حمزة البشتاوي
كانت قيادة حركة الجهاد الإسلامي في
فلسطين والقيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية يقودان سيارتهما بسرعة فائقة جنباً
إلى جنب ويقتربان من نقطة في الطريق تكفي لعبور سيارة واحدة ، ولمنع حدوث اصطدام
بينهم كان يجب على أحدهما التنحي جانباً، ومن يتنحى جانباً هو الخاسر ولذلك اختارت
قيادة حركة الجهاد الإسلامي في اللحظة الحاسمة الصدام بدلاً من التنحي جانباً،
بعدما نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات الاغتيال لقيادات عسكرية من حركة الجهاد في
غزة، وقد تمكنت سيارة حركة الجهاد من إلحاق الضرر بشكل عميق واستراتيجي بالسيارة
الإسرائيلية التي تعاني داخلياً وبعيداً عن الدعاية الخارجية من مشاكل متعددة
الأوجه بالقيادة والمحركات بشكل تراكمي ووفقاً لدراسات إسرائيلية فإن من 40% فقط
من الجبهة الداخلية محمي والباقي أصبح مكشوفاً، وهذا الأمر كشفته أكثر معركة وحدة
الساحات وقدرات حركة الجهاد الإسلامي التي راكمت خبرات وقدرات استراتيجية ارتفعت
منذ سنوات.
وهذا ما لا يعرفه تماماً الجيش
والأجهزة الأمنية الإسرائيلية الذين قادهم تقديرهم الخاطئ إلى الفشل في الحرب التي
كانت تريد الحكومة الإسرائيلية من ورائها أن تسفك دماء الفلسطينيين وتستخدمها في
الدعاية الانتخابية وهذا ما رأيناه في غزة وخاصة في جباليا ورفح حيث كان يريد
يائير لابيد وبني غانتس الحصول مقابل هذه الأعمال على أصوات الناخبين الإسرائيليين
ولكن أصوات إسرائيلية من المقاعد الخلفية اعتبرت إن عمليات الاغتيال والقصف لن
تجلب الأمن للمستوطنين وإن يائير لابيد الذي حاول أن يقدم نفسه كرجل أمن قادر على
إحداث موطئ قدم بقطاع غزة قد أصيب بالخيبة بسبب صرخات الإسرائيليين في الملاجئ
والتي دفعته للذهاب نحو وقف فوري لإطلاق النار دون أن يستطيع فرض أي قيد أو شرط
على حركة الجهاد الإسلامي التي تزداد إصراراً على التمسك بخيار المقاومة والرد على
الاعتداءات بأشكال مختلفة ومنها ما أصبح يعرف بالعمليات الفردية التي تربك الجيش
والأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي زرعت في رأس المستوى السياسي نصراً وهمياً
لتسويقه داخلياً وخارجياً وهذا ما يصطدم دائماً وبشكل أقوى من اصطدام السيارتين
بعزيمة شعب ومقاومة تزرع الأمل لتنتصر فلسطين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق