وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
بعد انهيار الليرة اللبنانية ورفع الدعم جزئياً عن الأدوية، أصبحت حياة المواطنين وخاصة المرضى صراعا يوميا من أجل البقاء.
وتعتبر المخيمات الفلسطينية في هذا السياق، الأكثر تأثرًا بتدهور الوضع الصحي والمعيشي في داخلها، وذلك في ظل غياب ملحوظ لدور "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" عن تأمين الخدمات الصحية والإستشفائية والأدوية المجانية للمرضى الذين تواجههم مصائب الداء والدواء.
ويرجع الممرض السابق في جمعية "الهلال الأحمر الفلسطيني"، أبو آدم، والذي يعمل في إحدى صيدليات مخيم برج البراجنة، غلاء الأدوية في المخيمات بشكل عام، سببه سوء الرقابة على الصيدليات للجان الشعبية، وعدم تكفَل الأونروا بتغطية نقص الأدوية، أو تأمين الأدوية للمرضى التي تم رفع الدعم عنها من قبل وزارة الصحة اللبنانية.
وأشار في حديث لـ"وكالة القدس للأنباء"، إلى أن "معظم الأدوية التي تباع في صيدليات المخيم هي سورية المنشأ، حيث يتم رفع سعرها لأكثر من مرة، وهذا يؤثرسلبًا على حياة المرضى الفقراء".
وأضاف: "الأزمة الصحية تتفاقم داخل المخيمات، والأونروا للأسف لا تحرك ساكناً للتخفيف من معاناة المرضى. فالأدوية أصبحت صعبة المنال، والمريض الله يكون بعونه".
ولفت إلى أن "المريض يعاني، وحتى الأونروا ممكن تقدم التي تستطيع تقديمه بحجة العجز في ميزانيتها، وغالبًا ما تقدم الأدوية التي عليها دعم من قبل وزارة الصحة كأدوية الضغط والسكري، والتي سعرها لا يكون مرتفعاً كثيرًا قياسًا مع بقية الأصناف".
وطالبت اللاجئة الفلسطينية في مخيم شاتيلا، أم أحمد شحتو، وهي مريضة بالكلى وبحاجة إلى إجراء غسل كليتيها كل ثلاثة أيام، الأونروا والجهات الفلسطينية المعنية بالشأن الصحي بتغطية علاجها وتأمين الأدوية الخاصة بمرضها، لأن زوجها أيضًا مريض بالضغط والسكري، ولا يستطيع العمل، كما أن العائلة كلها تعاني من البطالة وحالة العسر الشديد".
بدوره، اللاجئ الفلسطيني قاسم عبد الهادي، وهو أيضًا مريض كلى، ويقضي معظم وقته في فترات العلاج وغسل الكلى، وتسوء حالته يومًا بعد يوم، حيث يؤكد شقيقه محمود لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن أخيه قاسم يعاني من وضعٍ صحي حرج للغاية، وتحصل معه نوبة إغماء، ويفقد حاسة النظر لدقائق، وهو بحاجة إلى من يتكفل بعلاجه، وتأمين أدويته المرتفعة الثمن، فالوضع المادي السيء لدى العائلة لا يسمح بشراء ظرف وليس علبة دواء".
وطالب عبد الهادي في ختام حديثه لوكالتنا "الأونروا" بالتكفل بعلاج أخيه قاسم وتأمين الدواء، إلى أن تتحسن حالته ويتماثل للشفاء، فالمرض أصبح كارثة صحية واقتصادية على من يصاب به".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق