في الذكرى السنوية الثانية والخمسين لرحيل القائد التاريخي جمال عبد الناصر توجّه الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد بالتحية إلى هذه القامة المصرية والعربية والعالمية الشامخة.
وأكد على أهمية استلهام تجربته الثورية الغنية التي لم تقتصر آثارها التحررية والتقدمية العميقة على مصر، بل شملت أيضا العالم العربي من المحيط إلى الخليج، وامتدت إلى أنحاء العالم ، وبخاصة بلدان العالم الثالث في افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.
وقال سعد: تعود ذكرى رحيل عبد الناصر في الوقت الذي يشهد فيه العالم العربي، ومن ضمنه لبنان، أسوأ مراحل الضعف والهوان والتشرذم والانهيار.
القوى والمحاور الدولية والإقليمية تتناتش البلدان العربية، وتفرض سيطرتها المباشرة أو غير المباشرة عليها، وذلك بالاستناد إلى القوى الطائفية والعشائرية والعرقية المحلية، وإلى حلفائها من التكتلات المالية والاحتكارية.
وقد أمعنت تلك القوى والتكتلات في تمزيق النسيج الاجتماعي في العديد من هذه البلدان، وفي ضرب أوضاعها الاقتصادية وتفجير الحروب الأهلية فيها.
وفي الوقت ذاته يعمل الكيان الصهيوني على ابتلاع فلسطين بكاملها، ويسعى لتعزيز وجوده في المنطقة بالاستناد إلى الدعم الأميركي غير المحدود، وإلى ما أنجزه في مجال التطبيع مع بعض الأنظمة العربية.
في المقابل، يواصل الشعب الفلسطيني مسيرته الكفاحية المعمّدة بأغلى التضحيات. ويتصدى جيل الشباب لحمل الراية مؤكداً على الاستمرار في المواجهة حتى التحرير والعودة وإقامة الدولة المستقلة.
كما ينتفض جيل الشباب العربي ضد أنظمة التبعية والفساد والاستبداد والظلم الاجتماعي، رافعا" راية الحرية والسيادة الوطنية والعدالة الاجتماعية.
وأكد سعد على أنه انطلاقاً من مشروع النهضة العربية، ونهج الزعيم جمال عبد الناصر، نؤكد على التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني الثائر والمنتفض والمقاوم..
كما نؤكد على الالتزام بتوجهات انتفاضة 17 تشرين 2019 في لبنان، وتأييد سائر الانتفاضات الشعبية والشبابية العربية.
كما شدد على التوجهات الآتية:
1-التأكيد على الانتماء الوطني اللبناني الواحد، وعلى الانتماءات الوطنية في سائر البلدان العربية، وعلى العروبة الحضارية التحررية الجامعة، مع رفض كل أشكال الانقسامات والصراعات الطائفية والمذهبية والعشائرية والعرقية. وهو ما كانت التجربة الناصرية قد التزمت به ودعت إليه.
2- التأكيد على الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية، ومواجهة السيطرة والهيمنة من قبل القوى الاقليمية والدولية، مع رفض الانخراط في محاورها وأحلافها ومشاريعها.
ولا بد من التذكير بالمواجهات التي خاضها عبد الناصر ضد سياسة الأحلاف.
3-المواجهة بمختلف الوسائل الديمقراطية لهيمنة تحالف القوى الطائفية وأرباب المال والاحتكارات على السلطة. فذاك التحالف هو ركيزة التبعية للخارج والذي يستدرج تدخلاته.
4-النضال من أجل إقامة الدولة الديمقراطية اللاطائفية، دولة التنمية الاقتصادية الموجهة لخدمة المواطن، ودولة الرعاية والعدالة الاحتماعية، مع المواجهة الحازمة لكل أشكال الفساد والزبائنية.
5-التأكيد على التعاون والتكامل بين الدول والشعوب العربية في مختلف المجالات.
ولا ننسى دور مصر عبد الناصر في مجال الدفاع العربي المشترك، كما لا ننسى إسهامها الأساسي في الدفاع عن المشرق العربي في مواجهة الأطماع الخارجية وسياسة الأحلاف.
ومن تجليات هذا الدور فرض المقاطعة على الكيان الصهيوني، وحرب تشرين سنة 1973.
وختم سعد بالتأكيد على الثقة بقدرة الشعب اللبناني وسائر الشعوب العربية، وبخاصة جيل الشباب، على مواصلة النضال حتى بزوغ فجر استعادة مسيرة النهوض.
كما أكد أن المبادئ والتوجهات التي ارتكزت عليها التجربة الناصرية لا تزال صالحة كمصدر إلهام أساسي للشعوب العربية وأجيالها الشابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق