انعقد اجتماع فلسطيني، ضمّ الأمناء العامين للفصائل الفلسطينيّة كافة، في بيروت، وذلك يوم الإثنين، وذلك بدعوة من حركة حماس، من أجل بحث آخر التطورات على الساحة الفلسطينيّة، وآليات التحرّك لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية على مختلف المستويات الميدانيّة والسياسيّة.
وخلال الاجتماع الذي حضره نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر "أبو وديع"، وقف المشاركون عند ما تتعرّض له مدينة القدس والمسجد الأقصى من انتهاكات متواصلة يقوم بها الاحتلال والمستوطنون بشكل دائم، ويستهدفون فرض التقسيم الزماني والمكاني، وتعزيز الاستيطان، وطرد أهلنا وشعبنا من المدينة وتهويدها؛ بما يتطلب بذل الجهد المضاعف لإفشال هذه المخططات، وتمتين أهلنا، والحفاظ على مقدساتنا، والتحشيد لهذه القضية على المستوى الرسمي والشعبي في المنطقة والعالم.كما استعرض اللقاء الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لحماية الكيان الصهيوني وتحقيق الأمن له وتمكينه من اختراق المنطقة على حساب حقوقنا الوطنية وشعوبنا العربية والإسلامية، وخلق النزاعات البينية بما يسهل له التمدد السياسي والأمني والاقتصادي، مؤكدين ضرورة استعادة القضية الفلسطينية لمحوريتها باعتبارها القضية المركزية للأمة وعنصر الإجماع فيها، وأكدوا رفضهم للتطبيع أو أيّ تحالفات تسمح للكيان الصهيوني بتهديد الدول العربية والإسلامية.
وبحث الاجتماع سبل تحقيق الوحدة الوطنية، وترتيب البيت الفلسطيني، والانطلاق من أجل تحقيق المشروع الوطني القائم على إنهاء الاحتلال، وتحقيق العودة، وإطلاق المعتقلين، وجرى تأكيد خيار المقاومة، وتوفير الإسناد السياسي والإعلامي والقانوني والشعبي لها باعتبارها خيارًا استراتيجيًا لشعبنا.
ووقف الحضور عند التحديات التي تواجه أهلنا في الضفة والقطاع والقدس من حصار واستيطان ومشاريع صهيونية تستفرد بكل قسم من شعبنا بشكل منفرد، مؤكدين ضرورة تكاتف كل الساحات في الفعل الوطني بما في ذلك دعم صمود أهلنا في الداخل المحتل عام 1948 الذين يعبرون دومًا بأصالة واقتدار عن انتمائهم الوطني، ومشاركتهم في مواجهة مشاريع الاحتلال وسياساته العنصرية والقمعية لشعبنا.
واستعرض اللقاء أوضاع اللاجئين في الشتات، وخاصة في لبنان، وسبل تأمين حقوقهم الإنسانية، بل ومشاركة الشتات في القرار الوطني الفلسطيني، ورفض كل مشاريع ومحاولات التوطين أو التهجير للاجئين من بيوتهم ومخيماتهم، محذرين من المخاطر المحدقة بهذه القضية المركزية.
وأشار الحضور إلى المحاولات التدريجية لإنهاء دور وكالة "الأونروا"، بما يمهّد لشطب قضية اللاجئين، وأكدوا ضرورة التحرك السياسي والشعبي والإعلامي والقانوني والدبلوماسي لمواجهة هذه القضية وطنيا وفي كل المحافل، ولدى دولنا العربية والإسلامية، بل ولدى أحرار العالم جميعًا.
وفي ختام الاجتماع، جرى الاتفاق على تكثيف اللقاءات الوطنية في هذه المرحلة لبحث آليات العمل المشترك والصيغ المناسبة للتعامل مع الوقائع المتسارعة ميدانيًا وسياسيًا، والمخاطر المحدقة بالقضية الوطنية، وضرورة التحرك العاجل لمجابهته، وتضامنهم مع لبنان أمام الاعتداء الصهيوني على غاز ونفط لبنان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق