محمد دهشة - نداء الوطن
ذكرت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» ان القوى السياسية الفلسطينية رفعت وتيرة تنسيقها وتعاونها في المخيمات بهدف الحفاظ على أمنها وإستقرارها، على ضوء تطورات الاوضاع اللبنانية لجهة استفحال الخلافات السياسية وتفاقم الازمة الاقتصادية والمعيشية السلبية وتداعياتها بمزيد من البؤس والفقر المدقع من جهة، ووقوع مشاكل فردية وعائلية متنقلة في بعضها من جهة أخرى.
وأوضحت المصادر ان القوى الوطنية والاسلامية بحثت بجدية استكمال تشكيل اللجان الامنية والقوة المشتركة في المخيمات حيث تقتضي الحاجة، بالتنسيق والتفاهم مع الجهات اللبنانية الامنية والعسكرية المختصة، وسط استياء وادانة استخدام السلاح في معالجة الخلافات العائلية والفردية، «التي وفي أكثر الاحيان يذهب ضحيتها الابرياء من ابناء شعبنا والقاطنين في المخيمات». وترجمة لهذا التنسيق، عقدت «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» في لبنان اجتماعاً في سفارة دولة فلسطين في بيروت بعد طول انقطاع، بمشاركة عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف العلاقات الفلسطينية في حركة «أمل» الحاج محمد جباوي الذي أدى دوراً بارزاً في إعادة احياء الهيئة (3 ايلول 2018) كاطار يجمع القوى الفلسطينية وتفعيل دورها بتوجيهات من رئيس مجلس النواب نبيه بري كخطوة على طريق طي صفحة الخلافات الداخلية، وقطع الطريق على اي فتنة فلسطينية انعكاساً للخلاف «الفتحاوي – الحمساوي»، رغم اعتبار الساحة اللبنانية استثنائية وتتطلب الوحدة في مقاربة مختلف الملفات الساخنة المطروحة.
جولة «الأونروا»توازياً مع التنسيق، باشر المدير العام الجديد لوكالة «الأونروا» في لبنان منير منّي، مهامه خلفاً للمدير السابق كلاودي كوردوني، وهي مثقلة بالقضايا الساخنة التي تبدأ بتقليص الخدمات وأبرزها الغاء برنامج الدعم المدرسي، ولا تنتهي بمشاكل التوظيف وملف الشؤون الاجتماعية وحالات العسر الشديد في ظل شموله عدداً محدوداً وهو نفسه منذ سنوات من دون تعديل، رغم تردي الوضعين الاقتصادي والاجتماعي لأبناء المخيمات وعجز معظم العائلات عن تأمين احتياجاتها اليومية.
والتقى منّي على رأس وفد من كبار موظفي «الأونروا» سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، النائبين الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري، رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية بهية الحريري، حيث جرى البحثُ في الأمور المُتعلّقة بعمل «الأونروا» وخدماتها، وأهمية إستمرار هذه الخدمات وتفعيلها وتوسيع قدراتها خصوصاً لناحية إزدياد الحاجة ونقص الإمكانات، مع التشديد على الخدمات الإجتماعية والصحية والتربوية خصوصاً على أبواب عامٍ دراسيّ جديد. وقال منّي اثر اللقاء مع الحريري: «هي أول زيارة لي للجنوب منذ تسلمي لمهامي وأنا اجتمعت مع الفاعليات والفصائل وممثلي المجتمع في مخيم عين الحلوة واستمعنا لمطالبهم، وان شاء الله نستطيع أن نلبي بعضها في ظل الموارد الموجودة. وطبعاً تشرفنا بلقاء السيدة الحريري ونقدر كم هي تدعم قطاع التعليم تحديداً وتدعم الأونروا ونشكر جداً كل جهودها». وعقد منّي اجتماعاً مع القيادة السياسية الفلسطينية لمنطقة صيدا التي سلمته مذكرة بكافة المطالب الخدماتية والصحية والتربية، ومنها المطالبة بأن تشمل الشؤون الاجتماعية (حالات العسر الشديد) كافة ابناء الشعب في لبنان وتأمين الموارد اللازمة لذلك، ومنها التربية والتعليم على ابواب العام الدراسي الجديد وضرورة التحضير لعام دراسي ناجح، بدءاً بتأمين القرطاسية والكتب المدرسية وملء الشواغر التعليمية والادارية حسب الاختصاص وتثبيت المعلمين المياومين، واعادة النظر في سياسة الترفيع الآلي للتلاميذ تلافياً للنتائج السلبية على المسيرة التعليمية لهذا الاجراء، وتأمين وسيلة نقل للطلاب الذين تبعد مدارسهم عن اماكن سكنهم او بدل نقل، والعمل على زيادة المنح الجامعية للطلبة الفلسطينيين واعادة النظر بمعايير المنح المقدمة حالياً، وتطوير الاقسام في مركز سبلين المهني بما يتلاءم مع متطلبات الحداثة. وشددت المذكرة التي حصلت «نداء الوطن» على نسخة منها، على اهمية ترميم المنازل حيث يوجد عدد كبير من المنازل بحاجة لاعادة تأهيل وترميم، وهناك بيوت آيلة للسقوط العائلات تنتظر ترميمها تلافياً لما ستسببه من اضرار على الارواح، وضرورة ايجاد صيغة حل للبيوت التي تمت الموافقة عليها من «الأونروا» ولم تحصل على ترخيص امني بتلزيمها من قبلها لمتعهدين.
وفي الملف الصحي دعت المذكرة الى اعادة النظر ببرنامج الاستشفاء وعدم تحميل المريض الفلسطيني اعباء دفع الفروقات للمستشفيات، مع عدم وجود معايير لكيفية الدفع واستغلال المستشفيات للمرضى ووجوب تأمين ادوية الامراض المستعصية وخاصة السرطان وعدم توفرها في السوق، عن طريق الصيدليات المتعاقدة مع «الأونروا» وعدم اعترافها بالفواتير الصادرة عن صيدليات اخرى في حال تم تأمين الادوية من مصادر أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق