وكالة القدس للأنباء - زهراء رحيّل
أطلّ شهر رمضان المبارك على اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج الشمالي، جنوب لبنان، والأهالي يعانون العسر الشديد، إسوة ببقية المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، بسبب الغلاء وارتفاع نسبة البطالة، وتقصير "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، في تقديم الخدمات، وانتشار فيروس كورونا، فلم يتمكنوا من استقباله أو التزود له كما ينبغي، فغابت المظاهر والزينة، كما غاب التسوّق، واكتفت العائلات بتدبير أوضاعهم وفق إمكاناتهم المتواضعة.
وفي جولة داخل المخيم تكفي لنتعرف على الحقيقة، الشوارع خالية من الزينة الرمضانية، أما الدكاكين فهي شبه فارغة من البضاعة، خصوصاً محلات الخضار التي تخشى من الكساد وخسارة رأس مالها فتبقي على الضروريات فقط.
وفي هذا السياق قالت أم جهاد إبنة مخيم برج الشمالي لـ"وكالة القدس للأنباء": "الحمدلله الله أكرمنا بقدوم رمضان، وإن شاء الله بكون وجه خير علينا وبتخف الأزمة، بصراحة كل سنة بستعد أنا وأولادي لاستقبال رمضان بتزيين البيت، وبنزل بجيب مونة وبعض الشكولاته ومكونات الحلويات، والأشياء المفضلة للأطفال، بس هاي السنة ما قدرت أعمل شي".
وأضافت :"صح السنة الماضية كان الوضع الاقتصادي مش منيح، بس قدرنا نجيب شي لأن الأسعار ما كانت بهذا الشكل مرتفعة، اليوم بالمليون بنجيب كم غرض اذا كيلو اللحمة 200 الف، والدجاج 100 الف، حتى الخضار صارت نار، الله يفرجا على الجميع".
بدورها رأت أم أحمد "الواحد صار عم يركض ليل نهار ليأمن لقمة الأكل، بطلنا قادرين نجيب مونة مثل قبل، وزينة رمضان إلتغت، أقل شي بدنا 300 ألف زينة، قلت بجيب فيهن أكل لولادي احسن، والله عم إدعي الله يفرجا علينا، وينزل الدولار وترجع الأسعار مثل قبل ونخلص من كورونا، الواحد تعب وهو عم يركض من أزمة لأزمة".
ومنار أميوني هي أيضاً لم تتمكن من اعداد التحضيرات الرمضانية كما جرت العادة، قائلة: " اليوم نحن عم نستقبل شهر رمضان المبارك معنوياً، عادة كل سنة بكون عم نشتري الزينة خالصة وبنزين البيت أنا والأولاد حتى يحسوا ببهجة شهر رمضان، بس هاي السنة بظل الغلا ما قدرنا نشتريها، حاولت أصنع زينة من الكرتون حتى ما إحرم لولاد من هالفرحة،ا أما على صعيد المونة ما قدرنا نجيب شي، بهيك ظروف صعبة الواحد يا دوبك عم يعيش، خصوصاً أن الواحد عم يشتغل يوم ويعطل عشرة، قبل كل مونة الشهر الكريم تكون بالبراد".
الظروف الصعبة لم تحرم الأهالي فرحتهم بقدوم رمضان ، فقد أعتبرت أميوني أن جمعة العائلة بحد ذاتها فرحة لا توصف قائلة: " صح الظروف صعبة بس جمال رمضان ما بروح، فيه صلة رحم ومودة مع الجيران وجمعة العائلة حول الفطور بتفرج القلب ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق