إحياء للذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات " أبو عمار " أقامت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح " مهرجانا" مركزيا" وفاء" لنهجه ومسيرته، وذلك في قاعة لاسال الرميلة. وشارك في المهرجان حشد شعبي وشخصيات سياسية واجتماعية فلسطينية ولبنانية. وكانت كلمات بالمناسبة من بينها كلمة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، وكلمة الأخ عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ومما جاء في كلمة سعد:
" أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
في الذكرى السنوية الثامنة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات .. نتوجه بتحية الإجلال والإكبار إلى ذكراه العطرة وإلى روحه الطاهرة...
ونؤكد أنه رغم الغياب لا يزال إرثه النضالي حيّاً في وجدان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ... حياًّ في وجدان كل رجل وامرأة .... وكل شاب وشابة... وكل طفل وطفلة.
أبو عمار قائد الثورة الفلسطينية المعاصرة... خاض بكل شجاعة وإقدام أشرس المعارك في مواجهة العدو الصهيوني... وعلى امتداد عشرات السنوات واجه التآمر على القضية الفلسطينية ... متمسكاً بالمبادئ والثوابت والأهداف: التحرير، والعودة، والدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ... ومؤكداً على الهوية الوطنية الفلسطينية والقرار الوطني المستقل .. وعلى الانتماء العربي والأبعاد التحررية والإنسانية للقضية الفلسطينية.
أبو عمار أفنى عمره في الكفاح ... من المشاركة في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر سنة ١٩٥٦... إلى تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في خمسينيات القرن الماضي ... وترؤس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٦٩...
إلى مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية على الأردن ولبنان... إلى قيادة انتفاضة الحجارة في الأراضي المحتلة عام ١٩٨٧... وانتفاضة الأقصى عام٢٠٠٠ ... حتى ارتقى شهيداً في مقر المقاطعة في رام الله... بعد محاصرتها من قبل القوات والدبابات الاسرائيلية.
وفي ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات نتوجّه بالتحية إلى رفيق كفاحه الرئيس محمود عباس- أبو مازن- وإلى كل القادة والثوار ... وإلى الألوف المؤلفة من شهداء هذا الشعب المعطاء ... شعب الجبارين المكافح والمنتفض والثائر منذ مائة عام... هذا الشعب المناضل سيصل حتماً إلى تحقيق أهدافه الوطنية... على الرغم من جبروت العدو وداعميه ورعاته... وعلى الرغم من تآمر المتآمرين وتخاذل المتخاذلين.
ايتها الأخوات، أيها الإخوة،
من موقع الشراكة الكفاحية اللبنانية الفلسطينية المعمّدة بدماء الشهداء ... من ميادين المواجهة والمقاومة المشتركة للاحتلال الإسرائيلي المندحر عن لبنان مهزوماً بفضل كل المقاومين الأبطال ... ألف تحية إلى شعبنا الفلسطيني في الأرض المحتلة... إلى المرابطين في القدس ... وإلى المنتفضين والمقاومين في الضفة الغربية وغزة وفي أراضي ٤٨... وألف تحية إلى الأسرى الصامدين في السجون والمعتقلات .
جيل بعد جيل ومسيرة المقاومة مستمرة... وها هو جيل فلسطيني جديد يحمل راية الكفاح... شبان وشابات بعمر الورود يواجهون الاحتلال والاستيطان ومصادرة الأراضي وتهديم البيوت ... يواجهون العنصرية والقتل والاغتيال والقمع والاضطهاد ... فدائيون من كل الفصائل الوطنية يتصدون لاعتداءات الجيش الاسرائيلي والمستوطنين... يتحركون معاً، ويقاتلون معاً في أبهى تجسيد للوحدة الوطنية... الوحدة القائمة ميدانياً وفعلياً على الصعيدين القاعدي والشعبي ... مشددين على المطالبة بضرورة توحيد الصفوف بين فصائل العمل الوطني... التوحيد على أساس برنامج سياسي نضالي موحّد للتحرر الوطني ... ومؤكدين على وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات... وعلى ضرورة التجديد والتعزيز لبنية منظمة التحرير الفلسطينية لتكون قادرة على استيعاب كل الفصائل... فالمنظمة تبقى الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده...ولا مشروعية، لا في الماضي ولا في الحاضر أو المستقبل، لأي محاولة لضرب المنظمة، أو تهميشها، أواصطناع بدائل عنها.
أيها الإخوة والأخوات
يواجه الشعب الفلسطيني تصاعد العدوانية الصهيونية مع تنامي العنصرية في الكيان الاسرائيلي... ومع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة ... ويتعرّض العالم العربي، ولا سيما بلدان المشرق، لتصاعد هجوم القوى الدولية والإقليمية بهدف فرض الهيمنة، وتقاسم النفوذ، ونهب الثروات... وهي تستند من أجل فرض سيطرتها إلى تغذية الانقسامات الطائفية والمذهبية والإثنية والعشائرية ... كما تستند إلى أنظمة الطائفية والفساد والاستبداد في البلدان العربية ...أنظمة المافيات وأرباب المال والاحتكار...
في مواجهة القوى الدولية والإقليمية والأنظمة المحلية التابعة ... انتفضت الشعوب العربية تحت راية الانتماء الوطني الواحد... ورفضاً للطائفية والمذهبية...وطالبت ببناء الدولة الوطنية السيدة المستقلة... دولة العدالة الاجتماعية والقانون والمؤسسات... كما دعت لإسقاط أنظمة التبعية والفساد والظلم الاجتماعي ... وشددت على الدفاع عن كرامة الوطن وكرامة المواطن ... وعلى الحرية والديمقراطية واحترام التنوع ضمن الوحدة.
ومن الواضح أن الطائفية والمذهبية إنما تشكلان تهديداً للوحدة الوطنية والحصانة الوطنية والانتماء الوطني ... كما تشكلان مدخلاً للتدخلات الخارجية... وهما فوق كل ذلك تمثلان التبرير للكيان الصهيوني القائم على الانتماء الديني.
في المقابل العروبة الحقيقية التي تواجه التبعية والتطبيع ... العروبة الديمقراطية التحررية الجامعة المنفتحة ... والمتكاملة مع الانتماءات الوطنية في البلدان العربية... تمثل السبيل إلى تحصين الوحدة الوطنية ... وإلى الخروج من نفق الصراعات والحروب الأهلية العبثية المدمرة ... كما تمثل التصدي لهجمات القوى الدولية والإقليمية الطامعة بالبلدان العربية وثرواتها.
يا إخوتي أبناء الشعب الفلسطيني ضيوف لبنان،
يا أبناء مخيم عين الحلوة وسائر المخيمات...
يا من ترفعون عالياً راية العودة...وتناضلون من أجل العودة إلى أرض الآباء والأجداد... يا من تعانون من التمييز والتضييق والحصار والحرمان من الحقوق الإنسانية والاجتماعية... معاً سنواصل التحرك والنضال من أجل هذه الحقوق الأساسية البديهية؛ مثل حق العمل، والحق في تملك مسكن ... وغيرها من الحقوق .
ويا من تعانون ايضاً، مثل إخوانكم اللبنانيين، من الأوضاع المعيشية المأساوية ، وانهيار الليرة، وانعدام فرص العمل، واضطرار الشباب إلى الهجرة إلى مختلف أصقاع الأرض سعياً وراء أي فرصة للعيش الكريم، ولو حتى بواسطة زوارق الموت... نعدكم بمواصلة النضال دفاعاً عن حقوق كل الناس، ومن أجل الإنقاذ والخلاص...
أيتها الأخوات، أيها الإخوة،
إلتزاماً بإرادة شعبنا في انتفاضة ١٧ تشرين... والتزاماً بالإرث الكفاحي الوطني والشعبي... إرث الشهيد معروف سعد، ورمز المقاومة الوطنية اللبنانية مصطفى سعد... وغيرهما من المناضلين الكبار... العهد لكم أن نواصل النضال في كل الميادين... داخل مجلس النواب وفي سائر الساحات... دفاعاً عن حقوق الناس... وعن الوطن وسيادته وثرواته... وعن حقوق الإخوة اللاجئين الفلسطينيين.
ختاماً، أيها الإخوة والأخوات
نجدد توجيه تحية الإجلال والإكبار إلى ذكرى القائد الرمز ياسر عرفات،
وتحية الشراكة الكفاحية إلى ثوار فلسطين على امتداد أرض فلسطين،
والتحية إلى المناضلين دفاعاً عن كرامة الإنسان... ومن أجل الحرية والعدالة والتغيير في لبنان وفي سائر البلدان.
التحية لكم جميعاً، والسلام عليكم.
المكتب الإعلامي للنائب أسامة سعد
في 13-11-2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق