وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
غيّرت الأزمة المالية والاقتصادية في لبنان، وارتفاع سعر صرف الدولار، معظم العادات والتقاليد، بسبب الغلاء الجنوني في الأسعار، خاصة في هذا الوقت، الذي تتحضر فيه الأسر الفلسطينية في مخيمات الشتات، لإعداد كعك العيد، الذي يعتبر عادة سنوية تحرص الأسر على التمسك بها، فمعظم العائلات الفلسطينية تعتبر كعك العيد المحشو بالتمر، دلالة على أصالة الشعب وتمسكه بعاداته وتقاليده، ورغم وجود الكثير من محلات بيع الحلويات، إلا أن بعض العائلات ترفض شراءها، نظراً إلى نكهتها الخاصة وأجوائها المميزة.
وفي هذا السياق، تحدثت السيدة ولاء م. (٥٤ عاماً)، ل"وكالة القدس للأنباء قائلة: إن "كعك العيد له أهمية خاصة، فهو من العادات والتقاليد التي ورثناها عن أجدادنا"، مبينة أنه "في كل عام، مع اقتراب العيد، كنا نتحضر لإعداد الكعك، فأعلم الأقارب والجيران بالموعد المحدد، وأشتري المستلزمات من الطحين والسميد والسمن البلدي، ونجتمع ونوزع المهام بيننا، لكن اليوم وللأسف الشديد، لم يعد باستطاعتنا القيام بهذه العادة، فالأحوال تغيرت كثيراً، وأصبحنا نركض وراء رغيف الخبز، كي نؤمنه لأولادنا.. فلا كعك عيد هذه السنة، أتمنى أن تتغير أحوالنا، ونعود ونجتمع لصناعة الكعك، حتى لا يصبح عادة منسية عند الأجيال القادمة".
استياء من الوضع الراهن
من جانبها عبرت أم حمزة، عن استيائها من الوضع الراهن، قائلة: "أنا حزينة جداً بسبب الوضع الذي وصلنا إليه، فهذا أول رمضان يمر على عائلتي هكذا، في كل عام، كانت تعتبر زينة رمضان بالنسبة إلي من الطقوس التي لا يمكن أن أستغني عنها، لكن الظروف الصعبة أجبرتنا على التخلي عن الكثير، وكذلك كعك العيد، الذي كان له بهجة خاصة، فكنا نتحضر لصناعته، ونجتمع مع الأقارب والجيران، وتفوح رائحته في الحي، وتملأ المكان"، مضيفة: "رغم أن صناعته تتطلب الكثير من الوقت والجهد، إلا أننا كنا سعداء جداً بتحضيره، وأحياناً كنت أسهر للفجر وأنا أخبز الكعك على "الفرنية" التي ورثتها من أمي، لكن اليوم، لا يمكننا تأمين ما يتطلبه إعداد الكعك، فالأسعار تفوق الخيال، ناهيك عن سعر قارورة الغاز، لقد أصبح هناك أولويات لنا، كتأمين طعامنا وشرابنا في ظل هذا الغلاء الفاحش".
بدورها، بينت السيدة ملك غ.، أن هناك عدة أسباب منعتها من صناعة كعك العيد هذا العام، مؤكدة أن "السبب الرئيسي هو الوضع الاقتصادي الذي يمر به لبنان، الذي استطاع أن يغير من عاداتنا وتقاليدنا، فمعظم الأسر أصبحت تفكر في كيفية تأمين رغيف الخبز لأطفالها، ناهيك عن أن أسعار المواد التي يتطلبها إعداد الكعك أصبحت غالية الثمن، بالإضافة إلى انقطاع معظمها من الأسواق، كالطحين مثلاً"، موضحة أنه "عندما نفكر في تحضير الكعك، علينا أيضاً التفكير في كيفية خبزه، فلم يعد الأمر سهلاً كما كان سابقاً، فسعر قارورة الغاز وصل إلى ٤٠٠ ألف ليرة، وبالتأكيد لا يمكننا خبزه في الفرن الكهربائي، خاصة في هذا الوقت الذي لا يمكننا فيه إضاءة لمبة بالمنزل، بسبب ارتفاع فاتورة المولدات، وكهرباء الدولة مقطوعة منذ ٣ أيام، بسبب عدم توفر المازوت"، مؤكدة أن "همنا اليوم هو تأمين طعامنا ومتطلباتنا الأساسية والضرورية فقط، أما الأشياء الثانوية فلم يعد باستطاعتنا تأمينها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق