لاجئ نت
وما زالت المخيمات الفلسطينية في لبنان متمسكة بالعادات القديمة بدق الزعتر بواسطة المطرقة الخشبية مع السماق، وحين يبدأ موسم الزعتر تتوجه النساء إلى الجبال لقطافه. يجهزن العدة، ويحملن الزاد، ويخرجن باكراً في ساعات الصباح الأولى، قاصدات أماكنه. وبذلك، يحصلن على ما يمكنهن من تموينه لفصل الشتاء أو بيعه، كما يمضين أوقاتاً ممتعة في أحضان الطبيعة.
"أم قاسم" لاجئة فلسطينية من مخيم برج الشمالي قالت لـشبكة لاجئ نت الإخبارية "في مثل هذه الأيام نتوجه الى الجبال لقطاف الزعتر انا ومجموعة من نساء صديقاتي، نجهز أنفسنا باكراً حاملين زواداتنا ومطرة الماء قاصدين المناطق الجبلية المحيطة".
"أم قاسم" من قرية الناعمة قضاء صفد بفلسطين المحتلة تقول: "كانت امي تصطحبني معها لقطاف الزعتر، فهذه العادة ورثتها منذ الصغر، كنت أمضي أوقاتاً ممتعة وانا اجمع الزعتر مع والدتي والتي بدورها تقوم بتنقيته من القش والأعشاب مع مجموعة من نساء الحي ومن بعدها نجففه تحت أشعة الشمس ليصبح يابساً وندقه بواسطة المطرقة الخشبية مع السماق والملح.
تضيف "أم قاسم": "الزعتر طعام الفقراء ويمتاز بفوائده الصحية على العكس الذي يباع في المحال التجارية وزاد الطلب عليه هذه الأيام نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعانيها المخيمات الفلسطينية في لبنان.
واقع دفع الكثيرين الى العمل بالمونة خاصة في ظل الضائقة المعيشية للفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية وفقدان الكثيرين لأعمالهم وباتت الجبال والحقول ملجأ للكثير منهم وباتت تشكل مصدر دخل للعديد من الأسر.
أما "أم محمد" وهي لاجئة فلسطينية من قرية صفورية وتعيش في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، تقول انها اعتادت تحضير المونة منذ صغرها حيث كانت والدتها تحضره بشكل دائم خاصة الملوخية التي يشتهر بها أهالي القرية فهي من أهم المأكولات الفلسطينية ويستحيل ألا تجد لها مكاناً على موائد أهل صفورية".
وتقول "أم محمد" أنها تشتري كميات كبيرة من الملوخية وتقوم بنزع الأوراق عن العيدان ومن بعدها نقوم بتجفيفها لتصبح يابسة أو وضعها في الثلاجة.
وتتابع: "اليوم تباع الملوخية مقطوفة وجاهزة، ولكني أفضلها مع عيدانها، فجلسات تقطيف الملوخية مع الجارات لها حميمية خاصة، لا أريد أن أحرم نفسي منها خاصة عندما أرى متعة بناتي وهن يقطفن الملوخية ولا اتخيل ان يمضي علينا شهر دون طبخها أكثر من مرة، ونقوم بطبخها بطريقتين، إما ناعمة وإما ورق وهي ما أفضله بجانبه طبق من الأرز".
أما "الحاجة أم إبراهيم" من مخيم الجليل في بعلبك فتقول "من يريد تحضير المونة يبدأ هذه الأيام، لافتة إلى أن أهميتها أنها تبقى من عام إلى آخر، وتقوم بفرط أوراق النعناع المقطوفة لتجف وتخزينها لمونة الشتاء بالإضافة الى ذلك تجمع أوراق العنب لكبسه في عبوات البلاستيكية او الزجاجية. وتعدد أم إبراهيم أنواع المونة وتقول لا نستطيع العيش من دونها كونها صحية ومغذية وطبيعية مائة في المائة، وتوفر علينا الكثير من المصاريف في هذه الأوضاع الصعبة، فنقوم بتحضير الكشك والمكدوس، بالإضافة إلى المعقود (المربيات على أنواعها) وربّ البندورة والحرّ إذ يقومون بطحن الفلفل الحار الأحمر، ثم يشمّسونه لأيام عدة، قبل خلطه بالزيت وحفظه في مرطبان ما يجعله صالحاً للاستهلاك طوال فصل الشتاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق