وكالة القدس للأنباء
استفاق أهالي مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، شمالي لبنان، صباح هذا اليوم (الثلاثاء 25 تشرين الأول / أكتوبر) على وقع هدير الآليات العسكرية البرية والبحرية والجوية للجيش اللبناني، ما أثار حالة من الهلع والخوف لدى الفلسطينيين الآمنين، الذين لم يستفيقوا بعد من هول كارثة "قارب الموت"، التي خطفت منهم أرواحا عزيزة وغالية.
وما زاد من حالة الرعب وأجج مشاعر الغضب لدى اللاجئين الفلسطينيين، الأجواء الخشنة التي واكبت اقتحام المنازل، وما رافقها من تحطيم وتكسير وتخريب للأثاث والأدوات المنزلية، وإطلاق الرصاص، تحت مبرر "البحث عن السلاح والمطلوبين"، بحسب بيان عسكري.
وقد أثارت هذه الحملة العسكرية المدججة بكل أنواع الأسلحة، غير المبررة بكل المقاييس والمعايير، الكثير من التساؤلات، بخاصة وأن مخيم نهر البارد واقع أصلا تحت قبضة محكمة، وتتحكم قوات الجيش بكل مداخله ومعابره، وثمة حالة من التنسيق الدائم بين الجهات الأمنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ويتم التعاون بين الجهتين في العديد من الأمور الأمنية، وبخاصة لجهة تسليم مطلوبين على اختلاف التهم الموجهة اليهم:
السؤال الأول: لماذا اختارت القوة المداهمة هذا السلوك المدجج بكل أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية، لاقتحام مخيم آمن، هو بالأساس تحت المراقبة الدائمة من قبل القوات العسكرية والأجهزة الأمنية، التي تعرف كل صغيرة وكبيرة داخل المخيم؟
السؤال الثاني: هل يحتاج إلقاء القبض على بعض المطلوبين لهذا الاقتحام الاستعراضي المدجج بالزوارق والطائرات؟!..
السؤال الثالث: لماذا رافق الاقتحام ومداهمة المنازل مظاهر التخريب وتكسير الأثاث والمقتنيات المنزلية، وإطلاق الرصاص على أرجل النساء وترويع الأطفال؟
السؤال الرابع: لماذا تجاوزت القيادة العسكرية المعنية الصيغة المتداولة والمعمول بها منذ استلام الجيش اللبناني أمن المخيم وكل معابره، بالطلب من المطلوبين تسليم أنفسهم ومراجعة الجهات الأمنية أو التنسيق مع الفصائل على الأقل كما هو معتاد في حالات مشابهة؟
السؤال الخامس: كيف دخل السلاح الى المخيم المغلق عسكرياً، والخاضع للتفتيش الدقيق لكل الداخلين اليه؟ ومن هي الجهة أو الجهات التي استطاعت اختراق حواجز الجيش وتمرير السلاح الى المخيم؟ وكيف فعلت ذلك؟
السؤال السادس: هل يحتاج اقتحام مخيم خال من السلاح ومضبوط أمنياً، لمثل هذه الحملة العسكرية المدججة، وهذا الاستنفار البري والجوي والبحري، لاعتقال بعض المطلوبين؟ أم أن جهات ما تحتاج الى هذا المشهد السينمائي، للتسويق خارجياً واستخدامه في البازار السياسي الداخلي؟
هذه التساؤلات المشروعة والمبررة تحتاج إلى أجوبة قبل انتشار تحليلات لا تخدم العلاقات اللبنانية – الفلسطينية وتوتر الأجواء، وبخاصة أن الشعب الفلسطيني بكل فصائله كان قد أعلن الحياد الإيجابي والنأي بالنفس عن كل ما يجري في الساحة اللبنانية من أزمات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق