وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
إذا أردت أن تدمر شعبًا فاجعل منه مدمنًا للمخدرات. وتعد ظاهرة انتشار المخدرات في المجتمع من أكبر المشاكل التي تواجه البشرية، حيث تتزايد أعداد المدمنين بشكل مرتفع، فما عادت تستهدف فقط حياة الذكور بل شملت الإناث أيضًا.
وفي إطار "اليوم العالمي لمكافحة المخدرات"، أطلقت "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" وبالتعاون مع "الشبكة التنسيقية للمؤسسات والجمعيات الأهلية"، وممثلين عن اللجان الشعبية والمجتمع المحلي في مخيمات اللاجئين في لبنان، حملة توعوية تحت شعار: "بلاها.. بلا بلاها"، حول مخاطر الادمان لطلاب المدارس وبيئة المخيمات، التي تعتبر أكثر استهدافًا من غيرها، بسبب جملة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية، التي يعاني منها شبابها.
وكان لـ"وكالة القدس للأنباء" حصة في تغطية هذا الحدث الهام، حيث التقت بمنسقة الحملة نور الدبدوب وذلك للتعريف بالحملة، كما استمعت لعدد من ضحايا هذه الآفة الذين تحدثوا عن إصرارهم على التخلص من الإدمان وما أعقبه من مشاكل نفسية واجتماعية وعضوية واللجوء إلى مراكز مخصصة للعلاج.
الدبدوب: الإدمان حالة تسمم
لفتت الدبدوب إلى أن "الحملة مستمرة حتى 27 حزيران من الشهر الحالي، وهي هادفة وذات مخزى توعوي، حيث تقام الندوات التوعوية والإسكتشات التمثيلية في مدارس الأونروا، كما ستنصب حواجز المحبة لتوزيع الملصقات التوعوية عن مخاطر المخدرات عند المفارق ومداخل المخيمات الرئيسية".
وأوضحت دبدوب بأنه "وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية فإن الإدمان حالة تسمم متقطع أو مزمن، تحدث نتيجة استهلاك أو تناول متكرر لمخدر ما. وقد يدمن المتعاطي على أكثر من مادة تتسم بأنماط سلوكية مختلفة تشمل دائمًا الرغبة الملحة في تعاطيه هذه المادة المخدرة بصورة مستمرة للشعور بأثاره النفسية ولتجنب الآثار المهددة أو المؤلمة التي تنتج عن عدم توافره. وللحصول على اللذة التي أوهم بها تنتابه حالة من المعاناة والتعب ما يدفعه للبحث من جديد على الإشباع مرة أخرى".
وحول أبرز أسباب الإدمان وتعاطي المخدرات، قالت دبدوب لوكالتنا: "تتعدد الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، التي تؤدي بالمراهقين والشباب للجوء الوهمي إلى هذه الآفة، وأهمها عدم الوعي وعدم الإدراك للنتائج المدمرة للمرء والمجتمع".
وأشارت إلى أن "الإحصائيات والمعطيات الميدانية أثبتت بأن أكثر من 80% من متعاطي المخدرات هم من فئة الشباب المراهق الذين هم دون سن الـ 18 عاما، يتعرضون لضغوطات نفسية واجتماعية واقتصادية. وللحصول عليها بأسهل الطرق، قد يتحول البعض منهم إلى مروجين وعبيد في يد تجار المخدرات".
ودعت دبدوب في ختام حديثها لوكالة القدس للأنباء، الأهالي لمتابعة أولادهم منذ البداية حتى لا يقعوا فريسة بيد تجار السموم. ومن أجل مستقبل مشرق لأطفالنا بلاها.. وبلا بلاها".
الشاب وسيم: المخدرات سودت حياته
بدوره، الشاب (وسيم س) إبن مخيم برج البراجنة، وهو كان مدمناً سابقاً لمادة السلفيا المخدرة، وقد تعافى منها تماماً بفضل متابعة الأهل والأقارب له، حذر شباب المخيمات من خطورة تعاطي المخدرات، وذلك كله نابع من تجربته الطويلة والمريرة مع العلاج حتى تمكن الخروج من مستنقع المخدرات".
ولفت وسيم إلى أنه كان طالب مجتهد ومتفوق في صفه في مرحلة الثانوية العامة قبل أن تسود حياته بالمخدرات، حيث أصبح شخص مختلف عصبي الطباع يريد فعل أي شيء للحصول على مادة السلفيا المخدرة القاتلة، والتي تضرب عصب الدماغ وتؤدي إلى وفاة المدمن إذا لم يسرَع في العلاج".
أما الشاب (عامر م.) من مخيم شاتيلا، فدعا شباب المخيم لعدم الانجرار إلى الهاوية، فالمخدرات تدمر حياة من يقترب منها، ومن وقع في فخها، عليه الاسراع إلى أقرب مركز علاج من أجل التخلص منها قبل فوات الأوان".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق