وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
أعلنت "أكاديمية دراسات اللاجئين" خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء في العاصمة اللبنانية بيروت، عن إطلاق مشروعها الجديد؛ موسوعة القرى الفلسطينية الحالية والمهجرة والمدمرة، وذلك برعاية نقابة الصحافة اللبنانية.
حضر حفل الإطلاق حشد من الشخصيات السياسية والنقابية والإعلامية، كما تخلل كلمات عدة لكل من نقابة الصحافة اللبنانية ممثلةً بالأستاذ فؤاد الحركي، وعن "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، الاستاذ منير شفيق، وكلمة مدير عام "أكاديمية دراسات اللاجئين"، د. محمد عمرو، إضافة إلى كلمة لمدير المشروع أ. رشا السهلي.
كما تضمن اللقاء "فيديو تعريفي" بالموسوعة وأهم النقاط التي تعنى بها، إضافة إلى المنهج العلمي المتبع في العمل والتوثيق.
كركي: إحياء الذاكرة
"وكالة القدس للأنباء" واكبت الإطلاقة للمشروع وحاورت القيمين عليه، فأكدت العضو في إدارة موسوعة القرى الفلسطينية، إبنة مدينة الخليل والمقيمة في الأردن، فادية الكركي، أن "مشروع موسوعة القرى الفلسطينية هو أحد مبادرات أكاديمية دراسات اللاجئين والقائمين عليها من خريجيها، يتبنّى منهجاً علمياً في جمع المعلومات وتوثيقها، ويسعى من أجل أن يصبح مرجعاً للباحثين والمهتمين في إحياء الذاكرة الفلسطينية، ودحض الرواية الصهيونية في أحقيتهم بالأرض".
وأشارت إلى أن "الفكرة بدأت منذ سنة ونصف تقريبًا، وهناك الكثير من القرى لم يكتب أو يتم البحث عنها، ومراجع قليلة لجمع المعلومات عنها، حيث يوجد مرجع كي لا ننسى لوليد الخالدي وهو خاص فقط بالقرى التي هجرت، ويوجد أيضًا بلادنا فلسطين للدباغ، وهذا ليس كافٍ".
وأضافت: "أردنا أن نجمع ما بين القرى التي هجرت وتلك التي دمرت نهائيًا، والقرى التي ما زالت باقية حتى اليوم، وذلك ضمن مخطط بحثي معين يتناول جميع الجوانب في القرية، من حيث الجغرافيا والمساحة والموقع السكان، المهن والعادات والتقاليد والمناسبات والأفراح والأتراح، وعمل المرأة والشخصيات البارزة المقاومة وكيف قاوموا العصابات الصهيونية في قراهم وما هي المجازر التي ارتكبت في أراضيهم كذلك، وأبرز أسماء الشهداء الذين سقطوا بالإضافة إلى أبرز المعالم التي لا تزال حتى اليوم".
صاحبة الفكرة رشا السهلي
ولفتت كركي إلى أن "التنسيق تم بيننا، صاحبة فكرة المشروع الأستاذة رشا السهلي ومعنا بلسم الصايغ من لبنان وأنا من الأردن، نحن الثلاثة كزميلات ضمن أكاديمية رسالة اللاجئين والدكتور محمد عمرو كمديرها تبنى الفكرة وبدأ العمل على تنفيذها، من خلال الاجتماعات وحث الطلاب على كتابة البحث عن القرى الفلسطينية، وفي تلك الفترة تم إنشاء موقع بحثي خاص بالقرى الفلسطينية".
وقالت كركي في ختام حديثها لوكالتنا، بأنه "ما لاحظناه أثناء عملنا في المشروع هو أنه هناك قرى كثيرة مغبونة لا يتم الحديث عنها بالرغم من أنها لم تدمر ولا تزال قائمة حتى اليوم، وهذا يحتم علينا المزيد من الجهود والبحث من أجل إثبات الحق الفلسطيني بأرضه وتفنيد الرواية الصهيونية الكاذبة".
عمرو: القرية بداية الحكاية
بدوره، أشار مدير عام "أكاديمية دراسات اللاجئين"، د. محمد ياسر عمرو، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "موسوعة القرى الفلسطينية هي فكرة شبابية بحت، قام عليها مجموعة من الشباب المهتمين والمختصين، لديهم رسالة واحدة أن القرية بداية الحكاية، والقرية ستكون نهاية الحكاية بإذن الله، حيث بدأ التهجير من القرية وسوف تكون العودة حتمية بإذن الله تعالى إلى القرية الفلسطينية".
وأضاف: "قمنا بتوثيق القرى الفلسطينية ونعمل على مزيد من التوثيق حتى نربط جيل الشباب بأرضه ووطنه وقضيته".
وأوضح بأن "أي إحتكاك مع العدو الصهيوني هو خطوة نحو القرب من موعد العودة والتحرير، وما يفعله الشباب بمثابة مقاومة فكرية تاريخية توثيقية، فهي تعتبر مقاومة عظيمة، لأن البحث الفلسطيني عم ينشر الرواية الفلسطينية الحقيقية برؤية الفلسطينيين والمحبين لفلسطين والمهنيين والموضوعيين، حيث يكتب التاريخ بطريقة صحيحة".
ولفت عمرو في ختام حديثه لوكالتنا إلى أن "الموسوعة الصحيحة بحاجة إلى دعم كثير من الباحثين والمهتمين من كل الأماكن، فنحن معنيون بأن الباحث المهتم يستفيد من الموسوعة ذات الجهد التوثيقي العالي، وأن يعمل أيضًا على دعمها ومساعدتها بإشرافه على بعض الأبحاث أو الدراسات أو تحريرها".
بهائي: خطوة مهمة في زمن التطبيع
من ناحيتها، أثنت مديرة "مركز قبة الصخرة للإعلام"، وفاء بهاني، على الجهود المبذولة لإطلاق مشروع موسوعة القرى الفلسطينية في بيروت عاصمة المقاومة لما تحمله من إرث مقاوم"، معتبرة بأن توثيق القرى الفلسطينية من كل الجوانب عمل مهم جدًا لتثبيت الحق الفلسطيني في أرضه، في زمن التطبيع مع كيان الاحتلال الذي يحاول طمس الهوية الفلسطينية وتثبيت روايته الكاذبة".
ودعت بهاني في ختام حديثها لوكالتنا كل الجهات المعنية بالمقاومة وحفظ التراث الفلسطيني، إلى "ضرورة العمل على دعم موقع الموسوعة والحفاظ على استمراريته، لأنه ينشر الوعي بين شباب الجيل الجديد ويربطهم بقراهم ومنهم في فلسطين الحبيبة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق