وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين
في وقت أثّرت فيه الأزمة الاقتصادية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، خاصة محدودي الدخل، يعاني أهالي الطلاب مع اقتراب فتح المدارس أبوابها من مشكلة تأمين القرطاسية، والذي ارتفع سعرها بشكل جنوني، وباتت تتراوح بين 250 ألف ليرة لبنانية (12.5 دولاراً) و300 ألف ليرة (15 دولاراً) سعر القلم الواحد أو الدفتر الصغير.
فمع تآكل القدرة الشرائية لليرة اللبنانية، يتعذر على شريحة واسعة من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات توفير احتياجاتها الأساسية، لذا جاءت المبادرات الإنسانية لسد هذا العجز وتأمين القرطاسية للطلاب، ولتحل مكان المعنيين الذين تنصلوا من مسؤولياتهم.
وشعور منها بأهالي المخيم أطلقت اللاجئة الفلسطينية في مخيم مارالياس، غادة ضاهر مبادرة إنسانية تحت عنوان: "بازار الرحمة" لمساعدة العائلات الأكثر فقراً في المخيم. وخلال اتصال هاتفي مع "وكالة القدس للأنباء" قالت ضاهر: بدأت بهذه المبادرة من خلال تواصلي مع معارفي خارج لبنان لتأمين حقائب مدرسية، والحمدلله نجحت في هذه الخطوة وسأقوم بتوزيع ما قمت بتأمينه على العائلات التي لديها أكثر من طفلين في المدرسة بسبب الضغط الكبير الذي يتعرضون له نتيجة العبء والمصاريف المقبلين عليها".
وأضافت: "بعدما قمت بتأمين الحقائب المدرسية، اقترحت على أشخاص واساتذة داخل المخيم بافتتاح بازار خاص للمدرسة من القرطاسية والحقائب، وكان هناك ترحيباً للفكرة وبدأنا بتنفيذها في الوقت الحالي، حيث سنجمع مبلغ من المال من خلال التبرعات وسنقوم بشراء قرطاسية لوضعها داخل مقر اللجنة الشعبية في المخيم وبيعها بسعر الجملة أو أقل وسيكون هناك أيام محددة وساعات معينة تناسب الجميع، وسنحرص على أن تكون الأسعار مدروسة لنشجع الأهل وندعمهم دون أن يشعروا بمذلة أو احراج".
ودعت ضاهر خلال حديثها لوكالة القدس للأنباء، لـِ"المشاركة بهذا البازار من خلال التبرعات ليس شرط ان يكون التبرع مادي، ممكن بدفاتر أو حقائب أو حتى كتب صالحة للاستعمال، أو ممكن أن يقوم شخص بشراء قرطاسية ووضعها معنا داخل البازار".
وحول مصير المبلغ الذي سوف تقوم بتأمينه من خلال البازار قالت ضاهر: "ما سنقوم بجمعه سنتبرع به لطلاب المدارس لتأمين وجبة الفطور للطلاب، فغالبية الأهالي لم يعد باستطاعتهم إعطاء أطفالهم المصروف. لذا سنقوم نحن من خلال هذا المبلغ بسد هذه الجزئية، كما سنحاول مساعدتهم في موضوع المواصلات، وسندفع جزءً من المبلغ إلى الباصات التي تقل الطلاب للمدارس".
ففي وقت يتخبط فيه لبنان بأزماته الاقتصادية والاجتماعية والصحية، لا يزال ثمة أشخاص متمسكين بما تبقى من نخوة وكرامة، ولا يدخرون جهداً لمساعدة أشخاص أكثر هشاشة على تخطي محنة دفعت بأكثر من 80% من سكان المخيمات إلى مستوى الفقر، وفق تقارير وكالة "أونروا"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق