بقلم : تمارا حداد.
بقيت الجزائر تقاوم حتى تحررت من الاستعمار الفرنسي الذي دام أكثر من "132" عاماً ودائما يتمنون تحرير فلسطين تقديرا لثورتهم التحررية وحبهم لفلسطين، حيث تعتبر محطة استقلال الجزائر هامة فهي الملهم الأول للفلسطينيين نحو الاستمرار والتمسك بهدف الانعتاق من الاحتلال والتحرر من براثنه حتى نيل الاستقلال، والجزائر ملهمة نحو تحقيق ذلك من خلال تقوية الجهود السياسية لتحقيق الوحدة الوطنية وهي الامل للفلسطينيين لتوحيد جهودهم والتفكير بآلية عمل وطنية موحدة هدفها الاوحد وهو تحقيق مصير الشعب الفلسطيني نحو الاستقلال وترسيخ دولة فلسطينية مستقلة .
فالعلاقات الفلسطينية الجزائرية علاقات قوية ودائمة، حيث وجد الفلسطينيون في الجزائر الدولة الأقرب إلى قلوبهم، والجزائر كانت حاضنا قويا لفلسطين عبر كافة المستويات، إن كان على المستوى السياسي والإعلامي، أو على المستوى الاقتصادي والثقافي وعبر المنح التعليمية التي تقدم لابناء الشعب الفلسطيني .
قضية فلسطين ليست قضية إنسانية فحسب لكن البعد الإنساني بعد آخر يضاف لأبعاد علاقة الشعب الجزائري بفلسطين، من خلال تذوقه للمعاناة الإنسانية التي خلفها الاستعمار الفرنسي، ومن خلال نقاء فطرته القيمة الرافضة لاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان، والمغروسة في طبيعة الإنسان الجزائري الحر.
الجزائريون دوما يقفون مع الجانب الفلسطيني وهم يدعمون القضية بكل المحافل الدولية لإيصال فلسطين نحو بناء دولة حديثة ومواصلة مسيرة النهضة المستدامة للشعب الفلسطيني.
وتسعى الجزائر في ظل ظروف استثنائية أمام الواقع الدولي والاقليمي الصعب الذي بات يؤرق المستويات جميعها إلى استغلال وجود القمة العربية في الجزائر لتحقيق المصالحة الملف الذي بات يؤلم محبي القضية الفلسطينية لتعزيز القدرة الفلسطينية على مواجهة الاحتلال والتحديات وتحقيق قوة الإرادة والصمود والعزيمة من أجل تحقيق الحرية والانتصار الأمر الذي تسعى إليه الجزائر وهي تمضي قُدماً نحو تحقيق هذا الهدف المستقبلي بمزيد من الاصرار والعمل والإنجاز.
ارادت الجزائر ان تاخذ دوراً مُتقدماً وبارزاً وهاماً عربياً وإفريقياً ودولياً في قضية الشعب الفلسطيني من خلال ملف المصالحة لتتبوأ مكانة متقدمة موظفة حب الشعب الفلسطيني لها في الدفاع عنهم لخدمة قضاياهم العادلة، فالجزائر وقفت طيلة السنوات الماضية إلى جانب الشعب الفلسطيني وما زالت حتى اليوم تُقدم الدعم المعنوي والمادي للقضية الفلسطينية مؤمنة بعدالة القضية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ووصوله إلى الإستقلال والإستقرار والإنتصار على الاستعمار الصهيوني الجاثم حتى اليوم على الأرض الفلسطينية.
وتحاول الجزائر تجسيد آفاق التطور السياسي المُرتكز على مشاركة الشعب في صنع القرار من خلال العملية الديمقراطية المتواصلة وهو ما يجسد حالة من الاستقرار في تداول السلطة واستقرار حالة مؤسسات الدولة للوصول الى أعلى مستويات النهوض المدنية والسياسية من خلال الانتخابات العامة لإعطاء دروسا يأتي ضمن سياق العدالة والوسطية وتحقيق أفضل نوعية لحياة الشعب الفلسطيني من حيث الاستمرار قدما في التطور في مستوى الخدمات والتعليم والصحة والاتصالات والصناعة، والتقدم في جميع المجالات خاصة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ضمن خطط وطنية مستدامة .
تسعى الجزائر إلى تكريس جهودها المستمرة مع الدول الفاعلة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني_ الاسرائيلي وترسيخ حق الشعب الفلسطيني، حيث تحرص الجزائر على التنسيق والتشاور الدؤوب مع اشقائها العرب لتعزيز العمل العربي المشترك نحو تفعيل القضايا العادلة.
وتسعى إلى استرجاع السيادة الوطنية للفلسطيني على حدوده وارضه وتعزيز روح الانتماء الوطني لجيل الشباب الفلسطيني لاستكمال روح الدفاع عن الوطن.
تسعى الجزائر على التركيز على واقع القضية الفلسطينية ضمن منهجية علمية والانتقال من حالة الأمر الواقع الحالي إلى السير بقوة في طريق الوحدة كطريق للتحرر والى تعزيز الامل في نفوس الفلسطينيين حتى تحقيق ما هو أفضل من خلال تظافر الجهود الدولية.
حيث تسعى الجزائر بكل طاقاتها وامكانياتها لتعزيز البناء الفلسطيني الداخلي لدرء الصدع الفصائلي وتحقيق الحرية والكرامة والنصر والانعتاق من الاستعمار ورفض الخنوع والظلم.
تقف الجزائر في مواجهة آلة التمييز العنصري ورفض سياسات الاضطهاد للشعب الفلسطيني وتسعى إلى دعم الشعب للتخفيف من وطأة الاستعمار والاستمرار دوماً في تحريك ملف المصالحة وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني للتصدي لآلة الحرب الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وهذا يعزز دور الفلسطينيين بعدم احراج الجزائر وتحقيق مطلبها وهو تحقيق الوحدة الوطنية والسير بآلية وبرنامج متفق عليه لتحقيق العملية الديمقراطية التي تحقق الامن والسلم الأهلي للشعب الفلسطيني.
تلعب الجزائر دورا اقليميا قويا في إنهاء الانقسام وترسيخ المصالحة الفلسطينية على قاعدة تأسيس شراكة سياسية حقيقية تشمل الكل الفلسطيني وتحقيق الهدف الأسمى وهو إنقاذ المشروع الوطني والجزائر تسعى نحو الضغط لانجاح المصالحة حتى لا تفشل كون الفشل ليس لصالحها في الوقت الحالي امام التغييرات العالمية وامام انعقاد القمة العربية في الجزائر بعد عدة أسابيع .
لذا فشل المصالحة هو إنهاء الامل لتحقيق دولة فلسطينية بالرغم ان المصالحة تواجه تحديات جمة متمثلة بالنواحي الداخلية وأبرزها عدم الاتفاق حتى الآن على توحيد البرنامج الوطني لدى كافة جميع الفصائل وعدم توفر حتى اللحظة إرادة وطنية وعدم الاتفاق على الية حل القضايا الداخلية مثل إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير وترسيخ الانتخابات بوقت محدد وبناء الاجهزة الامنية والمؤسسات والوزارات بشكل موحد بين القطاع والضفة الغربية.
اما التحدي الأصعب وهو الاحتلال الذي يدفع نحو الاستمرار في ابقاء الانقسام والاستمرار في عملية الاستيطان وسرقة الأرض والدفع نحو تهويد الضفة الغربية.
اما موقف الشعب الفلسطيني قلق بما يحدث في أروقة في الجزائر بسبب المواقف السابقة التي حدثت عبر الدول الأخرى بما يتعلق بموضوع المصالحة وبالتحديد ان الشارع الفلسطيني أصبح موحدا خلف مجموعة عرين الأسود والمقاومة بشكل عام، كردة فعل لما يحدث من انتهاكات مستمرة من قبل الاحتلال لأبناء الشعب الفلسطيني ولكن كشعب يعشق الجزائر ويتأمل ان تنجح .
الحل الوحيد توافق فعلي وتنفيذ وتطبيق ميداني بنود المبادرة الجزائرية وأولى نجاح المصالحة هو تنفيذ الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية وانتخاب مجلس وطني فلسطيني يشمل الكل الفلسطيني بتاريخ محدد لا يتعدى العام فإذا تعدى العام ستكون هذه المصالحة آخر المصالحات وهذا يعني إنهاء القضية الفلسطينية وضياع الحق الفلسطيني على أرضه.
الجزائر معنية بانهاء الانقسام فلا تخذلوها ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق