وكالة القدس للأنباء – ليلى صوان
حل موسم قطاف الزيتون في لبنان وعجت كرومه بحركة لا تهدأ، وكالعادة تكون للمخيمات والتجمعات الفلسطينية حصة كبيرة من العمل بهذا المجال، خاصة وأن عادة قطف الزيتون تمتلك مكانة خاصة في قلوب الفلسطينيين فهي جزء من تراثهم، إذ لا يكاد يخلو حقل أو حديقة منها في وطنهم المحتل.
ويبدأ موسم قطف الزيتون في لبنان عادة في بداية شهر أكتوبر ويستمر لمدة 40 يوما، يجني خلاله المزارعون محصولهم الذي يترقبونه على مدار عام كامل. ويُطلق اسم "ورش الزيتون" على العاملين في هذا المجال بالمخيمات، حيث يعمل فيها عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين، نظراً لقلة فرص العمل وحرمان القانون اللبناني لهم في عدد كبير من المهن، ما يساعد في تحسين الحركة الاقتصادية داخل المخيمات والتجمعات.
وفي مخيم الرشيدية جنوب لبنان، أجرت "وكالة القدس للأنباء" اتصالاً بأحد المسؤولين عن ورش الزيتون، أبو علاء، الذي شرح كيف يتم العمل في قطف الزيتون، قائلاً: "يتجمع المزارعون وأصحاب الأراضي الزراعية حول أشجار الزيتون، وهم يحملون الأكياس الفارغة والسلالم الطويلة التي تصل إلى أعالي الأشجار لقطف حبات الزيتون يدويا وتعبئتها، ويتسلق شبان صغار أشجار الزيتون التي عادة ما تكون قد تجاوزت أعمارها عن 100 عام من أجل قطفها، فيما يقوم آخرون بقطف الأجزاء السفلية منها، بينما يعمل آخرون على جمع ما تساقط أرضا من حبات الزيتون".
وعن إقبال العمال، قال أبو علاء إن "هناك عدداً كبيراً من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات ينتظرون موسم الزيتون للعمل والحصول على المال لإعالة أسرهم، وخاصة الذين لا يملكون مصلحة خاصة بهم، لذلك نجد الإقبال كبير، ونظراً لأن المصلحة التي أضمنها ليست كبيرة، فأنا لا استطيع أن احتوي جميع العمال، لذلك أخذ حاجتي من العمال، وأبحث عن ضامن آخر ليحتوي العمال الآخرين".
وعن الصعوبات التي تواجههم في العمل، أشار إلى "أننا كفلسطينيين لا نملك نقابة تدافع عن حقوقنا أو تعوض لنا في حال خسرنا بورش الزيتون، ما يجعل الأهالي تشعر بالخوف حيال ضمان بساتين لتشغيل اليد العاملة".
وأضاف: "شغل الزيتون ليس بالأمر السهل، ومن المحتمل أن يتعرض العامل لإصابة في العمل، ما يكلفه مصاريف عالية الثمن في العلاج ويجعله عاطل عن العمل، وهنا نحن كضامنين لا نستطيع أن نتحمل تكاليف علاجه أو تغطية نفقات أسرته، لذلك يجب أن نجد حل بهذا الموضوع، يضمن للعاملين حقوقهم".
بدوره، قال العامل أبو أحمد من مخيم الرشيدية لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "العمل في قطف الزيتون شاق ومتعب، وليس كما يظنه الآخرون، حيث نقوم بتسلق الأشجار الكبيرة، ونتحمل الشوك، ونتعرض لخدوش في اليد والقدم، لكننا مضطرين للعمل لتأمين أدنى متطلبات الحياة لعائلاتنا".
وتابع: "تعتبر ورش الزيتون شريان حياة لعائلتي ولعدد كبير من الأسر داخل المخيم، نظراً لتدني الوضع المعيشي، وغياب دور وكالة "الأونروا" في إغاثتنا نحن كلاجئين فلسطينيين، والتي طالبناها مراراً وتكراراً بوضع خطة طوارئ، لذلك نضطر لخوض الصعاب لنبقى على قيد الحياة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق