بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 31 أيار / مايو 2022.
وتبقى القدس بكل مكوناتها الحضارية والعربية والإسلامية وموروثها الثقافي والديني العاصمة الأبدية لدولة فلسطين بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ووفقا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ولا يمكن لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والتي جاءت في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته حيث قال إن القدس ستبقى موحدة ولن تقسم أبدا معتبرا أن رفع العلم الإسرائيلي أمر طبيعي ولذلك فإن مسيرة الأعلام ستمر وفق مسارها الطبيعي على حد تعبيره، وإن تلك المواقف العقيمة والتصريحات الإسرائيلية حول القدس لن تعطي الشرعية للاحتلال على المدينة والاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن .
يجب على المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية تحمل مسؤولياتها لوقف الانتهاكات الإسرائيلية والكف عن التعامل بازدواجية المعايير القائمة والتي يستفيد منها الاحتلال في استمرار هروبه من مستحقات عملية السلام والدفع بالمنطقة نحو المزيد من اعمال الفوضى والصراعات المتناحرة والتي تعكس مدى الصراع الايدلوجي بداخل المجتمع الاسرائيلي القائم اساسا على العنف والعداء وممارسة الكراهية ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة مما يساهم في استمرار سياسة التطرف والإرهاب التي اصبحت جزء اساسي من منظومة العمل الاسرائيلي والنهج الذي تتبعه حكومة الاحتلال المتطرفة العنصرية .
حكومة الاحتلال لا تكترث لقرارات الشرعية الدولية والمساعي والمبادرات لإحلال السلام والعدالة وفي ظل ممارسة هذه السياسة والاستمرار في العدوان على الاقصى واستهدافه بالأعلام الاسرائيلية ومحاولة فرض سياسات التهويد والسرقة للتاريخ فان هذه المواقف لا يمكن ان تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة ما دامت حكومة الاحتلال تواصل حربها على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وتتعامل كدولة فوق القانون وترفض قرارات الشرعية الدولية والأسس التي قامت عليها عملية السلام ولا تلتزم بها وتضرب بكل القرارات الدولية بعرض الحائط في استخفاف وتجاهل للقانون الدولي .
ويجب على حكومة الاحتلال ان تدرك الوقائع التي تمارسها على الارض وان الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام الدائم يمر عبر تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية وان القدس بمقدساتها ليست للبيع والسلام لن يكون بأي ثمن والشعب الفلسطيني المرابط في المسجد الأقصى والمدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس عاصمة الدولة الأبدية سيبقون على العهد والوعد فهم يتصدون بصدورهم العارية للمستوطنين الذين يحاولون تدنيس الأقصى ويقفون صفا واحدا من اجل حمايته من قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤمنين بحتمية الانتصار ومستعدين لمواجهة المحتل الغاصب مهما بلغت التضحيات .
ولا يمكن لأحد ان يغفل الصمود الاسطوري ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال وخاصة ابناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس الذين يظهرون شجاعة عز نظيرها في هذا الزمن والدفاع عن المدينة المقدسة ومقدساتها مجسدين الوحدة الوطنية والحرص على تكامل الاداء الفلسطيني في كافة أماكن التواجد سواء في الداخل المحتل او اماكن الشتات من أجل إفشال مخططات الاحتلال التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك والمقدسات .
وما تلك التظاهرات التي انطلقت في مختلف دول العالم تنديدا بالاحتلال وعدوانه العنصري الا تأكيدا بان الشعب الفلسطيني يواجه الاحتلال ومستوطنيه بمزيد من الصبر والصمود من اجل خوض معركة الدفاع عن القدس والأقصى وإفشال كل المخططات التي تستهدف التواجد الفلسطيني في القدس مؤكدة أن مصير هذه المخططات الفشل كما سابقاتها وأن الشعب الفلسطيني سينتصر ويحقق أهدافه بالتحرير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق