وكالة القدس للأنباء – محمد حسن
لطالما تمنى الأطفال في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، بأن يكون يوماً ما حديقة عامة في المخيم، بدلاً من السير على الأقدام لفترات طويلة من أجل الوصول إلى الحديقة العامة في صور أو دفع تكاليف مواصلات باهظة لا تستطيع العائلات تحملها.. وبعد مناشدات الأهالي والأطفال قُدم مشروع افتتاح حديقة للأطفال، وجاء الرد بالموافقة من قِبَل الأونروا وشركائها، وكُلفت بإدارتها "جمعية الجليل التنموية".
"وكالة القدس للأنباء" زارت حديقة "عين العسل" في مخيم الرشيدية، ولامست الفرحة التي كانت تعلو وجوه الأطفال وتملأ قلوبهم وكأنهم طيور وفراشات ملونة في أحضان الطبيعة بعيداً عن المشاكل والأزمات التي يمر بها المخيم وإطلاق النار العبثي الذي يروّع الآمنين بدون رادع، أما الأهل فكانت البسمة مرسومة على شفاههم، وكأنهم يعوضون الحرمان الذي لازمهم طوال سنين طفولتهم وحياتهم.
عضو الهيئة الإدارية لجمعية الجليل في مخيم الرشيدية، الاستاذ حسين شراري، تحدث لـ"وكالة القدس للأنباء"، عن ظروف العمل التي رافقت إنشاء الحديقة، قال: إنه "جرى افتتاح الحديقة في شهر آذار الماضي بدعم من جمعية "KFW" الألمانية، وبالتعاون مع وكالة الأونروا ولجنة تحسين المخيم، وبإدارة جمعية الجليل"، موضحاً أنه "جرى إعمار الحديقة منذ عامين، إلا أنه بسبب كورونا والتأخير في التقديم لاستلامها والمسؤولية التي تقع على عاتق المشرف عليها، كلها أسباب حالت دون افتتاحها في ذلك الوقت".
وأضاف الشراري أن "حديقة عين العسل متنقس جديد للأطفال والشباب والنساء، وهي ثروة حقيقية للمخيم، تضم بداخلها قاعتين واحدة للأنشطة والثانية عبارة عن مسرح، حيث تقوم جمعية الجليل بأنشطة ثقافية وفنية واجتماعية ووطنية، وتتواصل مع الجمعيات والمؤسسات الأخرى سواء داخل المخيم أو خارجه، بغية إقامة علاقات وتعاون مشترك بكافة المجالات".
وعن الإقبال على الحديقة، قال الشراري: "هناك إقبال من أطفال المخيم وأهاليهم وبعض العائلات التي تأتي لزيارة ذويهم، كما أن هناك زيارات لعدد من المؤسسات والجمعيات التي تعطي بعض المحاضرات والدورات التوعوية".
ولفت إلى أنه "نظراً لإعمار الحديقة منذ سنتين وعدم تشغيلها، فقد تعرضت بعض الأدوات فيها للتعطيل، وهي الآن بحاجة إلى صيانه، لكن التكلفة مرتفعة قليلاً"، متابعاً: "سنسعى نحن بجمعية الجليل إلى تحديث الحديقة وتطويرها لتصبح مثل الحديقة العامة في صور".
وأشار الشراري إلى أن "جمعية الجليل أوكلت 5 موظفين يعملون لديها لإدارة الحديقة، كما تواصلت مع متطوعين للعمل، لأن الحديقة كبيرة وبحاجة لعدد من المشرفين"، معتبراً أن "الحديقة رسمت البسمة على وجوه الأطفال، وهي خدمة كبيرة للأهالي من حيث تسلية أطفالهم في أوقات الفراغ، ضمن بيئة نظيفة ومناسبة وتحت أنظار المشرفين".
وقال: "نسعى الآن لوجود مكتبة للأطفال والشباب، وتأمين مكان آمن للطلاب من أجل الدراسة، ما يساهم في ارتفاع منسوب الثقافة لدى الجيل الحالي"، مؤكداً أن "الحديقة مفتوحة للجميع، ولمن يريد أن يساعد أيضاً في تحديثها نرحب به وبالمشاريع التي من شأنها أن تطور الحديقة".
وختم: "نسعى إلى إيصال فكرة مشروع الحديقة إلى المخيمات الأخرى لحثهم للمطالبة بفتح حديقة بمخيماتهم، لتكون مساحة آمنة للأطفال، وبناء جيل واعٍ ومثقف، بعيداً عن الآفات المضرة والأجواء السلبية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق