القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن انحيازنا سيبقى دوما لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة ونعلم جيدا ان هنالك من لا يريدون ان يُسمع الصوت المسيحي المدافع عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ، يريدوننا ان نكون متقوقعين منعزلين عن شعبنا ويريدوننا ان نكون مكتوفي الايدي ومتفرجين امام ما يحدث في القدس من انتهاكات خطيرة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني الذي ننتمي اليه بكل جوارحنا .
لهؤلاء اقول بأننا فلسطينيون وهذه القضية هي قضيتنا كما هي قضية كل الشعب الفلسطيني. لسنا جالية او عابري سبيل او اقلية في هذه الديار فالمسيحيون الفلسطينيون هم ملح هذه الارض وخميرتها وفلسطين هي قضيتهم وهويتهم وانتماءهم ونحن عندما ندافع عن فلسطين وشعبها المظلوم ندافع عن انفسنا وعن قضيتنا فهذه قضية عادلة وهي قضية شعب يتوق الى العدالة والحرية وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية . نحن مسيحيون ونفتخر بانتماءنا للمسيحية المشرقية القويمة التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة كما اننا نفتخر بانتماءنا لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية واصالة وتاريخا وتراثا والقدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا . ان اولئك المرتمين في الاحضان الصهيونية والذين يصفون انفسهم بأنهم مسيحيون هم في الواقع ليسوا كذلك لان المسيحية تدعونا دوما ان نكون الى جانب المظلومين والمتألمين والمعذبين في هذه الارض وليس الى جانب الظالمين الممتهنين للكرامة الانسانية . ما اكثر المسيحيين المزيفين في عالمنا وما اكثر اولئك الذين يدعون المسيحية ولكنهم في الداخل متصهينون باعوا سيدهم بثلاثين من الفضة كما فعل يهوذا في وقت من الاوقات. ان يهوذا ما زال حاضرا معنا وان كان بأشكال مختلفة وفي كثير من الاحيان قد يلبس ثوب الدين والدين منه براء . اقول حتى وان كان البعض لا يعجبه هذا الكلام بأننا ننتمي الى كنيستنا وايماننا القويم وننتمي الى وطننا وشعبنا وسنبقى ندافع عن هذه القضية حتى الرمق الاخير من حياتنا وذلك بالوسائل السلمية اللاعنفية ، فنحن لسنا قوما نؤمن بالعنف والقتل ودفاعنا عن الحق والعدالة دائما يكون بالوسائل التي تنسجم مع قيمنا الايمانية وثوابتنا العقائدية. نرفض الحروب والعنف والقتل ونرفض مظاهر العنصرية والتمييز ايا كان شكلها وايا كان لونها ، فنحن دوما ننادي بالتسامح والاخوة الانسانية وننادي بأن يتحقق السلام المبني على العدالة ومن يتحدثون عن سلام يبقي المظالم والاحتلال التي يتعرض لها شعبنا ، فإن ما يريدونه ليس السلام بل الاستسلام وشعبنا لن يستسلم وكلمة الاستسلام ليست موجودة في قاموسنا . سنبقى مسيحيين فلسطينيين سواء شاء البعض هذا ام ابوا والابواق الصهيونية والمأجورة في امريكا وفي غيرها من الاماكن لن تؤثر على مبادئنا ورسالتنا والتي سنبقى دوما ننادي بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق