وكالة القدس للأنباء – فاديا منصور
على الرغم من انتشار الموضة وأحدث دور الأزياء، تكثر لدى الأسر الفلسطينية المطرزات التى تزينها الرسومات والتى ترمز إلى شيء يؤخذ من الثوب الفلسطيني كالقبة أو الأكمام أو تطريز التنورة أو العباءة الكوفية. فمن مظهر الشخص الذي نقابله نتعرف على هويته الوطنية وكذلك الثوب الفلسطيني المتوارث جيلا بعد جيل، والذي يعطي كل مدينة من المدن الفلسطينية رموز وألوان تطريزيه تميزها عن غيرها من المدن الاخرى.
وتحكي الواجهة الأمامية من الثوب قصة الشعب الفلسطيني بألوان فاتحة وداكنة، حيث يرمز اللون الأصفر منها إلى الحروب الصليبية التى أجتاحت المنطقة قبل عدة قرون، فيما يمثل اللون البني القرية الفلسطينية الريفية، ومنازلها المصنوعة من القش والطين، وتستمر الرسوم وصولاَ إلى اللون الأزرق، الذي يرمز إلى البحر المتوسط.
الشابة الفلسطينية ابنة مخيم نهر البارد روان كريم تحدت الصعوبات، ولم تكترث لعبارات الإحباط، معلنة عن إصرارها بمشروعها التراثي الذي تدمج فيه التطريز الفلسطيني بالموضة العصرية، سعياً منها للحفاظ على هوية ورمز الشعب الفلسطيني، لتبقى فلسطين "الوطن والقضية"، حاضرة في كل وقت وحين، في ظل محاولة الاحتلال الصهيوني طمس هذه الهوية بشتى الطرق والمحاولات.
وفي هذا السياق، قالت روان كريم لـ"وكالة القدس للأنباء": "بدأت فكرتي من خلال دورة تدريب شاركت فيها عن التمكين الاقتصادي، لهيك بلشت أفكر بالمشاريع الانتاجية، فحبيت أطلع بفكرة يكون إلها هدف وطني وبنفس الوقت شي بحبوا، وكنت اسمع كثير كيف عم بنسرق تراثنا، فكانت الفكرة ادمج التطريز الفلسطيني بالموضة العصرية لتكون جزءا من حياتنا اليومية ونحافظ على ثقافتنا، بالاضافة انه اشرح عن كل نقشة وكل تطريز لأي منطقة تابعة وأصولها بفلسطين".
وأشارت إلى أن "مشروعي بدأ من منزلي وهاتفي، بدأت منذ حوالي السنتين من خلال التعلم عن اليوتيوب، وكان هذا الأمر تحدي كبير بالنسبة لي، فكنت دائماً اسمع عبارات الاحباط: مثال (ليش تتعزبي على الفاضي بالنهاية انت بنت مخيم فمين رح يشتري منك) أو (وين مفكرة حالك حتوصلي)، لهيك قررت اتحدى الكل وأنجح".
وأضافت: "بدأت التطريز بالبورتكليه فكنت اطرز رسمات، بعدين جزادين، وبعدين صممت عباي خليجية مطرزة تطريز فلسطيني، حتى صار عندي اكثر من مجال تصاميم خاصة فيني وتصاميم حسب الطلب وكمان اعادة تدوير".
ولفتت روان كريم إلى أنه "أتتني فرصة للمشاركة بمسابقة تطريز، وفزت بالمرتبة الرابعة على لبنان، وهنا قررت ان امضي قدماً واطور مشروعي أكثر فأكثر. فقد بدأت العمل من منزلي لوحدي، وهلاْ صرت عم شغل معي نساء من مخيمات الشمال، بالتطريز والخياطة وكل واحدة من منزلها".
وعن هدفها من مشروع التطريز، قالت كريم: "هدفي ان أفتح أسواق داخل المخيمات، وأبرز فئة النساء العاملات التي تتخطى أعمارهن الـ40 سنة، والفتيات يكون دورهن بالعرض والتصوير، فهيك بكون عم بشغل اليد العاملة بالمخيمات من تصميم وتطريز، ومن ثم نقوم بالتصدير إلى الخارج، فهيك بنكون حافظنا على تراثنا والتمسك بالقضية وعولمتها، وبنفس الوقت عم نقوم بتنمية الاقتصاد المحلي".
وختمت حديثها لـ"القدس للأنباء": "أطمح من تجربتي ان أشجع شباب المخيمات بأن يبادروا بإنشاء مشاريع خاصة، وإبرازها، بالأخص نحن كشباب في المخيمات نخاف ونفزع من التطوير من أنفسنا وإبرازها، لأن أقل كلمة سنسمعها انت ابن مخيم فأحلامك محدودة، فمن خلال تجربتي أحاول كسر هذا الحاجز، وفرجي قصص حلوة عن المخيمات، ويوجد لدينا أفكار ومهارات ابداعية، وما زلنا متمسكين بهويتنا وقضيتنا ووطننا وعراقة تراثنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق