تمارا حدّاد
يُعدّ التعليم وسيلة الاستثمار الأساسيّة في الرأس المال البشريّ، والذي هو غاية التنمية والشرط الضروريّ لضمان تحقيق استدامة المجتمع. ومع التقدّم العلميّ والتكنولوجيّ المُتسارعِ، أصبح التعليم، كغيره من قطاعات الخدمات، مُطالَبًا بمواكبة التطوّر السريع، والإفادة منه لخدمة العمليّة التعليميّة على نحو يُحقِّق المزيد من الكفاءة، ويُعين على استخدام الموارد الماديّة والبشريّة استخدامًا أمثل، لدعم التنمية المُستدامة على أوسع نطاق.
واقع التعليم الإلكترونيّ وأهمّيّته
ممارسة الخدمات الاجتماعيّة مثل التعليم والعمل، باتت تتمّ عن بُعد، كواحدة من الأساليب الرئيسة التي لجأت إليها الدول لمواجهة تداعيات الأزمات. وأتاح التقدّم التكنولوجيّ الكبير في مجال الاتّصالات، إمكانيّةَ إدارة دورة تعليميّة كاملة، من دون الحاجة إلى وجود الطلّاب والمعلّمين في المكان ذاته. وفي هذا الإطار، سعت الدول إلى تفعيل التعليم الإلكترونيّ من أجل استمرار العمليّة التعليميّة خلال فترة الأزمات، وذلك بتوفير نظام تعليميّ يستخدم أدوات التكنولوجيا الحديثة، من أجل الارتقاء بجودة التعليم وكفاءة مخرجاته على نحو مُستدام.
الآثار الإيجابيّة للتعليم الإلكترونيّ وبعض مزاياه
تتطلّب المرحلة الراهنة من المؤسّسات التعليميّة أن تنتقل من مرحلة التعليم التقليديّ إلى التعليم الإلكترونيّ. ويحتاج ذلك إلى متطلّبات فنيّة وإداريّة واقتصاديّة واجتماعيّة، حيث يعمل التعليم الإلكترونيّ على تقديم الدعم لتحقيق التنمية التعليميّة المستدامة، مقارنة بالدور الذي يمكن أن يقوم به التعليم التقليديّ.
مستقبل التعليم الإلكترونيّ ومتطلّباته
من المتوقّع أن يتفوّق التعليم الإلكترونيّ على التعليم التقليديّ في دعم التنمية التعليميّة، ولا سيّما أنّ التعليم التقليديّ يواجه عدّة تحدّيات، منها: عدم توافر مصادر التمويل بشكل متوازن ومستدام، وطبيعة التوزيع الديموغرافيّ غير المتوازن للسكّان، وصعوبة التكيّف ومواكبة الثورة التكنولوجيّة والمعلوماتيّة، والتسرّب من التعليم الناتج عن ثقافة بعض المجتمعات أو بسبب الظروف الاقتصاديّة، وعدم تَوفّر الكادر البشريّ المؤهّل تمامًا للعمليّة التعليميّة. وبالطبع، تتضخّم حدّة هذه التحدّيات في الدول النامية منخفضة الدخل. الأمر الذي يحول دون تحقيق التنمية المستدامة في هذه الدول بشكل خاص.
خاتمة
بناءً على ما تقدّم، يبشّر التعليم الإلكترونيّ بمستقبل واعد في مجال التربية والتعليم. لكنّه يحتاج إلى متطلّبات تُسهِم في تخطّي الصعوبات وتذليلها، للوصول إلى الرقيّ في تقديم جودة عالية في التعليم المدرسيّ والجامعيّ. فمن الأهمّيّة بمكان، صياغة خطّة استراتيجيّة تسعى إلى تصميم نموذج جديد لتطوير تعليم إلكترونيّ يناسب الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق