العربي الجديد- انتصار الدنان
28-05-2022
تركت مروة أبو خليل قريتها التي تقع في مدينة السويداء السورية عام 2012، حين كانت في الـ18 من العمر. ابتعدت عن أهلها والبيت الذي ترعرعت فيه لأنها أرادت الهروب من الحياة التقليدية في القرية، وتجنب الطقس الحر الذي لا تحبه. تقول في حديثها لـ"العربي الجديد": "لم يتقبل أهلي في البداية فكرة أن أترك القرية، وآتي إلى لبنان، لكنني فعلت ذلك حين بلغت سن الـ18، فتقبلوا ما حصل مع الوقت".
تتابع: "بدأت دراستي الجامعية في الأدب الإنكليزي في دمشق، ثم اكتشفت لاحقاً أنني أملك ميولاً للفن، فالتحقت بكلية الفنون في الجامعة اللبنانية ببيروت، وتخرجت فيها. ثم لاحظت حين بدأت في العمل أنني مهتمة بالزخرفة، والخط العربي".
وتذكر أنها شعرت بنقص داخلها بين ما تعلمته في مسيرتها الدراسية والتطبيق العملي، ورغبت بالتالي في الانفتاح على مجال آخر، فدخلت عالم التصوير والمونتاج، وتعرفت على مخرج علّمها هذه التقنيات، ثم انتقلت إلى السينما، واكتسبت خبرات مهمة عززت شخصيتها، وصورت فيلماً قصيراً باسم "الوتوات" الذي روى قصة انتقالها من السويداء إلى حي الوتوات في بيروت، وأظهرت في الفيلم الفارق الكبير بين العيش بهدوء في السويداء وضجيج المنطقة الجديدة التي عاشت فيها.
وفي تلك الفترة تعرفت مروة إلى فنان عازف وتزوجته، واتفقا على الإقامة خارج بيروت، وتحديداً في منطقة بشامون بقضاء عاليه، حيث استهوتها الطبيعة التي فكرت بتسخيرها في عمل فني. وكانت تجربتها الأولى في الصبغات الطبيعية والخطوط، ثم جمعت القش الذي كان يتساقط من الشجر بهدف التسلية في مرحلة أولى، قبل أن تدرك حاجتها إلى عمل، ووجدت فرصة في مدرسة أطفال توجد في غابة وتحمل اسم "حرشنا"، وتتعامل مع أطفال صغار تتراوح أعمارهم بين سنتين ونصف وست سنوات، عبر وضعهم في قلب الطبيعة، وما تنتجه، وتقول إنها خاضت تجربة رائعة، ثم بعدما وجدت ملاذها في العمل بمشروعها الخاص قشة لفة، باتت تعمل يوماً واحداً في المدرسة، وتفكر في أن تتركها نهائياً العام المقبل، كي تكرس وقتها لمشروعها".
ويتمثل المشروع في أعمال تستخدم القش مثل سلال وأدوات كانت تستخدمها الجدات في القرى، لكنها لا تنحصر في أطباق لوضع الطعام، بل تعكس جانباً ثقافياً يعيد الناس إلى التراث القديم. وتقول: "تسرق سلة أدوات العمل كل وقتي، أحملها في أي مكان أذهب إليه. أكسبني هذا العمل الهدوء وعلمني الصبر، وصرت أتعرف إلى مواد جديدة موجودة في الطبيعة، وأجري تجارب مختلفة، وأتبادل خبرات مع الناس وأتعلم منهم ما لا أعرفه". تتابع: "في هذه الأعمال عمق كبير، فهي لا يمكن تعلمها في جامعات، بل تعتمد على تجارب عملية. وجعلني التواصل مع الطبيعة والسلال أتعلق بالأرض، وصرت أعد أدوية طبية من الطبيعة، وصار بيني وبين الأرض تواصل لا ينقطع. أستخدم سبع مواد توجد في الطبيعة، هي أغصان الزيتون وورق الموز والعرانيس (الذرة) والقصب والنخيل وأشجار الصنوبر والحلقة، وأصنع منها جميعها سلالاً. وقد تعلمت كل شيء عن الأشجار التي تتضمن المواد التي أستخدمها في أعمالي من خلال القراءة والتجارب".
وتوضح أنها حصلت منذ خمسة أشهر على تمويل لمشروعها، ما ساعدها في إنشاء مشغل. وتقول إن "مشروع السلال لا يحتاج إلى رأس مال لتوفير خيطان ومستلزمات أخرى، وأنا أعلم أشخاصاً أساليب صنع السلال، بعدما وجدت اهتماماً كبيراً لدى أشخاص كثيرين بهذه الأعمال. وقد استطعت فعلياً تعليم عدد كبير من الأشخاص من خلال ورش العمل التي أنفذها، وأنشر هذه الموهبة بين الناس كي يعرفوا ما يمكن أن تعطينا إياه الأرض، وأطلقهم في طريق التمسك بثقافتهم وتعزيز علاقتهم بالطبيعة".
وتشرح أنها تبيع المنتجات التي تصنعها من خلال "إنستغرام"، وتشير إلى أن تفشي جائحة كورونا ساهم في نشر المبيعات على الإنترنت، و"هناك إقبال كبير على ما أنتجه، إذ أتلقى طلبات بسرعة على أي قطعة أعرضها، وأحدد أسعاري حالياً بالليرة اللبنانية. كما أبيع بعض القطع عبر المقايضة. وقد أخذت امرأة سلة وأعطتني دفتراً صنعته بنفسها من النبات. واعتبر أن تبادل الأغراض مهم أيضاً لجلب أفكار جديدة لي يمكن أن أنفذها في المستقبل".
وتصف مروة المال بأنه "الفخ في الحياة"، فظروف الحياة الصعبة تجعل الناس يقعون في فخها، لكن يمكن أن يعطي الإنسان فرصة لذاته، والوجود في الطبيعة شيء جميل جداً. وقد توصلت إلى نقطة مهمة في الحياة، أنه عندما نقتل خوفنا من الفشل ننجح، وهذا شعور جميل".
تتابع: "بدأت دراستي الجامعية في الأدب الإنكليزي في دمشق، ثم اكتشفت لاحقاً أنني أملك ميولاً للفن، فالتحقت بكلية الفنون في الجامعة اللبنانية ببيروت، وتخرجت فيها. ثم لاحظت حين بدأت في العمل أنني مهتمة بالزخرفة، والخط العربي".
وتذكر أنها شعرت بنقص داخلها بين ما تعلمته في مسيرتها الدراسية والتطبيق العملي، ورغبت بالتالي في الانفتاح على مجال آخر، فدخلت عالم التصوير والمونتاج، وتعرفت على مخرج علّمها هذه التقنيات، ثم انتقلت إلى السينما، واكتسبت خبرات مهمة عززت شخصيتها، وصورت فيلماً قصيراً باسم "الوتوات" الذي روى قصة انتقالها من السويداء إلى حي الوتوات في بيروت، وأظهرت في الفيلم الفارق الكبير بين العيش بهدوء في السويداء وضجيج المنطقة الجديدة التي عاشت فيها.
وفي تلك الفترة تعرفت مروة إلى فنان عازف وتزوجته، واتفقا على الإقامة خارج بيروت، وتحديداً في منطقة بشامون بقضاء عاليه، حيث استهوتها الطبيعة التي فكرت بتسخيرها في عمل فني. وكانت تجربتها الأولى في الصبغات الطبيعية والخطوط، ثم جمعت القش الذي كان يتساقط من الشجر بهدف التسلية في مرحلة أولى، قبل أن تدرك حاجتها إلى عمل، ووجدت فرصة في مدرسة أطفال توجد في غابة وتحمل اسم "حرشنا"، وتتعامل مع أطفال صغار تتراوح أعمارهم بين سنتين ونصف وست سنوات، عبر وضعهم في قلب الطبيعة، وما تنتجه، وتقول إنها خاضت تجربة رائعة، ثم بعدما وجدت ملاذها في العمل بمشروعها الخاص قشة لفة، باتت تعمل يوماً واحداً في المدرسة، وتفكر في أن تتركها نهائياً العام المقبل، كي تكرس وقتها لمشروعها".
ويتمثل المشروع في أعمال تستخدم القش مثل سلال وأدوات كانت تستخدمها الجدات في القرى، لكنها لا تنحصر في أطباق لوضع الطعام، بل تعكس جانباً ثقافياً يعيد الناس إلى التراث القديم. وتقول: "تسرق سلة أدوات العمل كل وقتي، أحملها في أي مكان أذهب إليه. أكسبني هذا العمل الهدوء وعلمني الصبر، وصرت أتعرف إلى مواد جديدة موجودة في الطبيعة، وأجري تجارب مختلفة، وأتبادل خبرات مع الناس وأتعلم منهم ما لا أعرفه". تتابع: "في هذه الأعمال عمق كبير، فهي لا يمكن تعلمها في جامعات، بل تعتمد على تجارب عملية. وجعلني التواصل مع الطبيعة والسلال أتعلق بالأرض، وصرت أعد أدوية طبية من الطبيعة، وصار بيني وبين الأرض تواصل لا ينقطع. أستخدم سبع مواد توجد في الطبيعة، هي أغصان الزيتون وورق الموز والعرانيس (الذرة) والقصب والنخيل وأشجار الصنوبر والحلقة، وأصنع منها جميعها سلالاً. وقد تعلمت كل شيء عن الأشجار التي تتضمن المواد التي أستخدمها في أعمالي من خلال القراءة والتجارب".
وتوضح أنها حصلت منذ خمسة أشهر على تمويل لمشروعها، ما ساعدها في إنشاء مشغل. وتقول إن "مشروع السلال لا يحتاج إلى رأس مال لتوفير خيطان ومستلزمات أخرى، وأنا أعلم أشخاصاً أساليب صنع السلال، بعدما وجدت اهتماماً كبيراً لدى أشخاص كثيرين بهذه الأعمال. وقد استطعت فعلياً تعليم عدد كبير من الأشخاص من خلال ورش العمل التي أنفذها، وأنشر هذه الموهبة بين الناس كي يعرفوا ما يمكن أن تعطينا إياه الأرض، وأطلقهم في طريق التمسك بثقافتهم وتعزيز علاقتهم بالطبيعة".
وتشرح أنها تبيع المنتجات التي تصنعها من خلال "إنستغرام"، وتشير إلى أن تفشي جائحة كورونا ساهم في نشر المبيعات على الإنترنت، و"هناك إقبال كبير على ما أنتجه، إذ أتلقى طلبات بسرعة على أي قطعة أعرضها، وأحدد أسعاري حالياً بالليرة اللبنانية. كما أبيع بعض القطع عبر المقايضة. وقد أخذت امرأة سلة وأعطتني دفتراً صنعته بنفسها من النبات. واعتبر أن تبادل الأغراض مهم أيضاً لجلب أفكار جديدة لي يمكن أن أنفذها في المستقبل".
وتصف مروة المال بأنه "الفخ في الحياة"، فظروف الحياة الصعبة تجعل الناس يقعون في فخها، لكن يمكن أن يعطي الإنسان فرصة لذاته، والوجود في الطبيعة شيء جميل جداً. وقد توصلت إلى نقطة مهمة في الحياة، أنه عندما نقتل خوفنا من الفشل ننجح، وهذا شعور جميل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق