وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي
يستقبل مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت فصل الشتاء في ظل جملة من المعاناة فرضتها ضائقة اقتصادية خانقة وصفت بالأسوء على مر عقود اللجوء، سببها انهيار الليرة وارتفاع العملة الأجنبية "الدولار الأمريكي"، والذي صعَب من محاولتهم الحصول على قوتهم اليومي، من مواد غذائية وخبز ولحوم وخضار.
ما زاد من معاناتهم هو غلاء فواتير تعرفة الكهرباء والمياه والانترنت، وغيرها، التي اقترن ارتفاعها مع ارتفاع تسعيرة الدولار، وللأسف لا تنخفض إذا ما حصل العكس.
اللاجئ الفلسطيني أبو علي بسيوني، (45 عامًا) متزوج ولديه أربعة أولاد، يشكو لـ"وكالة القدس للأنباء" عجزه وقَلة حيلته، فهو شبه عاطل عن العمل في بيع الدجاج، وينتظر كغيره من الأهالي بأن يأتي دوره في مشروع "المال مقابل العمل" الذي تنفذه "الأونروا" بدعم من "هيئة الإنماء الألمانية"، حتى يستطيع أن ينام هو وأطفاله على ضو كهرباء الاشتراك التي قص شريطها منذ شهور.
وأضاف: "كل ذلك يحصل أمام أعين المسؤولين في إدارة الأونروا، التي تبدع بتقليصاتها للخدمات المقدمة للاجئين على غير صعيد، بدلاً من إغاثتهم وتشغيلهم في مشاريع إنمائية تخفف عنهم أعباء الحياة وقساوتها، وهذا ما دفع الأهالي باطلاق الدعوات من أجل دفع الأونروا على تفعيل ملف حالات العسر الشديد".
السيدة غالية معروف "43 عاماً" متزوجة ولديها طفلين، أطلقت مناشدة عاجلة من أجل مساعدة "الأونروا" لها علَها ترمَم منزلها الآيل للسقوط في أية لحظة على رؤوس أطفالها الصغار.
فيما تقبع العائلة تحت خطر الفقر، تحاول الأم لأربعة أطفال سهام التراف مساعدة زوجها صلاح العاطل عن العمل في تدبر مصروف المنزل، من خلال جمعها لعلب الكرتون والبلستيك من أجل إطعام أطفالها الصغار في غرفة تأكلها الرطوبة، لا يدخلها ضوء ولا تصلح للعيش الآدمي.
وقد شكت هي الأخرى عسر حال أسرتها لـ"وكالة القدس للأنباء"، مناشدة "الأونروا" والجهات المعنية الالتفات إلى وضعها السيء وتقديم المساعدة والإغاثة العاجلة.
أما الحاجة أم محمد علي فتؤكد لـ"وكالة القدس للأنباء" بأن "نماذج حالات الفقر والعوذ والعسر الشديد كثيرة في مخيم شاتيلا، فالكل ينتظر من الأونروا أن تتحرك من أجل تأمين فرصة عمل لدفع فواتير إشتراك المياه والكهرباء والانترنت التي أصبحت حملاً ثقيلاً على الجميع".
وتتابع: "أما بالنسبة إلى الأسعار بالسوق فكل شي غلي.. صرنا نطبخ المجدرة بدون لبن أو صلطة.. كيلو اللبن بخمسين ألف والخسة صارت بأربعين ألف وما تسأل عن اللحمة الي صرنا نشتريها بالوقية".
واقع الانهيار الاقتصادي سيفاقم معاناة الأهالي في مخيم شاتيلا أكثر بكثير مع دخولنا في أجواء فصل الشتاء. لذلك على "الأونروا" وكل الجهات المعنية أن تأخذ دورها في توفير حياة كريمة للعائلات المتعففة التي باتت تقبع تحت خط الفقر وتنتظر المساعدة.. فهل من مغيث؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق