العربي الجديد- انتصار الدنان
05-06-2022
في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان والارتفاع الجنوني المستمر في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية التي انهارت قيمتها في شكل كبير، تزداد حالات الفقر والحاجة في مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين في بيروت الذي يتخبط سكانه في الأصل في مشاكل انتشار البطالة. وأكثر ما يؤرق هؤلاء السكان وسط الصعوبات الكبيرة التي لا يستطيعون لجم تأثيراتها السلبية الكبيرة على حياتهم، ارتفاع أسعار السلع الأساسية والضرورية التي لا يستطيع أي شخص الاستغناء عنها مثل الخبز وحليب الأطفال، والخضار، واللحوم، والأجبان.
يتحدث كمال فياض الذي يقيم في مخيم مار الياس لـ"العربي الجديد" عن أن "الوضع الاقتصادي لسكان مخيم مار الياس يختلف نوعاً ما عن بقية المخيمات الفلسطينية، لأن غالبية عائلاته التي يتراوح عددها بين 250 و300 تعيش تحت خط الفقر وبمداخيل مادية شبه معدومة، ولا تحصل على مساعدات لأنها لا تنتمي إلى أي فصيل فلسطيني، كما لا يعمل قسم كبير من شبانها بسبب البطالة. وهكذا تحرم عائلات كثيرة حتى من شراء ربطة خبز، بعدما قلصت فعلاً من تناوله من أجل منحه للأطفال، علماً أن عائلات تحتاج إلى شراء ربطتين أو ثلاث يومياً باتت لا تستطيع ذلك، وتكتفي حالياً بشراء ربطة واحدة".
يضيف: "بعض العائلات في حال مادية أفضل لأن أفراداً فيها يعملون أو لديها قريب مسافر أو فرد ينتمي إلى فصيل معين، ويتقاضى راتبه بالدولار، ما يجعلها تسيّر أمورها في شكل جيد نسبياً. لكن لا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أن طبيعة مخيم مار الياس تختلف عن مخيمات أخرى، لأنها لا تضم التنظيمات أو العناصر التي تنتمي إليها من أجل تلقي رواتب والإفادة من مخصصات محددة".
سأتوقف عن البيع
من جهته، يعلّق بائع الخضار المقيم في مخيم مار الياس، عمار، لـ"العربي الجديد": "نشهد يومياً ارتفاعاً كبيراً في أسعار الخضار، ونحن بالفعل لم نعد ندري ماذا سنفعل، وصرنا نخجل من الناس بسبب ارتفاع الأسعار الذي يرهقنا على غرار الجميع. نحاول بقدر ما نستطيع تقليل أرباحنا، لكننا لم نعد نبيع مثل السابق، ما يعني أن أرباحنا تقلصت وتمنحنا بالكاد القدرة على تأمين مصاريف بيوتنا. ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أن عمليات نقل البضاعة إلى المخيم باتت ضمن الحسابات، فمع كل ارتفاع لسعر الوقود ترتفع أسعار النقل، ما يحتم دفعنا مبالغ إضافية. وبالنسبة لي إذا استمر الوضع كما هو اليوم سأتوقف عن بيع الخضار، وأحاول البحث عن عمل آخر حتى لو في مجال التنظيفات".
من جهتها، تقول أم إبراهيم، وهي أم لخمسة أولاد تعمل في تنظيف البيوت كي تساعد زوجها في مصاريف البيت، وتقيم في مخيم مار الياس، لـ"العربي الجديد": "أخرج من منزلي مبكراً للعمل في تنظيف البيوت التي ليست مهنتي بعدما عملت سابقاً في معمل خياطة استغنى أصحابه عني إلى جانب آخرين مع تأزم الوضع الاقتصادي، علماً أنني أدرجت في قائمة المطرودين لأنني فلسطينية أيضاً. كذلك، بات زوجي عاطلاً من العمل بعد تراجع أعمال ورش البناء، وصرت مضطرة إلى تأمين مصاريف أولادي الذين يحتاجون إلى أمور عدة، ولا أستطيع في أي حال أن أحرمهم من الاحتياجات الضرورية خاصة أنهم في المدرسة". تتابع: "اخترت أن أعمل في البيوت حيث أنفذ مهمات متعبة جداً، لكن ليس في شكل يومي، من أجل تسديد بعض الاحتياجات الأساسية للبيت، مع اعتماد ترشيد للاستهلاك والمصاريف شمل الاستغناء عن اشتراك مولد الكهرباء، وتقليل شراء بعض السلع باستثناء ما أحتاجه مثل البطاطا التي صرت أشتريها بالكيلوغرام واحد فقط، والبندورة والخيار والبصل بالحبات".
ليس أكثر من 30 كعكة
أما بائع الكعك أبو أحمد، فيقول لـ"العربي الجديد": "بالطبع لم تعد نسبة المبيعات كما في السابق. بالتأكيد كنا نبيع أكثر وبأسعار أقل وكان الوضع أفضل بكثير من اليوم، علماً أن الأولاد لا يزالون يقصدونني لشراء الكعك كي يأخذوه معهم إلى المدرسة، لكن الكميات تقلصت، صار الأخوان الاثنان يتقاسمان كعكة واحدة بعكس السابق حين كان كل واحد يشتري كعكة واحدة". يتابع: "في السابق كنت أبيع أكثر من مائة كعكة في اليوم الواحد، أما حالياً فلا تتجاوز مبيعاتي ثلاثين كعكة. ويكون حظي جميلاً إذا بعت أكثر، لذا لم أعد أجلب أكثر من 50 كعكة".
يتحدث كمال فياض الذي يقيم في مخيم مار الياس لـ"العربي الجديد" عن أن "الوضع الاقتصادي لسكان مخيم مار الياس يختلف نوعاً ما عن بقية المخيمات الفلسطينية، لأن غالبية عائلاته التي يتراوح عددها بين 250 و300 تعيش تحت خط الفقر وبمداخيل مادية شبه معدومة، ولا تحصل على مساعدات لأنها لا تنتمي إلى أي فصيل فلسطيني، كما لا يعمل قسم كبير من شبانها بسبب البطالة. وهكذا تحرم عائلات كثيرة حتى من شراء ربطة خبز، بعدما قلصت فعلاً من تناوله من أجل منحه للأطفال، علماً أن عائلات تحتاج إلى شراء ربطتين أو ثلاث يومياً باتت لا تستطيع ذلك، وتكتفي حالياً بشراء ربطة واحدة".
يضيف: "بعض العائلات في حال مادية أفضل لأن أفراداً فيها يعملون أو لديها قريب مسافر أو فرد ينتمي إلى فصيل معين، ويتقاضى راتبه بالدولار، ما يجعلها تسيّر أمورها في شكل جيد نسبياً. لكن لا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أن طبيعة مخيم مار الياس تختلف عن مخيمات أخرى، لأنها لا تضم التنظيمات أو العناصر التي تنتمي إليها من أجل تلقي رواتب والإفادة من مخصصات محددة".
سأتوقف عن البيع
من جهته، يعلّق بائع الخضار المقيم في مخيم مار الياس، عمار، لـ"العربي الجديد": "نشهد يومياً ارتفاعاً كبيراً في أسعار الخضار، ونحن بالفعل لم نعد ندري ماذا سنفعل، وصرنا نخجل من الناس بسبب ارتفاع الأسعار الذي يرهقنا على غرار الجميع. نحاول بقدر ما نستطيع تقليل أرباحنا، لكننا لم نعد نبيع مثل السابق، ما يعني أن أرباحنا تقلصت وتمنحنا بالكاد القدرة على تأمين مصاريف بيوتنا. ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى أن عمليات نقل البضاعة إلى المخيم باتت ضمن الحسابات، فمع كل ارتفاع لسعر الوقود ترتفع أسعار النقل، ما يحتم دفعنا مبالغ إضافية. وبالنسبة لي إذا استمر الوضع كما هو اليوم سأتوقف عن بيع الخضار، وأحاول البحث عن عمل آخر حتى لو في مجال التنظيفات".
من جهتها، تقول أم إبراهيم، وهي أم لخمسة أولاد تعمل في تنظيف البيوت كي تساعد زوجها في مصاريف البيت، وتقيم في مخيم مار الياس، لـ"العربي الجديد": "أخرج من منزلي مبكراً للعمل في تنظيف البيوت التي ليست مهنتي بعدما عملت سابقاً في معمل خياطة استغنى أصحابه عني إلى جانب آخرين مع تأزم الوضع الاقتصادي، علماً أنني أدرجت في قائمة المطرودين لأنني فلسطينية أيضاً. كذلك، بات زوجي عاطلاً من العمل بعد تراجع أعمال ورش البناء، وصرت مضطرة إلى تأمين مصاريف أولادي الذين يحتاجون إلى أمور عدة، ولا أستطيع في أي حال أن أحرمهم من الاحتياجات الضرورية خاصة أنهم في المدرسة". تتابع: "اخترت أن أعمل في البيوت حيث أنفذ مهمات متعبة جداً، لكن ليس في شكل يومي، من أجل تسديد بعض الاحتياجات الأساسية للبيت، مع اعتماد ترشيد للاستهلاك والمصاريف شمل الاستغناء عن اشتراك مولد الكهرباء، وتقليل شراء بعض السلع باستثناء ما أحتاجه مثل البطاطا التي صرت أشتريها بالكيلوغرام واحد فقط، والبندورة والخيار والبصل بالحبات".
ليس أكثر من 30 كعكة
أما بائع الكعك أبو أحمد، فيقول لـ"العربي الجديد": "بالطبع لم تعد نسبة المبيعات كما في السابق. بالتأكيد كنا نبيع أكثر وبأسعار أقل وكان الوضع أفضل بكثير من اليوم، علماً أن الأولاد لا يزالون يقصدونني لشراء الكعك كي يأخذوه معهم إلى المدرسة، لكن الكميات تقلصت، صار الأخوان الاثنان يتقاسمان كعكة واحدة بعكس السابق حين كان كل واحد يشتري كعكة واحدة". يتابع: "في السابق كنت أبيع أكثر من مائة كعكة في اليوم الواحد، أما حالياً فلا تتجاوز مبيعاتي ثلاثين كعكة. ويكون حظي جميلاً إذا بعت أكثر، لذا لم أعد أجلب أكثر من 50 كعكة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق