بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 24 أيار / مايو 2022.
قرار وزارة الخارجية الاميركية الغاء تصنيف حركة كهانا حي (كاخ) الارهابية الاسرائيلية من قوائم منظمات الارهاب الاجنبية رغم مسؤوليتها عن عشرات العمليات الإرهابية، وفي مقدمتها مجزرة الحرم الإبراهيمي في عام 1994 التي أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى من المصليين وفي ظل استمرار تمسك التنظيم وأتباعه بالفكر المتطرف والأيديولوجيات الإرهابية ويعد هذا القرار بمثابة مكافأة لنشطاء التنظيم الارهابي أمثال ايتمار بن غفير الذي يعبث فساداً وتحريضاً في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة وأيضا الحاخام بينتسي غوفشتين الذي دعا قبل أيام فقط إلى هدم قبة الصخرة المشرفة .
لا يمكن تجاهل هذه المنظومة الارهابية والتي تسعى الى ادامة الاحتلال وتحويل الصراع بالمنطقة الي تناحر ديني سيؤدي الى المزيد من التوتر والانفجار ونستغرب تلك السياسة الامريكية التي تنحاز للاحتلال وتوفر التغطية الكاملة لممارسة الاعدام الميداني بحق ابناء الشعب الفلسطيني وانه في الوقت الذي يصر فيه الكونغرس الأميركي على معاقبة الشعب الفلسطيني من خلال الابقاء على اغلاق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فإن الادارة الأميركية تغض الطرف وتكافئ اعداء السلام وتعمل على جر المنطقة الى مشاكل ستؤدي الى عدم استقرارها في ظل تنامي الفكر العنصري والتطرف وانعكاس ذلك على ممارسة العمل الارهابي بكل اشكاله .
في الوقت الذي اعلن فيه الرئيس بايدن التزامه وتمسكه بحل الدولتين ورفضه للاستيطان وطرد السكان وهدم المنازل وعدم المساس بالوضع التاريخي القائم في القدس ورفضه للإعمال أحادية الجانب تتواصل أفعال الإدارة الأميركية لتشكل تتناقضا مع اقوالها ولا تنسجم مع التزاماتها من اجل السلام والاستقرار كما يتناقض ذلك مع ما تقوم به وزارة الخارجية الامريكية بمساعيها لإنجاح زيارة الرئيس جو بايدن وسلسلة اجتماعاته مع رؤساء الدول في المنطقة لمناقشة افاق تقدم عملية السلام برمتها ومناقشة ملفات هامة وفي مقدمتها انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني .
منظمة التحرير تتمتع وتحظى بإجماع العالم وهي شريك حقيقي لصنع السلام القائم على قرارات الشرعية الدولية وتعمل من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود العام 1967 وكون دولة فلسطين دولة معترف بها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة كعضو مراقب منذ العام 2012 وهي ملتزمة بالقانون الدولي وبالشرعية الدولية وبالسلام القائم على العدل ونستغرب وبشدة من توقيت هذا القرار الأميركي وأسبابه وخاصة في ظل تنامي مجموعات ارهابية من المستوطنين تقود العداء والصراع الديني في القدس والدعوات الاخيرة من قبل تلك الجماعات الارهابية لهدم المسجد الاقصى وتغير معالمه ضمن حربها وعدوانها المنظم على الشعب الفلسطيني ومقدساته الاسلامية والمسيحية.
يجب على الادارة الاميركية الاسراع في مراجعتها وتخليها عن قرارها الخطير الذي يقود المنطقة الى الدمار ويعزز سياسة الفصل العنصري ويشجع الاحتلال على استدامة عدوانه وممارساته القمعية في الاراضي الفلسطينية المحتلة ويجب على الادارة الامريكية توقف قرارها بعدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وتعيد تصحيح ما تم ارتكابه من اخطاء من قبل ادارة الرئيس ترامب السابقة وتقوم باتخاذ القرار التاريخي الصحيح باعترافها بمنظمة التحرير الفلسطينية وإعادة فتح مكاتب المنظمة في الولايات المتحدة الامريكية ورفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني الي مستوى تمثيل دولي بدلا من استمرار سياسة ازدواجية المعايير ودعمها المطلق للاحتلال القائم بالقوة المسلحة وممارسة القمع وارتكابه لجرائم الحرب الدولية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق