مازن كريّم - قدس برس
يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ظروفًا معيشية صعبة للغاية، فاقمتها الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان منذ عام 2019.
وأدّت الأزمة الاقتصادية إلى ارتفاع بدل إيجارات المنازل، سواءً داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أو خارجها، الأمر الذي أمسى شبحًا آخر يطارد اللاجئين ويهددهم بالتشرد، نظرًا لعدم مقدرتهم على تأمين مبالغ الإيجارات الباهظة.
وأكد مدير عام الهيئة “302” للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين (منظمة مجتمع مدني في لبنان)، علي هويدي، أن “الكثير من اللاجئين الفلسطينيين باتوا اليوم يبحثون عن المنازل المكونة من غرفة واحدة، لتفادي دفع مبالغ كبيرة على الشقق الأكبر”.
وأوضح هويدي لـ”قدس برس” أن “الارتفاع الحاصل على أسعار إيجار المنازل غير مسبوق، داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية وخارجها، حيث يتراوح الارتفاع ما بين 100 و150 دولارًا، أو يزيد”.
وبيّن أن أزمة الإيجارات “باتت تضع المرجعية الفلسطينية أمام تحديات جديدة؛ لأن اللاجئ الفلسطيني في لبنان بات بحاجة إلى مساعدات دورية تمكنه من الصمود والعيش بكرامة إلى حين العودة إلى دياره”.
وحذّر من “مأزق جديد يزيد من معاناة اللاجئين، وهو أن العديد من أصحاب المنازل المؤجرة باتوا يعطون العائلات المستأجرة لمنزله مهلة معينة حتى تؤمن المبلغ المطلوب، ويهددونهم بالطرد منها في حال عدم التسديد”.
واستدرك قائلاً إن “من شأن هذا المأزق أن يضعنا أمام مشكلة اجتماعية جديدة، عنوانها تشرّد العائلات الفلسطينية، ما سيزيد من صور الفقر والحرمان في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”.
من جهة أخرى، قال اللاجئ الفلسطيني، علي إبراهيم، إن “المال الذي يجنيه العدد الأكبر من اللاجئين من أعمالهم الحرة، لا يكاد يكفي لطعام وشراب أبنائهم”.
وأكد إبراهيم في حديثه لـ”قدس برس” أن “حرمان القانون اللبناني لللاجئ الفلسطيني من العديد من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية أدى إلى فرض واقع اجتماعي صعب، والعيش في ظروف لا تليق بأساسيات العيش الإنساني الكريم”.
يذكر أن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أعلنت قبل أيام قليلة، “تزايد نسب الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لتصل إلى أكثر من 90 في المائة”.
وحذرت نائب المفوض العام لـ”أونروا”، ليني ستينسيث، من “أزمة إنسانية مأساوية، جراء ارتفاع كبير في معدل الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، البلد الغارق منذ ثلاث سنوات في أزمة اقتصادية مزمنة”.
وبيّنت إحصائية لـ”أونروا” أن “93 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان باتوا يقبعون تحت خط الفقر، مقارنة مع 70 في المائة بداية العام الحالي، ما يعني الجميع تقريبًا غير قادرين على تلبية حاجياتهم الأساسية”.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، يتوزع معظمهم على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى في البلاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق