اتهم ممثل حركة "حماس" في لبنان أحمد عبد الهادي وكالة الأونروا بعدم قيامها بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة وسبقها جائحة كورونا وقال إن العملية التعليمية للاجئين الفلسطينيين في لبنان تتراجع باستمرار، وتغيب عنها الاستراتيجية التعليمية المنهجية التي تقوم على أسس ومعايير دولية.
وأرجع "عبد الهادي"، هذا الواقع إلى عوامل ترتبط بالواقع اللبناني القاسي الذي تعيشه لبنان في كل مناحي الحياة، وما خلفته أزمة انتشار وباء "كورونا" خلال العامين الماضيين، إضافة إلى واقع "الأونروا" التي تسعى إلى تقليص خدماتها قدر الإمكان؛ متذرعة بالأزمة المالية وعدم توفر ميزانيات، وفق تعبيره.
وبين أن التعليم في لبنان، كما العالم أجمع، تأثر وتضرر كثيرا بأزمة "كورونا" والذهاب نحو التعليم عن بعد الذي لم تتوفر لنجاحه الأرضية والإمكانيات لدى غالبية اللبنانيين، والفلسطينيين.
وأوضح القيادي في "حماس"، أن "كورونا" أضافت أزمة جديدة لأزمات سياسية وأمنية ومعيشية تعيشها لبنان، وما صاحب ذلك من مظاهرات وإغلاقات أعاقت وصول الطلبة إلى مدارسهم، سواء لإغلاق المدارس بسبب الأحداث، أو بسبب عدم تمكن الطلبة من الوصول لمدارسهم نتيجة تقطُّع الطرقات وإغلاقها.
وشدد أن الأزمة المعيشية جعلت اللبنانيين، والفلسطينيين خاصة، غير قادرين، ليس على دفع الأقساط الدراسية فحسب، بل على دفع أجرة المواصلات بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الوقود، وهو ما خلق حالة من الحديث عن جدوى الاستمرار في التعليم من الأصل، ما شجع عمليات الهجرة، وهروب الكفاءات من الواقع اللبناني الصعب.
وقال "عبد الهادي" إنه إذا كان الواقع اللبناني بهذه الحالة في المجالات كافة، فإن الوضع الفلسطيني يتأثر ويكون تأثره أكبر؛ نتيجة غياب الحقوق الأساسية والضغوطات الموجودة أصلاً على بوابات المخيمات الفلسطينية.
واتهم "عبد الهادي"، وكالة "الأونروا" بعدم القيام بواجباتها ودورها، وقال إنه في الأزمات كانت "الأونروا" تطلق برامج إغاثية عاجلة، لكنها لم تفعل شيئاً من ذلك للاجئين الفلسطينيين في لبنان، لا في أزمة كورونا، ولا في الأزمة الحادة العامة التي يعيشها لبنان.
ويرى أن المستوى التعليمي في مدارس "الأونروا" متدنٍ جدًّا؛ بسبب غياب ما أسماه "الاستراتيجية التعليمية المنهجية التي تتوافق مع معايير المؤسسة الدولية".
وقال إن التعليم في مدارس "الأونروا" إجمالاً ضعيف جدًّا وغير منهجي، وهو ما يجعل التحصيل العلمي ضعيفًا جدًّا، مستشهداً بنتائج الامتحانات الرسمية التي كانت، حسب وصفه، "صادمة وضعيفة"، عادًّا ذلك مؤشراً خطيراً ودليلاً إضافيًّا على ضعف البرنامج التعليمي لـ"الأونروا".
ويرى أن الخطط التي تتحدث عنها "الأونروا" ومسؤولوها، هي خطط نظرية، غير موجودة عمليًّا، وقال "على أرض الواقع لا يوجد أي شيء مما يُتحدث عنه".
وكشف عن تقليص كبير طال الاحتياجات التعليمية لمدارس "الأونروا" سواء على مستوى التجهيزات اللوجستية أو القرطاسية والكتب، وقال إن "الأونروا" سابقاً كانت توزع القرطاسية كاملة على الطلبة إضافة إلى الكتب، غير أنها حاليًّا لا توفر سوى الكتب، "وبالحد الأدنى وبصعوبات ومشاكل دائمة".
وفوق كل ذلك يشير "عبد الهادي" إلى اكتظاظ الفصول الدراسية، بحيث يمكن أن يصل عدد الطلبة داخل الفصل الواحد إلى 50 طالباً أو أكثر، علاوة على وقف عمليات التوظيف وتعويض المدرسين الذي يصلون إلى سن التقاعد.
وأشار إلى فصل 70 معلماً، كانوا يعملون منذ سنوات على بند أحد المشاريع، بذريعة أن ميزانية المشروع لم تعد متوفرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق