زارت وفود دولية من "لجنة كي لا ننسى صبرا وشاتيلا"، اليوم الأربعاء، مخيمي صبرا وشاتيلا، وقامت بزيارة المقبرة الجماعية، وكان هناك لقاءات متعددة من ضمنها وفد جامعي من الولايات المتحدة وكندا قام بزيارة مخيم نهر البارد، بمناسبة الذكرى السنوية الـ40 لمجزرة صبرا وشاتيلا.
وفي مركز أطفال الصمود، قال الرفيق مروان عبد العال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إنّ "مجزرة صبرا وشاتيلا جريمة موصوفة مكتملة الاركان، مع سبق الاصرار والترصد قام بها الاحتلال وملحقاته العميلة في لبنان"، لافتًا إلى أنّ "المرتكب ليس فرداً بعينه بل الكيان المجرم واتباعه، وهي استمرار لحقيقة الايديولوجية الصهيونية العنصرية وتفرعاتها والتي تجيد مقولة بن – غوريون: "إن وجود إسرائيل أهم من صورتها".
وأضاف عبد العال، إنّ "مجزرة صبرا وشاتيلا تقع تحت مسمى الأعمال القذرة والتي نشأت عليها عصابات ودولة الارهاب الضليعة بالدم الفلسطيني والعربي"، مذكرًا "بما سمي يومها بـ" مانيفستو النازي شارون" الذي صرح به في العام 1982 عندما قال «دعوني أتكفل بهذا العمل القذر، صفوني بكل الصفات التي تخطر ببالكم، فما لا تستطيعون أن تفهموه هو أن العمل القذر للصهيونية لم يكتمل عام 1948 وبسبب خطئكم أنتم".
وأشار عبد العال، إلى أنّ مخيمات صبرا وشاتيلا لم تكن فقط هي المستهدفة من العدوان، بل طال الاستهداف الوجود الفلسطيني في لبنان، قائلاً: "لا ننسى المخيمات تل الزعتر وجسر الباشا والنبطية التي دمرتها نفس الادوات المشاركة بمجزرة العصر صبرا وشاتيلا".
وتابع عبد العال، "العداء للمخيمات عوضاً على أنها الرديف التاريخي للنكبة سيما وأنها تميزت بحضور "البعد السياسي لقضية اللاجئين". لذلك المستهدف من المجزرة هي تلك الديناميات الايجابية التي مثلها المخيم، لأنه شكل رحم المقاومة وحصن الثورة والكائن المعنوي الذي يحتضن الذاكرة والهوية والحق في العودة"
كما قال عبد العال، إنّ "المجزرة استهدفت الإرادة الشعبية، لكسر إرادة المقاومة وسلخها عن مجتمعها بطريقة وحشية ومرعبة، والاستهداف بأشكال اخرى، يستمر بحرمان الفلسطيني في لبنان من الحقوق الانسانية بذريعة خاطئة وظالمة، يساندها خطاب قاصر وسياسة بائسة تحاول تصوير الوجود الفلسطيني كعبء اقتصادي وسبب الازمات وضيف ثقيل وبؤرة امنية".
وأكد عبد العال، أنّ "ثقافة المجزرة لن تضر الإصرار الفلسطيني على الحق بالكرامة الإنسانية والحق الوطني بالعودة، متحدياً ظروف القهر وشظف العيش، ومنتجاً ومفيدًا لتنشيط الاقتصاد ومثقفاً بأكبر درجات التحصيل العلمي وسيظل نموذج اللاجئ الإيجابي، الذي تحكم ممارسته اليومية حماية وجوده وهويته الوطنية"، مشيرًا إلى أنها "مناسبة لتجديد الدعوة لتحسين حياتهم اليومية دون ادماج او اقصاء، وحفظ الوجود السياسي والاجتماعي دون توطين او تهجير".
وأضاف "تعلمنا من درس مخيم نهر البارد أنّ التعامل مع الازمات يحتاج إلى إدارة حاذقة، وقرارات صعبة في المواجهة الصعبة، لإدارة عملية معقدة ولمواجهة الحالات غير الاعتيادية. فقد جاءت حرب مخيم نهر البارد (2007) كأزمة طارئة، لولا احتواء الازمة، بمخاض سياسي طويل كان فيه الكثير من المعاناة، نتج عنه القرار اللبناني الرسمي الواضح والصريح على ضرورة اعادة الاعمار كما كان والانتهاء من إعادة الإعمار بحلول العام 2011، والتي نحن اليوم في 2022 م في فصولها الاخيرة. من شأنه أن يضع العلاقات اللبنانية الفلسطينية بخطوة متقدمة ويؤسس لسياسات صحيحة".
وفي ختام كلمته، قال عبد العال "نحن نعتبر أنّ المجزرة مستمرة طالما القتل مستمراً، فالكيان الصهيوني يعتدي على شعبنا ويحتل ارضنا وأنه مازال يتنفس عنصرية وفاشية واستيطان في بلادنا. وطالما بقي اللاجئ لاجئاً والقاتل قاتلاً، حراً طليقاً، دون محاكمة، ليطمئن الجميع فالتاريخ لن يدفن القضية، وستظل حيّة، ولن تسقط بالتقادم، ولن يطويها النسيان. حتى تنتصر العدالة والحقيقة والحق".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق