وكالة القدس للأنباء - عمر طافش
أكثر من ثلاث سنوات عاشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان خوفاً وترقباً وبكاءً من "الكوفيد – 19" (كورونا) الذي حصد منهم مئات الأرواح، كان عدواً فظاً وعنيفاً، حبس الناس وقطع أرزاقهم وأوقف التعليم، وباتت الوقاية ضرورية جداً للحد من انتشاره، وما أن بدأت الناس تنسى وتتأقلم مع فيروس كورونا الذي أصبح طي النسيان بالنسبة لهم، جاءهم من يذكرهم بالماضي القريب، ولكن بنوع آخر وأشد فتكاً وهو "الكوليرا"، الذي بدأ يزحف شيئاً فشيئاً الى لبنان، وبات حديث الساعة داخل المخيمات الفلسطينية، التي تعاني بالأساس، من أوضاع صحية سيئة.
"دُق ناقوس الخطر"، ولكي لا تتكرر الفاجعة التي حدثت إبان فيروس كورونا، تداعت كلا من وحدة ادارة الأزمات والكوارث، ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، و"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا"، وهيئة أطباء بلا حدود، والهلال الاحمر الفلسطيني الى عقد لقاءات مشتركة وتنسيقية لوضع برامج طوارئ وخطط وآليات وقائية لتفادي الكوليرا داخل المخيمات والمدارس المكتظة بالطلاب.
تحرك إستباقي مشترك
وفي هذا السياق، عُقد اجتماع بين لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني ووحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة الحكومة، امس الخميس، في السرايا الكبير، خصص لبحث الوضع المستجدّ جرّاء ظهور وباء الكوليرا في بعض المناطق اللبنانية، ومناقشة الاحتمالات المستقبلية والخطوات الاستباقية الواجب اتخاذها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وتمّ الاتفاق على التواصل المشترك مع وكالة "الأونروا" من أجل القيام بعمل استباقي مشترك لتجنّب أي تفشي للوباء في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً وأنها تعاني من مشاكل كبيرة في موضوع المياه وشبكات الصرف الصحي التي تعتبر المسبب الرئيسي للوباء.
وتطرق البحث إلى مناقشة خطوات استباقية تشمل: عملية نقل المياه النظيفة بنوعيها، مياه الشفه ومياه الاستعمال، وضرورة التوعية داخل المخيمات على آلية متابعة الحالات الايجابية والمخالطة، ودراسة البنية الاستشفائية القائمة في المخيمات، خصوصاً وأن وباء الكوليرا يتطلّب تدخلاً طبياً سريعاً.
برامج توعية للوقاية من كوليرا
أما تعليق وكالة الأونروا فجاء الرد على لسان، مسؤول قسم الصحة فيها، الدكتور عبد الحكيم شناعة، الذي طمأن اللاجئين في تصريح صحفي، قال فيه: "إن الأونروا وضعت خطة متكاملة بين مختلف الأقسام لحماية المخيمات من التفشي ومنها القيام بحملات توعية على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر فيديوات قصيرة عن المرض وأسبابه والوقاية منه، وتأكيد أن الكوليرا بكتيريا ويمكن معالجتها وأدويتها متوفرة، ودعوة أبناء المخيمات إلى الوقاية وأهمها النظافة الشخصية وغسل اليدين قبل الأكل وبعده وبعد الدخول الى الحمام".
وأوضح شناعة أن البرنامج الصحي يعمل على توفير المياه بكل المدارس والتأكد من عدم تلوّثها وزيادة عدد العاملين فيها للاهتمام بشكل منتظم بالنظافة وخاصة دورات المياه، والتبليغ عن أي حالة مرضية ونقلها الى العيادة لفحصها من قبل الطبيب المختص، فيما قسم الهندسة يفحص الآبار الارتوازية للتأكد من خلوّها من الجراثيم، ووضع «الكلور» ومراقبتها بانتظام، إزالة النفايات يومياً ورشّ المبيدات ووضع المواد لمنع انتشار البكتيريا في أماكن تجمع النفايات والحاويات، أما قسم الصحة فمستعد لاستقبال أي حالة والأدوية موجودة داخل العيادات ومنها للإسهال والجفاف والالتهابات وهي مجاناً أو نقل أي حالة مرضية الى المستشفى وفق ما تحدّده وزارة الصحة اللبنانية.
كما حصل تنسيق مشترك بين "أطباء بلا حدود" ووحدة الإسعاف والطوارئ التابعة لـ"جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني" بخصوص عدوى "الكوليرا"، حيث تم خلال اللقاء مناقشة خطة التدخل لمنع انتشار "عدوى الكوليرا" في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
"الهمشري" تستعد لمواجهة الكوليرا
وفي سياق متصل، أكد مدير مشفى الهمشري، د. رياض أبو العينين، أن وحدة الاسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسعى الى تحقيق عدد من الاهداف لمواجهة "عدوى الكوليرا" بالتعاون مع جميع الشركاء لرفع الوعي لدى طواقم وحدة الاسعاف والطوارئ، لمواجهة "الكوليرا"، وأيضاً رفع الوعي لدي أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان، ووضع خطة طوارئ صحية لكل مخيم وتجمع فلسطيني.
وأكد أن "مستشفى الشهيد محمود الهمشري" في صيدا بدأ بوضع خطة طارئة للتعامل مع عدوى الكوليرا وجاري العمل لتجهيز قسم لإستقبال المصابين.
وتوجه د. أبو العينين، بالشكر والتقدير لمنظمة اطباء بلا حدود على اهتمامها ودعمها لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق