وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
برصاصة غدر من أيادي الصهاينة، أغتيلت أيقونة صوت الحق الصادح في الميدان، الصحافية شيرين أبو عاقلة، إبنة مدينة القدس، وخيم الحزن على الشعب الفلسطيني، وعلى العالم العربي، بعد ارتقائها شهيدة أثناء تغطيتها اقتحام مدينة جنين بالضفة المحتلة، وندد عدد من المثقفين الفلسطينيين بينهم شعراء وكتاب وصحفيون وفنانون، بالجريمة البشعة بحق شيرين، مؤكدين على أن فلسطين خسرت صحافية ثائرة وشجاعة، كبرت على حب فلسطين وقضيتها، كانت تجوب الميادين لتنقل الحقيقة، وتوثق انتهاكات العدو، وحملت على كتفيها الدفاع عن قضيتها دون أي كلل أو ملل، كانت وستبقى رمز الإعلام الشريف، إسم خالد وفعل أبقى.
وفي هذا السياق، نددت رئيس لجنة المرأة في المحافظات الجنوبية في ائتلاف شباب فلسطين، الدكتورة هالة الحرازين، من حي الشجاعية بمدينة غزة، بالجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات العدو الصهيوني، قائلة لـ "وكالة القدس للأنباء"، إن "شيرين هويتها فلسطينية، ودمها شجاعة، وروحها حرية، عشقنا صوتها، وأحببنا إطلالتها، وبكينا فراقها"، مبينة أنها "لم تكن صحافية عادية، بل التف حول طلتها جميع العالم خاصة الفلسطينيون لسماع الحقيقة من مصدرها الحقيقي بكل أمانة ومصداقية، اجتمع على أدائها كل الأطر وإن اختلفت توجهاتهم وإنتماءاتهم، فلا تهاب من بطش المحتل، وهي تعلم جيداً أنها قد ترتقي إلى السماء في أي لحظة، ومع هذا كانت دوماً صامدة بشجاعتها، وقوة صوتها، فإن أسكتوا جسدها فلن ينسوا روحها وكلماتها وشهامتها، وسيخرج آلاف وآلاف التلاميذ الذين يعتبرونها معلمة وقدوة لهم".
بدورها، قالت الصحافية ابنة مدينة غزة، نيفين أبو هربيد: "إننا "تلقينا في الوسط الصحفي الفلسطيني خبر اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة بصدمة بالغة .. نحن نعلم جيداً أن حياة الصحفي في فلسطين معرضة دوماً للخطر، وحدث وأن تعرض كثير من الزملاء والزميلات للإصابة خلال تغطيتهم للأحداث على مدار السنوات السابقة، لكن أن يتم اغتيال صحفي بهذه الطريقة كان أمراً صادماً، عكس مدى الاستهداف المباشر لعين الحقيقة، وإسكات الصوت، ومنع إيصال الصورة للعالم"، مؤكدة أن "شيرين كانت أيقونة الصحافة الفلسطينية التي أحببنا الإعلام من صوتها .. فهي لم تكن مجرد زميلة عادية بل كانت وجهاً من أوجه قضيتنا العادلة .. كانت صوت المظلومين والمقهورين .. رفيقة حكايات الناس ومآسيها وهمومها وأحلامها التي ارتبطت بنا على مدار ربع قرن".
من جانبها أكدت المخرجة الفلسطينية، امتياز المغربي، لوكالتنا، أن "شيرين أبو عاقلة انضمت لقافلة الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا وهم يؤدون واجبهم على أكمل وجه، وشيرين اليوم هي شهيدة الصحافة في فلسطين، لقد كانت إنسانة بكل ما للكلمة من معنى، كانت تنظر لهموم ومشاكل الناس، ومتفانية في عملها وانتمائها، ولا تتردد في التوجه على الفور إلى أماكن الأحداث لنقل الحقيقة، وتوثيق انتهاكات العدو، فكانت نافذة الوطن"، مشيرة إلى أن "العدو الصهيوني أصر على اغتيالها، كما أنه حاول أيضاً تصويب نيرانه على المسعف الذي حاول إسعاف شيرين ونقلها"، مبينة أن "ما حصل يعكس همجية وإرهاب الاحتلال، وعملية إعدام عن سبق إصرار، بهدف ترهيب الصحفيين في الضفة المحتلة وفي كافة المناطق الفلسطينية"، مؤكدة أن "شيرين لم تقتل، لقد تم اغتيالها، وهي امرأة صحفية ترتدي درعها الصحفي والخوذة"، مبينة أن "الجميع مستهدف، ويمكن أن يكون الشهيد القادم واحد منا، فنحن جميعنا في فلسطين شهداء مع وقف التنفيذ".
وفي ذات السياق، أكدت خبيرة التراث الفلسطيني، إمتياز أبو عواد، أن "شيرين أبو عاقلة تمثل وطننا فلسطين، بقيت ٢٥ سنة في العمل الصحفي، وكان همها إظهار الحقيقة، ورفع إسم وصوت فلسطين، وتوثيق انتهاكات العدو الصهيوني على مدار ربع قرن، وإظهار الصورة الحقيقية والوجه الآخر للاحتلال، وقتل الأطفال وتدنيس المقدسات، وانتهاكات المسجد الأقصى"، مشيرة إلى أن "العدو الصهيوني إغتال شيرين بطريقة معمدة، ولم يكن خطأ أبداً، وكانوا قاصدين أن يتخلصوا منها، واغتيالها خسارة كبيرة للوطن، وإن ظنوا أنهم تخلصوا من شيرين، فسيخرج من فلسطين ألف شيرين، ولن يسكت صوت الحق أبداً، ولن تموت القضية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق