بقلم : سري القدوة
الاثنين 16 كانون الثاني / يناير 2023
عدوان حكومة الاحتلال المتطرفة على المسجد الاقصى المبارك يشكل خطورة بالغة على المستقبل الفلسطيني وهو بمثابة استمرار لعدوانها وانتهاكها لحرماته وهو ايذان منها بالحرب وتجاهل لمشاعر الأمة المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها ويجب حماية الممتلكات العربية الفلسطينية في المدينة المقدسة والحفاظ على طابعها العربي الإسلامي المسيحي ومواجهة التزييف والتزوير في الحقائق وإعادة الواقع العربي الفلسطيني في المدينة ومواجهة ممارسات الاحتلال وعدوانه حيث أنه لا معنى للدولة الفلسطينية إلا إذا كانت القدس بؤرتها الناصعة وجذوتها المتوقدة .
على الاحرار والمسلمين في جميع انحاء العالم الوقوف صفا واحدا في مواجهة العدوان الشامل وسياسات حكومة التطرف الاسرائيلية ووضع حد لسياسات تهويد القدس والمقدسات الاسلامية لتعود إلى أصحابها الشرعيين وينعم الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال التام وإقامة الدولة الفلسطينية ويعم السلام بالمنطقة بدلا من حالة الحرب والصراع القائم على التطرف والقتل والدمار وإعاقة أي فرص لتقدم عملية السلام وإنقاذ خيار حل الدوليتين كما هو مطروح من قبل المجتمع الدولي وضرورة وجود أفق سياسي يحافظ على حل الدولتين وفق الشرعية الدولية، ووقف دولة الاحتلال لكل اجراءاتها الأحادية واعتداءاتها اليومية بحق الشعب الفلسطيني التي تدمر هذا الحل وتخلق أجواء صعبة ومعقدة تؤثر على الأمن والاستقرار .
بات من المهم التحرك على الصعيد الفلسطيني حيث يجب تعزيز الوجود العربي الفلسطيني في المدينة المقدسة وضرورة توظيف كافة الإمكانيات المادية والبشرية لحماية هذا الوجود ومحاربة سياسة التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة سياسة الاحتلال وإجراءاته بكافة السبل المتاحة والممكنة .
محاولات الاحتلال لفرض وقائع جديدة في القدس لا يمكن ان تمر حيث كان للملكة الأردنية الهاشمية وما زال دوراً هاماً في الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك وحماية مقدساته وإعمارها وصيانتها ومر الدور الأردني في القدس بمراحل طويلة زادت على الثمانية عقود، وهو مستمر رغم الظروف السياسية الصعبة والمعقدة، أما بالنسبة إلى المقدسات المسيحية فقد منح الهاشميون خلال فترة حكمهم للضفة الغربية من 1967 / 1952 الحرية المطلقة للطوائف المسيحية المختلفة لصيانة وإعمار كنائسهم وأديرتهم وتم أعمار كنيسة القيامة خلال العهد الهاشمي وقبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 أعمارا شاملاً شمل القبة والجدران وبتاريخ 11/4/2016 تبرع جلالة الملك عبد الله الثاني وعلى نفقته الخاصة بترميم القبر المقدس قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة بالقدس من التبرعات السخية .
الشعب العربي الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية والمسيحيين في العالم يرفضون الاحتلال الإسرائيلي للقدس وكافة إجراءاتها المخالفة للقانون الدولي والشرعية الدولية باعتبارها إجراءات لاغية وباطلة لا تمنح شرعية ولا تؤسس حقاً مع العلم أن المقدسيين لا يرفضون الديانة اليهودية فمثلها مثل باقي الديانات السماوية الثلاث والتي اشتهرت القدس بحضانتها لتلك الديانات وإنما ترفض تهويد مدينة القدس وفرض التطهير العرقي عليها وإجلاء سكانها مسيحيين ومسلمين الى خارج حدودها المزعومة وتشويه مقدساتها الاسلامية والمسيحية بحثا عن هيكلهم المزعوم .
المسجد الاقصى هو الحضارة التي تتوارثها الاجيال ويجب الحفاظ عليه وهو ملك خالص للمسلمين جميعا ويجب التحرك الدولي لحماية المسجد الاقصى وأهمية تطبيق الوصايا الاردنية الهاشمية علي الوضع القائم فيه حفاظا على الحقوق التاريخية الاصيلة ووضع حد لكل مؤامرات الاحتلال ومخطط تهويد المسجد الاقصى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق