وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين
يد بيد من أجل تحسين صورة المخيم، وترتيب أزقته وجدرانه، أطلقت مجموعة من شباب مخيم البداوي شمال لبنان مبادرة "الرسم على الجدران" تحضيراً لاستقبال العام الدراسي الجديد ولتشجيع الطلاب على الذهاب إلى المدرسة، لكن المفارقة أن هذه المبادرة انطلقت من مخيم البداوي ونفذت في مخيم برج البراجنة.
اللمسات الفنية هذه هي احتفاء بالعودة إلى مقاعد الدراسة، ونقلة نوعية تحفز على الإبداع وإعادة الحياة الى طرقات المخيم بطريقة تدخل لها البهجة ونشر الألوان والتغيير بالمظهر العام للمخيم .
ولتسليط الضوء على هذه المبادرة، تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع اللاجىء الفلسطيني الشاب عامر مقدادي، أحد المتطوعين بالمبادرة، وبسؤاله عن فحوى هذه المبادرة، وحيثية اختيار مخيم برج البراجنة، قال: "نحن سبعة أشخاص أردنا أن نترك بصمة إيجابية داخل المخيم، وبما أننا على أبواب المدارس قررنا أن نقوم برسم لوحات فنية على الطرقات التي تؤدي إلى المدارس من بداية المخيم إلى نهايته".
وأضاف: "اخترنا مخيم البرج لننفذ به مبادرتنا بسبب ضيق الطرقات بداخله والأسلاك الكهربائية المتدلية، فوق رؤوس الأهالي، التي من الممكن أن تؤثر على حياة الأطفال، فقررنا أن نرسم ونجمّل جزءاً من المخيم ليكون مساراً آمناً للأطفال.. تواصلنا مع مؤسسة الكويكرز كي تدعمنا بالمعدات المطلوبة لإتمام عملنا ورحبوا بالفكرة".
وأشار مقدادي خلال حديثه لوكالتنا، "كنا خائفين من أن يتعرض لنا أحد من الشبان كي يمنعنا من استكمال عملنا، بما أننا لسنا من أبناء المخيم، لكن على العكس كان هناك ترحيب كبير من الأهالي وتشجيع على مواصلة عملنا كي نغطي كامل المخيم ليس فقط الطرقات المؤدية إلى المدارس".
وقال: "كنت والفريق الذي معي خائفين من موضوع الأسلاك الكهربائية المتدلية فوق رؤوس المارة من أن يصاب أحدنا بسوء، فنحن غير معتادين على ذلك، لكن كنا حذرين، وأنهينا مهمتنا بسلام".
وختم مقدادي حديثه مع وكالتنا بالتعبير عن طموحه المستقبلي بالقول: "نطمح في يوم من الأيام أن تنفذ هذه المبادرة في مخيمات أخرى كشاتيلا ومارالياس وغيرها، لما لها دور فعال وتحفيز للأطفال للوصول إلى المدرسة بطريقة إيجابية وهادفة".
يقدم الشباب الفلسطيني على استخدام جميع الطرق، وأقدم الوسائل المتاحة أمامه لرسم مستقبل أفضل، بألوانه ونقوشه وتعبيراته، بوصفها الطريقة المتاحة والأمثل لإيصال أصواتهم إلى أبعد مدى، ومحاولة فتح أفق الأمل وأبواب مضيئة واسعة أمام جيل واعد يخطط لمستقبل مشرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق