وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
تسود حالة من الغضب الشديد الشارع الفلسطيني في مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، بعد الاشتباكات الأخيرة التي حصلت في حي الزيب، على الشارع التحتاني، إذ لم يستوعب أهالي المنطقة، حجم الأضرار والخسائر الكبيرة والفادحة بممتلكاتهم، سواء بالمنازل أو المحال التجارية، أو السيارات، بخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المخيمات، ناهيك عن الأضرار النفسية التي خلفتها أصوات القذائف عند الأهالي، ولا سيما الأطفال وكبار السن، وقد طالب المتضررون
بالتعويض عن الخسائر، محملين الجهات المعنية عن أمن المخيم مسؤولية تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
وفي هذا السياق، تحدثت مها السعدي لـ"وكالة القدس للأنباء"، عن الأضرار التي لحقت بهم، قائلة: "إن الوضع لم يعد يحتمل، لقد كانت خسارتنا كبيرة، فاحترقت سيارة والدي في الشارع، ومحل الملابس، ومنزلنا من مطلع الدرج أول البناية للطابق الرابع وهو الأخير، بالإضافة إلى انقطاع تمديدات الكهرباء، واحتراق مواتير المياه"، مبينة أن "والدي وأخي الآن سيصبحان عاطلان عن العمل، فمدخول محل الملابس كان لأخي، وأبي كان يعمل سائق تاكسي على سيارتنا التي احترقت"، مشيرة إلى أنها "نحن نحمل مسؤولية ما حصل لمفتعلي المشكل الذي أدى إلى هذا الاشتباك، وأيضاً للمسؤولين عن أمن المخيم والفصائل، ونطالب بالتعويض علينا بشكل عاجل، فالوضع لا يحتمل أي صبر".
بدورها تحدثت، زوجة أبو وائل الصياح، التي تقطن في حي الزيب، عن "أضرار كبيرة لحقت بأساطل الصحية في منزلها، جراء خرق الرصاص، بالإضافة إلى تكسر معظم زجاج الشبابيك في منزلي ومنهم شباك المطبخ والباب"، متسائلة: "من سيعوض علينا خسائرنا، فمنزلي أصبح دون مياه، وأسعار مواد الصحية غالية جداً، ناهيك عن أجرة العامل".
من جانبه، طالب خالد الأسعد، وهو فلسطيني نازح من سوريا المعنيين بالتعويض عن خسائره، قائلاً: "منزلي مليء بالردم، وهو إيجار، وأنا أعمل في تصليح الغسالات، ونعيش كل يوم بيومه، فمن سيتحمل مصاريف المنزل وإعادته كما كان، واحترق أيضاً الموتوسيكل الذي كنت أركنه على الشارع، وانقطعت كل شرطان الكهرباء في المنزل، وقساطل الصحية، وكأننا في حرب، وزوجتي عند عمتها منذ الاشتباك، لأنها لا يمكنها الجلوس في المنزل".
أما صفاء جمعة التي تضرر منزلها بسبب خرق بعض الرصاصات للأبواب والشبابيك، قالت: "لا يكفينا ما نمر به من أوضاع اقتصادية صعبة، من سيعوض علينا خسائرنا، فالزجاج في منزلي مخترق بالرصاص، والكهرباء مقطوعة بسبب احتراق العلبة الأساسية، وأنا ما زلت مهجرة عند أهلي حتى إصلاح ما يمكن إصلاحه في المنزل".
كذلك طالب عدد من الأهالي المتضررين في الحي، بدفع تعويضات لهم عن خسائرهم المادية، ومنهم : هنا غوطاني، صاحبة صالون نسائي، وأيضاً صاحبة بوتيك نهى الحاج، بعد أن تكسرت واجهات وأبواب محالهم.
وتساءل الجميع : إلى متى سيبقى هذا الفلتان قائماً، بخاصة ونحن أحوج ما نكون في هذه المرحلة المصيرية إلى الوحدة والتلاحم، لمواجهة التحديات المصيرية المحيطة بنا من جهة، ومعالجة أوضاعنا الداخلية المتردية من جهة أخرى ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق