عبد معروف
لعب اليسار الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة دورا رياديا في الدفاع عن القضية والشعب وشكل رافدا أساسيا من روافد الثورة؛ التي قاتلت الاحتلال ودافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني والمخيمات امام القوى والنظم الطائفية والرجعية .
كما كان لليسار الفلسطيني مكانة بارزة في تعميم الفكر الثوري وانتشار الوعي الوطني في صفوف الشعب .وتمكن اليسار في سنواته الاولى الوقوف في مواجهة مشاريع التصفية ومخططات الاستسلام التي استهدفت القضية الوطنية الفلسطينية.. وكان لليسار الفلسطيني مكانة خاصة في إطار حركة اليسار والتقدم والحرية في العالم .
لكن اليسار الفلسطيني في تلك المراحل الزمنية كان يسارا هلامية و لم يكن يسارا جذريا متمكنا من وعيه الثوري وصلابة بنيته وان كان الوعي تغلغل نسبيا في صفوف القيادات والنخب إلا أنه لم يتحول إلى حالة شعبية ولم يتمكن من قيادة المرحلة الثورية لنضال الشعب الفلسطيني ولم يكن فيها صاحب القرار الطليعي في المواجهات والتحديات والحوارات وفشلت قوى اليسار الفلسطيني من أن تكون طليعة النضال الوطني وفشلت في تحقيق وحدتها ووحدة برامج عملها ما أدى إلى تشتتها و انكفائها وتراجعا وترهلها وضعف دورها ..
وأمام وضعها هذا انخرط بعض منها في مشاريع التسوية وإقامة علاقات وطيدة مع مع أنظمة وأحزاب وقوى مستبده ورجعية وقمعية وفاسدة.
وهذا ما أدى بدوره إلى غرق بعض ما تبقى من قيادات اليسار بالامتيازات الشخصية وافل نجم اليسار وضل طريقه بين العجز والانحراف.
سيارة فخمة لأحد قادة الفصائل اليسارية الفلسطينية أو ما يطلق عليها يسارية توقفت قليلا قرب مدخل مخيم مار الياس في بيروت .. سأل أحد الجالسين على مقاعد بائسة بجانب بسطة خضار ..وهو إلى جانب طفل حافي القدمين ..أليست هذه سيارة المسؤول فلان ..؟ اجابه أحدهم وهو يضحك بسخرية.. طبعا هذه سيارته الم تراه يجلس في المقعد الأمامي...
ولكن كل هذا العز الوطني ومازال يتحدث ويرفع شعارات اليسار المدافعة عن الفقراء ...ابتسم بعض الجالسين وضحك بعض آخر باعلى صوته بعد أن رسمت على وجوههم جميعا تجاعيد زمن من المعاناة والعذابات ..هذا ما تبقى ...ورحم الله الشهداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق