لاجئ نت
يدفع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان شهريا تكاليف مالية ضخمة جداً، على مختلف أوجه الحياة اليومية التي يعيشونها.
وفي مراجعة لحياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نجد أنّ العائلة الفلسطينية الواحدة، تنفق شهرياً مئات الدولارات على خدمات بسيطة جداً، وذلك بسبب انقطاع هذه الخدمات التي هي من مهام ووظائف الدولة.
ويتركز الإنفاق المالي الهائل والمكلف منذ عدة سنوات، وبالأخص بالسنوات الثلاث الماضية، بعد الانهيار الاقتصادي في لبنان، على خدمات الكهرباء والرعاية الصحية والتعليم والمياه.
فالعائلة الفلسطينية في لبنان، تدفع شهرياً ما معدله 200 دولار أمريكي لقاء بدل اشتراك الكهرباء في مولدات تجارية خاصة، بسبب الانقطاع الدائم في الكهرباء، وذلك بدل الحصول على 5 أمبير من الكهرباء، لمدة حوالي 14 ساعة تغذية فقط، أو أقل من ذلك احيانا.
كما تدفع العائلة تكاليف كبيرة لأبنائها الطلاب تصل لمئات الدولارات شهريا، بدل مواصلات وقرطاسية، يضاف الى ذلك تكاليف التعليم في دروس خصوصية بسبب ضعف مستوى التعليم في مدارس الأونروا، أو الانقطاع الطويل عن الدراسة بسبب اغلاق المدارس.
وانتشرت ظاهرة الدروس الخصوصية في المجتمع الفلسطيني في لبنان في السنوات الثلاث الماضية بسبب الإغلاق المتكرر للمدارس، بسبب ازمة كورونا والأوضاع الاقتصادية وتراجع مستوى التعليم في الأونروا.. وانتشرت ظاهرة مراكز التعليم الخاص، في المخيمات، وهناك طلاب تسجلوا في 6 مواد تعليم خاص بتكلفة تصل ما بين 50 و 100 دولار.
كما تنفق العائلة الفلسطينية أموالاً كثيرة على الرعاية الصحية، حيث معظم تكاليف الخدمات الصحية تكون بالدولار.
فوكالة الأونروا تقدم خدمات طبية بسيطة جدا، ولا تغطي الفحوصات ولا الأشعة بشكل كامل..كما لا تغطي تكاليف الادوية، خاصة ادوية الأمراض المزمنة.
كما أن الأونروا لا تدفع الا تكاليف بسيطة جدا لإجراء العمليات الجراحية، ما يدفع اللاجىء إلى دفع آلاف الدولارات عند كل عملية جراحية.
حتى إذا كان اللاجىء قادر على الانضمام لشركة تأمين، فإنه يضطر لدفع فروق الأسعار وتكاليف المستلزمات الطبية التي ترفض شركة التأمين تسديدها، بسبب الاوضاع الصعبة في لبنان.. وهذه التكاليف تصل إلى مئات الدولارات ايضا.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، انهارت العملة اللبنانية وارتفع سعر الدولار عشرات الاضعاف، وارتفعت معه أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية ومختلف المستزمات..كما ارتفعت تكاليف خدمات الاتصالات والمواصلات والانترنت.
وتعطلت مع ذلك خدمات مؤسسات الدولة، فانقطعت الكهرباء بشكل كامل، وادى ذلك إلى صعوبة الحصول على المياه، فاضطرت العائلات الفلسطينية إلى شراء المياه ايضا..مياه الشرب ومياه الخدمات. وتكاليف المياه تختلف حسب فترة الانقطاع..وتصل احيانا إلى مئة دولار شهريا.
عملية الإنفاق الضخمة هذه، ترتفع وتزداد يوميا، دون أي أفق، ودون ظهور حلول، في ظل القدرات الاقتصادية والمالية المحدودة للمجتمع الفلسطيني في لبنان.
هذه العوامل تؤدي إلى مظاهر خطرة منها : الهجرة والتوتر الاجتماعي والامني وتراجع التعليم وازدياد المشاكل الاخلاقية وفقدان قدرة آلاف العائلات على الصمود والبقاء.
ولا شك ان تكاليف الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيين في لبنان هي التكاليف الأعلى على مستوى العالم، وهذا يعني ان معظم المجتمع يتجه نحو الإفلاس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق