الشيخ عامر لـ"وكالة القدس للأنباء" التي التقت به أثناء جولته المعتادة في فترة السحور: "أحب مهنة المسحراتي، وأشعر بأنني قريب من الله، لأنني أوقظ الناس على السحور طيلة 30 عاماً، فلا أتخيل المخيم دون مسحراتي".
ويضيف: "تفكيري دائمًا بأن أنشر البهجة والفرح في نفوس الأهالي، وأنا أعلم جيدًا بأن الزمن تغير، وكثير من الناس تسهر لغاية فترة السحور وبعدها، ولكن ليالي رمضان لا تحلو إلا بالمسحراتي".
ويشير إلى أن " أجواء رمضان في مخيم شاتيلا ومحيطها كانت أكثر متعة أيام زمان، ولديه معرفة بأسماء العائلات التي تسكن بيوت المخيم، حيث كان يوقظ الأهالي بالأسماء في كل زاروبة يمر بها، ولكن الزمن تغير وكثير منهم هجروا المخيم".
ويؤكد الشيخ عامر في ختام حديثه لوكالتنا بأنه مستمرٌ في مهنة المسحراتي ، حتى آخر رمق في حياته، متمنيًا بأن "يتحقق النصر على الأعداء الصهاينة، ويعود إلى مدينته حيفا كي يوقظ أهلها على السحور، ويعيش سحر أجوائها الرمضانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق